رئيسي لـ نصر الله : هاتوا رئيس يحكم لبنان بيحب السعودية

كشف مصدر دبلوماسي عربي رفيع عن أن الرئيس الإيراني طلب من الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله “عدم استفزاز الخليجيين”، على إثر توقيع المصالحة بين السعودية وإيران.

جاء ذلك خلال لقائهما في سوريا، حيث اجتمع الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله في دمشق مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد.

الاجتماع الذي حضره نصرالله، شارك فيه أيضاً بحسب المصدر ذاته، قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، متناولين أبرز ملفات المنطقة من الوضع في إسرائيل بتطوّراته الأخيرة إلى الوضع في سوريا واليمن والرئاسة في لبنان.

أكد المصدر أن رئيسي شرح للأسد ونصرالله، بشكل تفصيلي، الاتفاق مع السعودية في ملفات المنطقة، بالإضافة للتوافق على الحفاظ على الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي المحتمَل في قطاعات الطاقة والاستثمارات.

أشار كذلك إلى أن الحاضرين أجروا نقاشاً مستفيضاً حول ملف الرئاسة في لبنان، وترشيح حليف حزب الله، سليمان فرنجية، وكان الموقف السوري مطابقاً لموقف إيران من حيث “تسليم” المسألة إلى “حزب الله”.

“لا استفزاز للسعوديين”
لكن بحسب المعلومات التي تحدّث بها المصدر، فإن الرئيس الإيراني طلب من نصرالله ضرورة أن ينسجم حلفاء طهران مع الاتفاق الإيراني- السعودي، والسعي إلى تحقيقه وتطبيقه وتوسيع إطاره بشكل متدرج، لا سيما أن طهران “حريصة على اتفاق المصالحة مع الرياض، وعلى المكتسبات التي من الممكن أن يجري تحقيقها في المنطقة لصالح إيران جراء ذلك”.

كشف المصدر عن أن “رئيسي نصح نصرالله بعدم الذهاب إلى خيارات سياسية ورئاسية تؤدي إلى استفزاز السعوديين والقطريين، وعدم انتخاب رئيس جمهورية يشعر العرب والسعوديون بأنه طرف في مواجهتهم”.

أضاف أيضاً أن رئيسي دعا نصرالله إلى أنه في حال “مضي حزب الله في التشبث بوصول سليمان فرنجية للرئاسة، فالأفضل أن يكون هناك رضى سعودي وعربي على هذا الخيار، وبشكل واضح”.

وثيقة سياسية جديدة لحزب الله

أما عن الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله، فأوضح المصدر أنه شدد للحاضرين في اللقاء على أن حزبه الذي يتحضر لإعلان وثيقة سياسية جديدة تتماشى مع تحولات المنطقة، حريص على إشراك كل القوى في اختيار الرئيس، من خلال إعلانه بشكل واضح وصريح الدعوة إلى حوار داخلي يواكب الحراك الخارجي، ويؤدي إلى اتفاق رئاسي.

كذلك، وبحسب المعلومات، فإن الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله “أبدى ليونة كاملة عبر موافقته الصريحة على سلة ضمانات للسعودية، تتضمن موافقته على حوار مستقبلي يناقش السلاح والاستراتيجية الدفاعية، وكذلك المساعدة في ضمانات متعلقة بمكافحة المخدرات، وعدم تحويل لبنان لمنصة هجوم على الدول الخليجية، بالإضافة لموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أكد بالتنسيق مع الحزب أنه لن يسير في تسوية بدون رضى سعودي”.

تشير المعلومات إلى أن الأمين العام لحزب الله في لبنان حسن نصر الله استعرض مع الحاضرين الحوارات التي يجريها مع السعودية في العراق برعاية مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، بالإضافة للقاءات الحزب مع مسؤولين مصريين وقطريين حول لبنان وغزة وسوريا.

وفقاً للمصدر، فإن الأسد شرح للحاضرين تطورات استعادة العلاقات العربية مع النظام، والمخرجات المتفق عليها مع دول المنطقة حول المساعدات وإعادة الإعمار، التي جرت بتنسيق مع روسيا وبدعم إيراني، وكذلك للاجتماعات الرباعية التي تجري بين روسيا وإيران وتركيا وسوريا، وترتبط بملفات عدة على الساحة السورية، بعضها سياسي والآخر أمني وعسكري، بالإضافة لانعكاسات الانتخابات التركية على سوريا.

تخفيف الظهور العلني للمجموعات الإيرانية بسوريا
في هذا السياق، يكشف مصدر دبلوماسي مقرّب من النظام السوري، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، يشرف منذ إعلان الاتفاق بين السعودية وإيران على حالة ترتيب الواقع السوري بما يتماشى مع مخرجات الاتفاق بين الرياض وطهران، عبر تخفيف الظهور العلني للقوات والمجموعات الإيرانية وحزب الله في العاصمة السورية دمشق.

هذا المسار جرى العمل عليه قبيل أيام من زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى سوريا ولقائه الأسد، عبر “تفكيك الحواجز العسكرية والأمنية لحزب الله والحرس الثوري في المناطق المؤدية للقصر الرئاسي أولاً، وفي المناطق الداخلية في دمشق، وتحديداً في محيط السيدة زينب، وبالقرب من وسط المدين، وتحديداً السبع بحرات”.

بحسب المصدر الثاني، فإن الجانب الإيراني سيشرف في المرحلة المقبلة على إجراء عمليات انسحابات ميدانية في مناطق شرق سوريا، وخاصة في مدينة البوكمال، مقابل الاحتفاظ بنقاط متنقلة لقوات خاصة بالتنسيق مع الجانب السوري، إضافة لانسحابات مستقبلية من مناطق البادية السورية، وخاصة في مدارات مدينة تدمر، وإعادة تموضع للتمركز في ضواحي دمشق وتحديداً في الريف، والتركيز على الحضور الكثيف عند نقاط حدودية مع لبنان، وذلك بالتنسيق مع الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد.

فيما يكشف المصدر أن عملية ترتيب لواقع الشمال السوري تجري مع الجانبين الروسي والتركي عبر التوافق على انسحابات تركية نحو الأوتوستراد الدولي M4، ودخول قوات روسية في المرحلة المقبلة، مقابل تفكيك المخيمات العسكرية لحزب الله من مناطق محيطة بالشمال السوري.

إيراني في طهران يحمل علم
إيراني في طهران يحمل علم “حزب الله” يعلوه العلم الإيراني في الذكرى الـ41 للثورة الإيرانية – رويترز
يأتي ذلك في حين تطرح بشكل جدي مسألة استعادة النظام السوري مقعده في جامعة الدول العربية. وظهر مؤخراً إصرار سعودي على عودة دمشق إلى الجامعة.

يشار إلى أنه سبق لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن زار لبنان قبيل زيارة أخرى قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى سوريا.

هذه الزيارة وصفها حلفاء إيران في لبنان بأنّها تاريخية بكل المقاييس، لكونها الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ عام 2011، وجاءت في أعقاب التفاهم السعودي- الإيراني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى