كامل مراد يكتب: لطفًا مقعدك بالخلف

            كامل مراد 

 

كثيرًا ما يحدث معي عند دخولي
‎الطائرة وإعطاء بطاقة الصعود
‎ للمضيف لإرشادي إلى مقعدي بالرغم من معرفتي المسبقة بمكاني ..

 فأفاجأ براكبٍ آخر يجلس فيه، فيُـبادره المضيف بجملة (( لطفًا مقعدك بالخلف )) … نعم هو يجلس في المكان الخطأ ….. وهكذا هى الحياة.

‎يجب أن يأخذ كل شخص فيها مكانه الصحيح بحسب ما تربطه بك من علاقة، وستجد نفسك تخصص لكل إنسان في حياتك إطارٍ ، تشكّله علاقته ومواقفه معك.

ومع مرور سنوات العمر وتراكم الخبرات والصدمات مع من نعرفهم يتضح أن الأصدقاء المقربين والمحبين عادةً مايكونون قلائل لأن البشر أطباعهم مختلفة، فلابد من معاشرتهم في سفرٍ أو عملٍ أو حتى دراسة ليكون حُكمك عليهم صحيح وتتمكن من وضعهم في الإطار المناسب لهم في حياتك .

ومع مضي الوقت لابد من مراجعة صور الأصدقاء وتعديل إطاراتهم بمقاسات مختلفة حسب مواقفهم ، أما أن تمنح الجميع مساحةً مفتوحة في حياتك بدون خطوط أو حواجز فهذا سيؤدي إلى الكثير من الخسارات.
‎ سيظهر لك مع مرور الأيام أن هناك من يستحق أن يكون في دائرةٍ مقربةٍ لأنه صادقٌ وأمين في كل تعاملاته لدرجة أنك تحتاج وجوده وتشعر بالتفاؤل عند رؤيته والحديث معه، فهو شحنة من الطاقه الايجابية. يمنحك هالة من النور والراحة وكل ماهو جميل من أخبار أو قصص.

والبعض الاخر متخصص في بث السلبية المطلقة، وبمجرد مقابلته تتمتم بالدعاء بأن يجنبك الله أخباره.. وستعلمك الحياة أن هؤلاء هم من يُظهرون غير ما يبطنون وهم محترفون في ذلك ، عليك أن تكون حذرًا منهم، فبمجرد الجلوس معهم ، ستبدأ عملية تفريغ طاقاتهم السلبية في حياتك، يُظهرون عدم الاهتمام بك وهم أول من يتابعك على وسائل التواصل الاجتماعي.
‎‏‎

خلال الأيام الماضية شاهدت مقطعًا لفنان يقول عبارة ( نَـفسي ثم نَـفسي ثم نَـفسي ثم حالي ) وبالرغم مِن ما يبدو فيها من حبٍ للذات وأنانية لكن بالتأكيد قد نحتاجها في بعض المواقف ومع أشخاصٍ محددين .
‎‏‎
‎‏‎،هؤلاء لا يتحدثون إلا من خلفك، فدعهم واكمل طريقك.
‎‏‎

ابدأ دومًا بعمل شيءٍ جديد واتركهم مع تحليلاتهم وأفكارهم إلى أن يشعروا بالتعب بينما تكون أنت قد وصلت إلى مراحلٍ أعلى من النجاح.‎‏‎

‎‏‎استمر في مسيرتك ولاتنظر خلفك وبالتأكيد سوف تستمع إلى همساتهم وتمتماتهم وأنت تبتسم
وتجلس دوما في مقعدك الصحيح

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى