بعد تهديد بايدن بـ”المادة 14″ لتجاوز الكونجرس.. مفاوضات أزمة الديون مستمرة
قال رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي، الأحد، إنه سيلتقي الرئيس جو بايدن، الاثنين، لاستكمال المفاوضات بشأن أزمة سقف الدين الفيدرالي في الولايات المتحدة، في أعقاب ما وصفه بـ”اتصال مثمر” مع الرئيس، الأحد، في حين أشار الرئيس الأميركي، إلى أنه يدرس استخدام “المادة 14” لتجاوز موافقة الكونجرس على السماح بزيادة سقف الدين.
وأشار زعيم الأغلبية الجمهورية في الكونجرس، والذي يقود مفاوضات لتخفيض الإنفاق الحكومي، فيما تطالب إدارة بايدن بزيادة سقف الاقتراض الحكومي، وهو ما يرفضه الجمهوريون، إلى أن المفاوضين، على مستوى الخبراء، سيجتمعون، في وقت لاحق، الأحد.
وشدد مكارثي، الأحد، على أنه “يجب خفض الإنفاق”، لافتاً إلى أن الجمهوريين لا يمناعون في زيادة الإنفاق الدفاعي.
الرئيس الأميركي جو بايدن، اعتبر، الأحد، أن مطالب الجمهوريين في المفاوضات بشأن رفع سقف الدين “غير مقبولة”، مشيراً إلى “إمكانية التوصل إلى حلّ” يجنب أكبر اقتصاد في العالم، التخلف عن السداد.
وقال بايدن للصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان قبل أن يتجه إلى واشنطن، “بصراحة غير مقبولة”.
وأضاف الرئيس الأميركي “حان الوقت الآن ليتخلى الجانب الآخر عن مواقفه المتطرفة”.
استخدام “المادة 14”
وأشار بايدن أيضاً، إلى أنه يدرس احتمال اللجوء إلى آلية دستورية لتجنب تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وتابع “لا يمكنني أن أضمن عدم افتعالهم تخلفاً عن السداد عبر القيام بأمر شائن”، مؤكداً “أدرس المادة 14 (في الدستور الأميركي) لأرى إن كنا نملك… صلاحية قانونية” لتجاوز الكونجرس.
وقال “أعتقد أننا نملك الصلاحية. ولكن المسألة هي إن كان بالإمكان القيام بذلك واستخدام (المادة) في الوقت المناسب”.
وتنص “المادة 14” التي أضيفت الى الدستور الأميركي في عام 1868، على أن “صلاحية الدين العام للولايات المتحدة المسموح به بموجب القانون.. يجب ألا تكون موضع شكّ” أي بعبارة أخرى النفقات التي أقرت بالتصويت يجب أن تحترم.
موعد نهائي حتمي
وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الأحد، إن الأول من يونيو لا يزال “موعداً نهائياً حتمياً” لا رجعة فيه لرفع سقف الدين الاتحادي، في ظل الاحتمالات الضعيفة بأن تجمع الحكومة عوائد كافية تمكنها الوفاء بالتزاماتها حتى 15 يونيو، موعد استحقاق مزيد من الإيرادات الضريبية.
وأضافت يلين متحدثة في برنامج “فيس ذا بريس” أو “واجه الصحافة” الذي تبثه شبكة NBC؛ أنه ستكون هناك خيارات صعبة إذا أخفق الكونجرس في رفع سقف الديون البالغ 31.4 تريليون دولار قبل نفاد الأموال من وزارة الخزانة.
وأضافت “أشرت في رسالتي الأخيرة إلى الكونجرس إلى أننا نتوقع ألا نكون قادرين على دفع جميع فواتيرنا في أوائل يونيو وربما في الأول منه. وسأواصل إطلاع الكونجرس على المستجدات، لكنني بالتأكيد لم أغير تقييمي. لذلك أعتقد أن هذا موعد نهائي حتمي”.
ولدى سؤالها عن إمكانية عدم نفاد السيولة من وزارة الخزانة قبل 15 يونيو، قالت يلين إن “هناك عدم يقين بشأن موعد حدوث ذلك بالضبط”، لكنها شككت في أن الأموال ستكفي حتى ذلك الموعد.
وأضافت “هناك دائماً عدم يقين بشأن مسألة إيرادات الضرائب والإنفاق.. وبالتالي من الصعب التأكد بشكل قاطع من ذلك. لكن بحسب تقييمي فإن الاحتمالات ضئيلة للغاية أن نتمكن من الوصول حتى 15 يونيو ونحن قادرون على دفع كل فواتيرنا”.
ولم يجتمع المفاوضون في أزمة سقف الدين الأميركي، السبت، بعد انتهاء اجتماعين، الجمعة، دون الإعلان عن إحراز أي تقدم، وقال المفاوضون إنهم غير واثقين من الموعد الذي يمكن أن تعقد فيه جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين.
كان رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي قد قال للصحافيين في الكونجرس، إن الديمقراطيين يتخذون “موقفاً متطرفاً للغاية”.
وأضاف: “للأسف، اتخذ البيت الأبيض خطوات إلى الوراء”، مشيراً إلى أن “الجناح الاشتراكي” للحزب الديمقراطي هو الذي يمسك بزمام الأمور على ما يبدو.
كان مجلس النواب أقر الشهر الماضي، تشريعاً من شأنه أن يخفض جزءاً كبيراً من الإنفاق الحكومي بنسبة 8% العام المقبل.
ويقول ديمقراطيون إن ذلك سيفرض تخفيضات بنسبة 22% على الأقل في المتوسط في برامج مثل التعليم وإنفاذ القانون، وهو رقم لم يشكك فيه كبار الجمهوريين.
ويشغل الجمهوريون أغلبية ضئيلة من المقاعد في مجلس النواب، بينما يتمتع الديمقراطيون الذين ينتمي إليهم بايدن بسيطرة محدودة على مجلس الشيوخ، لذلك لا يمكن إقرار أي اتفاق دون دعم من الحزبين.
ولم يتبق سوى أقل من أسبوعين على موعد الأول من يونيو، الذي حذّرت وزارة الخزانة الأميركية من أن الحكومة الاتحادية قد تكون غير قادرة بحلوله على سداد جميع ديونها، وقد يؤدي ذلك إلى تخلّف عن سداد الدين من شأنه أن يتسبب في حدوث فوضى في الأسواق المالية وارتفاع أسعار الفائدة.