د. داليا منصف تكتب: (تصيين) مصر بين الفرص و التحديات

 

يتعرض الاقتصاد المصري لضغوط هائلة في ظل انخفاض قيمة العملة المحلية وصعوبة الحصول علي العملات الأجنبية وارتفاع معدل التضخم. و يعزي بعض المحللون هذا الوضع الاقتصادي بسبب وجود أخطاء سياسية أدت إلى هذا الوضع الاقتصادي القاتم. منها فشل التنمية الصناعية وسياسات التصدير . و تسعير العملة المحلية بأعلى من قيمتها وهيمنة الدولة والجيش علي مناخ الاستثمار مما ادي لسوء عدالة المنافسة داخل السوق.

فهل يمكن نمذجة الدول التي مرت باقتصادات انتقالية آمنة و ناجحة و استخلاص الدروس المستفادة منها ؟
هل يعتبر نموذج الصيني قابل للتطبيق في مصر ؟
ماهي ادوات وآليات ادارة ملفات التنمية الصناعية التي تعتمدها الدولة في الوضع الراهن ؟
( مصر ما بين الفرص و التحديات )

علي الرغم من النموذج الموحد للحزب الشيوعي الحاكم في الصين الا انه استطاع الاعتماد علي اليات السوق الحر و تحول من النظام الذي يقود الاقتصاد الي النظام الداعم له و اليوم هو ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة .
فمنذ بداية الانفتاح الاقتصادي و العولمة كانت الصين علي اتم الاستعداد لاقتناص هذه الفرصة علي الرغم لما تكن الشبكة العنكبوتية التي تربط العالم بهذه التكنولوجيا المتطورة كما هي اليوم . دليل ان حُلم ازالة معوقات الاستثمار في مصر ليس بالمستحيل ، فقط علينا الاستعانة بكفاءات حقيقية علي ارض الواقع من خلال حزمة اجراءات هيكلية جذرية في المجموعة الاقتصادية لخلق مناخ استمثار مواتي يضمن التدفقات الاجنبية و الاموال الساخنة المستدامة ولا يعتمد علي التدفقات التي تأتي عبر اسواق المال التي غالبا ما تكون غير مستقرة ، الوقوف علي الاسباب الحقيقية لهروب رؤوس الاموال خارج مصر و عزوف العديد من الشركات الدولية علي استكمال اعمالها في مصر ، البحث عن متطلبات السوق العالمي و منافسة الاسواق الناشئة في جذب الاستثمارات في ظل الاضطراب السياسي العالمي و ظهور اتحادات سياسية ناشئة تستلزم معها نظام حكم مستقر وواعي لا يسعي لتخليد انجازات علي دماء البسطاء .. يصبح علي النظام السياسي الواعي إشراك العديد من الاطراف في عمليات صنع القرار .

ملف السياحة : فمع اشتداد البرودة و ارتفاع سعر غاز التدفئة في اوروبا لجأ الاوروبين مرة اخري للسياحة في مصر ما ادي لإثراء اعداد السياح في الفترة الاخيرة و لكن تُري هل يظل علي هذا النحو حينما تعتدل درجات الحرارة في فصل الصيف في بلادهم ؟

هل هناك من المسؤولين من يمتلك الرؤية للحفاظ علي مستوي السياحة ؟

ملف الصناعة :
مع الاعتماد علي استخراج و تصدير الغاز هل تم تعظيم صناعة الاسمدة بالطاقة القصوي ؟ في ظل احتياج العالم لها مؤخرا و ارتفاع اسعارها عالميا ؟
هل يُمكن إقامة منطقة تجارية عالمية ليتم عمل معرض سنوي كبير لكافة الصناعات الموجودة بمصر كما يحدث سنويا في الصين ( كانتون فير ) علي ان تركز علي صناعات مثل
– الاخشاب و لدينا من مخزون الاثاث ما يكفي لغزو العالم مع تطوير الاذواق لتتناسب مع الطلب الخارجي
– الجلود و المنسوجات و تصدير القطن المصري
– انشاء منطقة صناعية عالمية لانشاء السفن علي ضفاف قناة السويس
– توفير مناخ مناسب لصناعة السيارات و الادوية
– انشاء ابراج تجارية عالمية
هنالك العديد من الملفات التي يمكن اداراتها بشكل جيد اذا تم الاستعانة بخبراء متخصصين و استعادة اوراق البحث العلمي من الادراج المغلقة و الارفف العتيقة
إن الدول أن تنهض فعليها بدعم الابحاث العلمية فقد ترسم مسارات جديدة و تفتح افاق لم تكن علي خارطة الطريق .
كمان ان استغلال و توجيه طاقة الشباب لقوة السوشيال الميديا و تحفيزهم في تصدير صور ايجابية لمصر عبر منصات التواصل الاجتماعي التي تنتشر حول العالم قد يأتي بثماره في ملفات مثل السياحة و غيرها .
هناك اخفاقا في إيجاد مخرجا حقيقي للوضع الاقتصادي في مصر و ارتفاع معدل الدين الخارجي فبدلا من حل المشكلة اتجهت الادارة للمسكنات في مُحاولة لكتم ظواهر المشكلة بدلا من تقديم روشتة العلاج للمشكلة ذاتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى