محادثات سرية بين أمريكا والنظام السوري .. دبلوماسي يكشف تفاصيل
الأمة- ترجمات
كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى بجامعة الدول العربية، أن مفاوضات سرية ومباشرة تجري حاليًا بين أمريكا والنظام السوري في سلطنة عمان.
وأوضح المصدر، الذي كشف المعلومات بشرط عدم الإفصاح عن هويته، أن “المحادثات جرت في العاصمة العمانية مسقط”، مشيرا إلى أن “اللقاءات ضمت شخصيات أمنية من البلدين وممثلين عن وزارات الخارجية”، حسبما أورده تقرير نشره موقع “ذا كاردل” .
وخلال المحادثات، ضغط المسؤولون السوريون بشكل أساسي من أجل الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الأمريكية من بلادهم.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن حوالي 2000 جندي أمريكي موجودون بالأراضي السورية في 22 قاعدة، وهو رقم أعلى من العدد الرسمي المعلن من وزارة الدفاع (البنتاجون)، وهو 900 جندي.
وأكد المصدر خلال محادثات مسقط أن “المبعوث الأمريكي أكد مراراً وتكراراً أن لديه معلومات تفيد بأن الصحفي الأمريكي، أوستن تايس، لا يزال على قيد الحياة وفي معتقل تابع للجيش السوري”.
لكن الوفد السوري أصر على أنه ليس لديه معلومات عن تايس، وأعربت دمشق عن استعدادها لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصيره، بحسب المصدر.
واختطف الصحفي المستقل والضابط السابق في مشاة البحرية الأمريكية في عام 2012 من قبل الجماعات المسلحة في إحدى ضواحي دمشق.
وفي وقت سابق من مايو/أيار الجاري، كشف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، أن واشنطن “انخرطت مع سوريا ودول أخرى” للعثور على تايس.
ووفقا لمصادر “ذا كاردل”، فإن البيت الأبيض مقتنع بأن دمشق تعرف مكان تايس، لكن الوفد السوري في مسقط لم يؤكد أي معلومة بهذا الشأن.
وأضافت المصادر أن واشنطن ودمشق تجريان اتصالات سرية منذ عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لكن هذه الاتصالات توقفت بمجرد إعلان ترامب عن نيته “قتل” الرئيس السوري، بشار الأسد، في سبتمبر/أيلول 2020.
وبحسب المصدر الدبلوماسي فإن “معظم المحادثات السرية التي جرت في السنوات السابقة بين دمشق وواشنطن، تمت عبر وسطاء، مثل المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم. كما جرت لقاءات مباشرة بين البلدين، كان أحدها في العاصمة السورية دمشق”. ومع ذلك، ظل عدد الاجتماعات المباشرة محدودًا.
وقبل انقطاع الاتصالات المباشرة، أعرب المسؤولون الأمريكيون عن نيتهم سحب القوات العسكرية من سوريا، وهو العرض الذي لم يتحقق حتى اليوم.
ووفقًا لمصدر صحيفة كرادل، فإن الموضوع الوحيد الذي لم يتطرق إليه المسؤولون الأمريكيون، خلال المحادثات السرية، كان مصير الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، مثل قوات سوريا الديمقراطية.
وأكد المصدر أن “المحادثات السورية الأمريكية لم تذكر الميليشيات الكردية المدعومة من قوات الاحتلال الأمريكية في شمال شرق سوريا”، مضيفا: “المناقشة لم تتطرق إلى أي قضايا سياسية أو عسكرية، باستثناء مطالبة سوريا بانسحاب قوات الاحتلال”.
ويأتي الكشف المفاجئ عن المحادثات السرية بين الولايات المتحدة وسوريا بعد أيام قليلة من انتقاد البيت الأبيض للدول العربية التي تتجه لاستعادة العلاقات مع سوريا.
وكانت السلطات الأمريكية غاضبة بشكل خاص بعد أن رحبت جامعة الدول العربية بعودة عضوية دمشق إليها، الأسبوع الماضي.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في 7 مايو/أيار: “لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة قبولها في جامعة الدول العربية في هذا الوقت”، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض أبلغ حلفاءه العرب بأن الولايات المتحدة “لن تطبع مع نظام الأسد”، وأن عقوباتها “ستظل سارية المفعول”.