إنجي الحسيني تكتب عن: مخاطر الذكاء الاصطناعي


إنجي الحسيني عضو إتحاد كتاب مصر

لم أتفاعل مع الضجة التي صاحبت صورة “إيلون ماسك المدير” التنفيذي لموقع تويتر وشركة “تسلا” وهو يراقص الروبوت كاتانيلا المصممة على هيئة سيدة، فهذه الصورة من وجهة نظري ما هي إلا جس نبض المتفاعلين قبل الخبراء.
لكن ذلك يأخذنا للحديث عن تقنيات الذكاء الاصطناعي وعالم الميتافيرس أوالفضاء الافتراضي الثلاثي الأبعاد والمشابه للعالم الحقيقي،خاصة تناول مخاطر الذكاء الاصطناعي وآثاره السلبية على الجنس البشري ومن ضمن تلك المخاطر؛ اندثار الكثير من المهن وبالتالي الاستغناء عن الموظفين والعمال والمبدعين مما يولد مشكلة البطالة في بعضالمجتمعات وخلق معاناة اقتصادية عند الكثير من الأسر، حيث تم دمج الذكاء الاصطناعي في الميتافيرس لتحقيق مستوى أكثر ذكاءء في ممارسة الأعمال.
ولقد حذر “جيفري هينتون” رائد الذكاء الاصطناعي في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية من أن الآلة قد تتجاوز صانعها، وقد تمثلتهديدات للبشرية عندما تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقبلية من سلوكيات غير متوقعة بعد تحليل كمية كبيرة من البيانات، مما قد يحولها إلى “أسلحة مستقلة” و”روبوتات قاتلة”.. كما أن هناك احتمالية انتهاك بصمات المستخدمين وأجسامهم الحيوية مثل بصمة العين والوجه مما يسهل جمع بياناتهم والسيطرة على عقولهم والتحكم فيهموتوجيههم بالأفكار المدمرة لمجتمعاتهم.
وعلى الصعيد الاجتماعي فإن هناك مشاكل اجتماعية خطيرة تؤثر على مستخدي العالم الافتراضي أو المعزز حيث تضعف الروابط البشرية وفقدان الاتصال بالعالم المادي وينفضل الفرد عن أسرته ومجتمعه عندما يعيش في حالة افتراضية من الصعب التمييز بينها وبين العالم الحقيقي، وللأسف فقد تم تحقيق خطوات في سبيل ذلك بدأت بالألعاب الجماعية عبر الإنترنت والتي تشترك في الميزات مع الميتافيرس و هذه العوالم الإفتراضية يمكن الوصول إليها عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز وأجهزة المحمل ومنصات الألعاب، مما يؤثر على الصحة العقلية للطفل أو الشباب وضعف مهاراته الحقيقية وأيضا بالتأثير على عواطفه ومشاعره حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بإضفاء العواطف إلى العالم الافتراضو خلق بيئات تفاعلية أشبه بالحقيقة وتقوية روابط التواصل والإحساس رغم كونها إفتراضية.
يرى الكثير من المحللين أن أنظمة الذكاء قد تهدد البشرية وتغير من تاريخ الأرض، فماذا نحن فاعلون كمجتمعات عربية تئن تحت وطء مشاكلها الاقتصادية والسياسية والعالم المتحضر يقفز قفزات ضوئية بعيدة كل البعد عما نحن فيه؟ سؤال أطرحه لعل هناك من يجيب!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى