كامل مراد يكتب: كلمة حلوة ولو جبر خاطر
كامل مراد
السؤالُ الأولُ الذي أسمعه عند لقاء أحد الأشخاص الذين باعدت فيما بيننا الأيام ولم أرهم منذ فترة .. طبعًا بعد التحية والسلام ….هو ( مافكرت تعمل روجيم أو عمليه أو تاخذ إبر؟) ….
بعد كل هذا الغياب صار هو مؤهلًا بالنيابة عني لتحديد المناسب لي طبيًا ….
موضوع تقبل النصيحة من شخصٍ يختلف بحسب مدة العلاقة ويعتمد على طول العشرة والزمن الذي مر علينا سويًا.
ما أجمل النصيحة ممن تربطني بهم علاقةُ أخوة وصداقة متينة أو حتى زمالة .
من قصدتهم في تعليقي الأول، همُ الأشخاص الذين انقطعت روابط التواصل معهم لسنواتٍ عديدة …. وحين يقابلك …. ينظر إليك بعيونٍ جاحظة وكأن صعقةً كهربائيةً قد أصابته، أو تراودني فكرة أنني مخلوق أو كائنٌ من كوكبٍ اخر لهول الصدمة التي أراها على ملامح وجهه.
وقبل السؤال عني يبدأ باللوم، وقبل الاطمئنانِ على أخباري ينهالُ بالعتب.
ويسهبُ في صب الحسرات وكأنني نسيت ذكرياتي ، هل منا من ينسى ذكرياته….؟
فيقول (( وين أيام الكوره لما كنت تلعب ؟؟ ))
أشعر من كم العتب في كلامه وكأنني كنت لاعب كرة قدمٍ محترف واعتزلت . يا أخي حتى المحترفين تزداد أوزانهم بعد الاعتزال.
ومن ثم يبدأ الفصلُ المزعجُ في الحكاية …. سرد القصص عليك بأنه يعرف فلانًا وفلانًا ممن قاموا بإجراء العملية وكانت النتيجة مذهلة وانخفض الوزن …. لكنه يتجاهل كم الوجع والألم الذي واجهه هؤلاء… لا يتطرقُ لفكرة سؤاله لأحدهم ( لو عاد بهم الزمن …. هل سيختارون إجراء العملية مرة أخرى ؟؟ أم لا ؟ ،))
طبعا أنا هنا لا أبرر زيادة الوزن بل على العكس أنا متيقنٌ من ضرورة تخفيف الوزن بأية وسيلة حفاظًا على الصحه وضمانًا للاستمتاع بالحياة .
لكن أتمنى عليك أن لاتقارني بغيري…. فأنت لاتعلم ما مررتُ به من ظروفٍ منذ انقطاعك عني وإلى أن قابلتني.
لربما مررتُ بظرفٍ صحيٍ أجبرني على تناول أدويةٍ سببت تلك الزيادة …. أو لربما فقدت عزيزًا على قلبي فلجأتُ للطعام سلوى وهروب وطريقةً للنسيان .
لا تتسرع بالحكم …. كن فقط عونًا لي بالكلمة الصادقة …. بادر بعبارة جميلة عند استقبالي …. عبارة تشعرنى بحبك لي وشوقك لرؤيتي من بعد طول غياب.
ومن ثم لا مانع من ممارسة دور الحكيم في النصائح .
ما أجمل أن يكون لديك من الأصدقاء الحقيقين من يساعدك دون أن تشعر. فقط لأنه يحبك …. يجد حجة ليأخذك معه لقضاء بعض الأمور … ويبدأ بالمشي والمشي ويتجاذب معك أطراف الحديث فتنسى الوقت وتمشي أكثر…
هذا هو الصديق الوفي ، أما من ينصحك وأنت جالسٌ بجواره على مائدة العشاء بالتأكيد هو إما يريد دفع الفاتورة فيحثك على تقليل الأكل حتى لا يدفع أكثر أو أن اختيارك وطلبك يبدو أشهى وألذ مما طلب هو.
في النهايه رفقًا بالبدناء فما يُلقيه عليهم من يسمون أنفسهم بالأصدقاء من عبارات التجريح والاستهزاء تفوق بثقلها ما يحملونه من أوزان على الجسد وهموم في القلب.
لتكون نصيحتكم باقة حب
حينها سنأخذها أيضا بالكثير الكثير من الحب