التطبيع مع السعودية.. 3 أسباب تبقي إسرائيل متفائلة
الامة – ترجمات
اعتبر مدير “مركز القدس للشؤون العامة” (مؤسسة بحثية إسرائيلية)، يشيل ليتر، أنه توجد ثلاثة أسباب تدعو للتفاؤل بشأن أن التقارب بين السعودية وإيران بوساطة الصين، منذ 10 مارس/ آذار الماضي، لا يتناقض مع احتمال تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
وتلك الأسباب، بحسب ليتر، في تحليل للمركز ترجمه “الأمة”، هي أن السعودية لن تقبل بأن تصبح إيران دولة نووية، وترغب عبر التواصل مع الصين في أن تعيد الولايات المتحدة وضع منطقة الشرق الأوسط في قمة أولوياتها، وأخيرا تسعى الرياض إلى استخدام قوتها الاقتصادية داخل إيران لتغيير سياساتها أو حكومتها أو كليهما.
ولا ترتبط السعودية بعلاقات رسمية مع إسرائيل، وتشترط لذلك انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية المحتلة منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.
وشدد ليتر على أن “السعودية ليست على وشك القبول بإيران نووية، فمثل أي دولة أخرى، تتصرف المملكة لخدمة مصلحتها الخاصة وتتبع أسلوب العمل الذي سيمنع جارتها الحاقدة من الحصول على سلاح دمار شامل”.
وتمتلك تل أبيب ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية، وهي تتهم مع عواصم إقليمية وغربية، بينها الرياض وواشنطن، طهران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.
واشنطن وبكين
وبالنسبة للسبب الثاني للتفاؤل الإسرائيلي، قال ليتر إن “السعودية تعمل على إعادة القوة الكاملة للولايات المتحدة إلى المنطقة، وتتبع لتحقيق ذلك تكتيك التواصل الدبلوماسي مع الصين (المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة)”.
وتراجعت أهمية الشرق الأوسط في أولويات الولايات المتحدة، بحسب تحليلات غربية، لصالح مواجهة نفوذ الصين المتصاعد في آسيا والمحيط الهادئ ومواجهة روسيا التي تواصل غزوها لجارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
واعتبر ليتر أن “وصول يو إس إس فلوريدا مؤخرا، وهي غواصة (أمريكية) من الدرجة النووية محملة بـ 154 صاروخا من طراز توماهوك وسرب من طائرات A-10 Thunderbolt II، قد يكون مؤشرا جيدا على نجاح السعوديين”.
وأصيبت السعودية، وفقا لمراقبين، بخيبة أمل تجاه الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة عندما لم ترد واشنطن على هجمات تعرضت لها أهداف في المملكة، بينها منشآت نفطية، أكثر من مرة عبر هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة شنتها من اليمن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران.
وبحسب ليتر، “يمكن العثور على مؤشر قوي آخر في حديث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في 4 مايو/ أيار الجاري، حين قال: أوضحنا لإيران أنه لا يمكن أبدا السماح لها بالحصول على سلاح نووي، وكما أكد الرئيس (الأمريكي جو) بايدن مرارا فإنه سيتخذ الإجراءات الضرورية للالتزام بهذا البيان، بما في ذلك الاعتراف بحرية إسرائيل في التصرف”، في إشارة إلى احتمال مهاجمة البرنامج النووي الإيراني.
ومقابل صمت رسمي سعودي، ذكرت تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية أن المملكة تريد للمضي قدما في التطبيع مع إسرائيل التزاما أمريكيا بأمن السعودية يوازي التزام حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتفاقيات الدفاع المشتركة، وكذلك التزام أمريكي غير مشروط ببيع أسلحة متطورة للرياض، وأخيرا شراكة أمريكية سعودية في تطوير بنية تحتية كاملة لدورة وقود نووي مدنية.
واعتبر ليتر أن الرياض، وعبر استئناف علاقاتها مع طهران، تهدف إلى “استخدام قوتها الاقتصادية داخل إيران لفرض تغيير في السياسة أو الحكومة أو كليهما”.
تقارب عملي
و”يجب مراقبة التقارب المعلن بين إيران والسعودية بحكمة؛ لأن ما يحدث على الأرض في الأشهر المقبلة سيؤثر على المنطقة”، بحسب ليتر.
وتابع: “مع ذلك، يجب أن نتذكر أن التقارب العملي بين إسرائيل والسعودية قائم منذ عدة سنوات ويتقدم نوعا وكما بمعدل مثير للإعجاب”.
وعدَّد أشكال هذا التقارب: “من المشاريع التجارية المشتركة إلى اجتماعات المثقفين والباحثين السياسيين في المؤتمرات الدولية، ومن فتح المملكة أجوائها أمام الطيران الإسرائيلي، إلى المشاركين الإسرائيليين في أحداث رياضية بالسعودية، ومباركة المملكة لاتفاقيات إبراهيم. التقارب مع إسرائيل عملي، في حين أن التقارب مع إيران إعلامي حتى الآن”.
و”اتفاقيات إبراهيم” وقَّعتها إسرائيل في 2020 لتطبيع العلاقات مع دول عربية، بينها الإمارات والبحرين والمغرب.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب علاقات علنية مع إسرائيل.