أردوغان والمعارضة.. اتهامات متبادلة في “معركة” كسب الأصوات
تبادل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمعارضة اتهامات بارتكاب مخالفات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وذلك في رحلة الطرفين لكسب أصوات جديدة قبيل الجولة الثانية الحاسمة، نهاية الشهر الجاري.
وتحدثت المعارضة التركية عن مخالفات في الآلاف من صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي جرت الأحد، بعدما اتهمها أردوغان بمحاولة “خداع الشعب” عبر “التلاعب” بنتائج الانتخابات.
وقال محرم إركيك، نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري”، الأربعاء، إن حزب المعارضة الرئيسي رصد مخالفات في 2269 صندوق اقتراع في الانتخابات الرئاسية، و4825 صندوقاً في الانتخابات البرلمانية.
وأشار محرم إركيك، إلى أن “المخالفات في كل صندوق تتراوح بين واحد غير صحيح، ومئات الأصوات غير الصحيحة”، وأضاف: “نتتبع كل صوت، وإن لم يغير النتيجة النهائية”.
وذكر أن عدد صناديق الاقتراع المخصصة للانتخابات في الداخل والخارج بلغ 201 ألف و807 صناديق في المجمل.
وحصل رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية على 49.5% من الأصوات، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب خوض جولة إعادة (50%). وحصل منافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، على 45%.
وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت الأحد أيضاً، حصل تحالف الشعب الذي يضم “حزب العدالة والتنمية” بزعامة أردوغان، وأحزاب قومية وإسلامية، على 322 من أصل 600 مقعد في البرلمان الجديد. وحقق الرئيس بذلك أغلبية.
اتهامات للمعارضة
رجب طيب أردوغان اتهم المعارضة بأنها “حاولت خداع الشعب” عبر التلاعب بنتائج الانتخابات، على حد وصفه، وذلك خلال مقابلة مع قناة “سي إن إن تورك” الثلاثاء.
وأشار أردوغان إلى أن “تحالف الشعب” الحاكم والذي يُمثله في الانتخابات، حافظ على الأغلبية في البرلمان، بينما لم تستطع المعارضة تحقيق الأغلبية، لكنه اعترف بأن هناك انخفاضاً في نسبة التصويت لـ”حزب العدالة والتنمية” الذي يتزعمه. وأضاف: “سنُعيد محاسبة أنفسنا كي نتلافى هذا الأمر مجدداً، وسنستثمر الأيام المتبقية جيداً، ولن نتراخى”.
واتهم الرئيس التركي المعارضة بأنها “بدأت تُسيء لمتضرري الزلزال، بعد أن فشلت في الحصول على الأصوات التي كانت تتوقعونها”، مشيراً إلى أنه سيزور خلال الأيام المقبلة المناطق التي تضررت جراء الزلزال الذي ضربها في فبراير الماضي.
واعتبر أردوغان أن المعارضة “حاولت خداع الشعب خلال الانتخابات، باتهام وكالة الأناضول بالتلاعب في نتائج الاقتراع”، مؤكداً في مقابلته التلفزيونية “لقد وثق الشباب فينا وكانت أصواته لتحالف الشعب”.
أوغان يعلن موقفه من الجولة الثانية
وأعلن زعيم حزب “النصر” حليف أوغان موقفه من الجولة الثانية للانتخابات. وأكد أن حزبه لن يدعم أي من المرشحين في حال عدم تحقيق مجموعة من الشروط التي وضعها.
وأضاف زعيم “النصر” في تصريحات صحافية، أنه سيلتزم الحياد في حال عدم التوصل إلى اتفاق مع أي من المرشحين. وأشار إلى أنه كان يفضل أن يكون منصور يافاش، عمدة أنقرة، هو مرشح تحالف المعارضة للرئاسة، بدلاً من كيليجدار أوغلو.
وأضاف أوغان أنه لو تم اختيار منصور يافاش “الذي يتمتع بشعبية كبيرة كمرشح، لما كان هناك حديث عن الجولة الثانية الآن”. وأوضح أنه يرى أن تركيا بحاجة إلى تغيير جذري لتجاوز حكومة أردوغان، مشيراً إلى معارضته لأردوغان لمدة 21 عاماً.
وكان “حزب العدالة والتنمية” تمكن من الحصول على المركز الأول في 10 من 11 مقاطعة ضربتها الزلازل المدمرة في فبراير الماضي، جنوبي شرق تركيا، وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتشريد الملايين.
وجاء هذا الأداء القوي للحزب الحاكم، مخالفاً لتوقعات أولية بأن الزلازل سيضر بدعمه، مدفوعاً أيضاً بالشكوك حول قدرة المعارضة على تلبية توقعات الناخبين. وفي أنحاء البلاد فاز “حزب العدالة والتنمية”، مجدداً بأغلبية برلمانية مع شركائه في التحالف.
ورغم أن عدد الضحايا والجرحى الهائل وما تبع الكارثة من نزوح جماعي، فقد كان إقبال الناخبين مرتفعاً جداً، إذ تراوح بين 85% و89% في معظم تلك الأقاليم، بينما تجاوز 80% في الأقاليم الأخرى. وبلغ متوسط الإقبال في أنحاء تركيا 88.9%. وعاد كثيرون من الأتراك النازحين إلى المنطقة المنكوبة للإدلاء بأصواتهم.