تكتيك روسي يفتك بـ10 آلاف مسيّرة أوكرانية شهرياً

كشف تقييم جديد للقدرات العسكرية الروسية على الجبهة أن قوات روسيا تُسقط حوالي 10 آلاف مُسيرة أوكرانية شهرياً، فيما تبرز وسائل الحرب الإلكترونية كـ”عنصر حاسم” في التكتيكات الروسية، وفقاً لما توصل إليه تقرير نشره المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا (RUSI).

وقال التقرير إن تلك التكتيكات تسهم في الخسائر المذهلة التي تمنى بها المركبات الجوية غير المأهولة الأوكرانية، التي تُعرف على نطاق واسع بالمُسيِّرات، بحسب ما نقل موقع Business Insider الأمريكي.

ونُسبت هذه الأرقام -التي تصل إلى أكثر من 300 مسيرة يومياً- إلى 3 ضباط أوكرانيين لم تُكشف أسماؤهم، أُجريت معهم مقابلات في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار 2023.

لم يحدد التقرير النماذج التي تُلحق بها الخسائر أو ماهية نسبة الخسائر بين نماذج المسيرات، لكن جيمس باتون روجرز، أستاذ دراسات الحرب بجامعة جنوب الدنمارك وخبير المسيرات، أبلغ موقع “بيزنس إنسايدر” بأن غالبية هذه المركبات المسيرة التي فُقدت كانت رخيصة نسبياً وصغيرة من نوعية المسيرات التجارية المستخدمة في المراقبة.

وقال إن هذه التقديرات تشير إلى المستوى غير المسبوق الذي تُستخدم به المركبات الجوية غير المأهولة في أوكرانيا، مضيفاً أن هذا كان “أول صراع مُسيَّرات ضد مُسيِّرات في العالم”.

وأوضح باتون روجرز أنه رغم أن الأرقام كانت مبالغة على الأرجح، فإنها تؤكد على مدى النجاعة التي صارت عليها وسائل الحرب الإلكترونية الروسية في التصدي لاستخدام أوكرانيا المسيرات استخداماً كثيفاً.

منظومات روسية متطورة
من جانب آخر، قال تقرير المعهد الملكي إنه على طول جبهة الصراع البالغة 750 ميلاً تقريباً، تحتفظ روسيا بمنظومة حرب إلكترونية رئيسية كل 6 أميال تقريباً. وتوضع هذه المنظومات خلف مقدمة الجبهة بحوالي 4 أميال، وتركز في الأساس على تحييد خطر المسيرات، وفقاً للتقرير.

وقال الباحثون إن المنظومات الروسية المتطورة، مثل محطة التشويش شيبوفنيك-أيرو، يصعب تعقبها وتستطيع تقليد الإشارات الأخرى.

وأوضحوا أن “لديها مجموعة متطورة من المؤثرات لإسقاط المركبات الجوية غير المأهولة”، بما في ذلك التشويش على أنظمة الملاحة.

في المقابل، تضم أوكرانيا مجموعة متنوعة من المُسيَّرات، بدءاً من المركبات الجوية غير المأهولة الصغيرة التجارية، التي تُستخدم في الغالب في عمليات الاستطلاع أو بوصفها ذخائر متسكعة، ووصولاً إلى مسيرات بيرقدار تي بي 2 التي تكلف الواحدة منها ملايين الدولارات، والتي تستطيع ضرب الدبابات الروسية.

كانت حرب المُسيَّرات من الجوانب التي احتُفي بها بالنسبة للنجاحات المبكرة التي حققتها أوكرانيا في التصدي للتقدم الروسي، ما أثار حملة رسمية لجمع التبرعات -حملة United24- أُنشئت لتأسيس “جيش مسيرات”.

لكن بحلول فصل الصيف، اتضح أن وسائل الحرب الإلكترونية وقدرات الدفاع الجوي لدى روسيا، قد تعززت، وذلك وفقاً لما أفادت به علياء شعيب، المراسلة الصحفية لدى الموقع الأمريكي نفسه.

وفي شهر أبريل/نيسان الماضي، أبلغ مشغلو المسيرات على الجبهة صحيفة The Guardian بأن أحد أشهر نماذج المسيرات -طائرة شركة دي جيه آي المسيرة التجارية- كانت تفقد نجاعتها بسرعة.

ومع ذلك، قال باتون روجرز إن أوكرانيا تطور “منظوماتها المرنة الخاصة بالمُسيِّرات لسد هذه الفجوة في القدرات”.

وإجمالاً، قال باحثو المعهد الملكي إنه بعد “كارثة” أداء الجيش الروسي في بداية الغزو، تكيّف مع تصدي أوكرانيا، حتى في ظل تواصُل الصعوبات التي يواجهها الجيش الروسي على صعيد انخفاض الروح المعنوية والاستخدام الناجع للدروع الثقيلة والهجمات الجوية.

وأوضح التقرير: “والنتيجة هي هيكل يصير أفضل مع مرور الوقت في إدارة المشاكل التي يواجهها على الفور، لكنه أيضاً (هيكل) يجد صعوبة في التنبؤ بالتهديدات الجديدة”.

أضاف: “تملك أوكرانيا زمام المبادرة اليوم. لكن الجيش الروسي يتكيف، فليس هناك مجال للرضا عن النفس”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى