الاحتراق الوظيفي  ( Job Burnout )

بقلم  الاعلامية –  رانيا عبد المنعم

مصطلح يعبّر عن حالة نفسية تصيب الموظَف تؤدي به إلى فقدان الرغبة في العمل، وتترافق مع إنخفاض مستوى الإنتاجية، فضلاً عن الإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن ضغط العمل.

و أيضاً الأحتراق الوظيفي

هو مصطلح ظهر في عام 1974، يُقصد به عدم وجود توازن بين العمل والراحة، ويصنف كنوع من أنواع إدمان العمل، والذي يأتي نتيجة الرفض الشديد للحصول على إجازة، وقد يُعرف آيضًا بالإنهاك الوظيفي الذي يحدث نتيجة العمل المتواصل لفترات طويلة دون الراحة، ويصاب به العاملين في المجالات الفنية واليدوية.

كلنا نقوم برحلة السعي والعمل والالتزام لتلبية أحتياجاتنا و متطلباتنا لكنَّها تتحوَّل لدى بعض الأشخاص إلى رحلةٍ شاقَّةٍ ومتعِبةٍ وماصَّةٍ للطاقة، فتبدأ رغبتهم بالعمل بالانخفاض إلى أن تتلاشى، وتتحوَّل الأهداف التي كانوا يحاربون من أجلها إلى أمرٍ عاديٍّ لا يستحقُّ الذكر

وهنا تسأل نفسك:
ما الذي أوصلهم إلى هذه المرحلة؟
كيف للإنسان المتميِّز أن ينحدر أداؤه بهذا الشكل؟ وماذا عن سقف طموحاته وقيمه وأهدافه، كيف له أن يتخلَّى عنها بهذه السهولة؟

لعل الأمر ليس سهلا و بحاجة إلى تحليل أكثر لكن ماذا لو أن الوضع حالة مرضية تسمي
“الأحتراق الوظيفي”

يصيب الاحتراق الوظيفي الموظفين الذين يمضون فترة طويلة من حياتهم في نفس الوظيفة، وتختلف تلك الفترة بحسب طبيعة الصناعة، لكنها عادة ما تكون أكثر من سبع سنوات،
لذا وتفادياً لإصابة الموظفين بهذه الحالة، فإن الشركات تعمل على تغيير أقسامهم أو أدوارهم كل بضع سنوات، كما يمكن أن يستمر لبضع أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات.

من أهم العوامل التي تؤدي إلى الاحتراق الوظيفي

ضغوط العمل: حيث تكون المهام غير متناسبة مع الإمكانيات وفترة الإنجاز.
قلة الصلاحيات: عندما لا يملك الموظف صلاحيات كافية لإنجاز المهام أو حل المشكلات.
نقص التحفيز: عندما لا يكافأ الموظف على الأعمال الإبداعية أو العمل الإضافي لا مادياً ولا حتى معنوياً.
ضعف الحياة الاجتماعية في بيئة العمل: عندما تكون المكاتب منفصلة ومعزولة والموظفين يتعاملون مع الأدوات فقط كالآلات؛.
الظلم الوظيفي: حيث لا يمنح الموظف ما يحتاجه للقيام بالمهام مثل الأدوات اللازمة والمساعدة الضروريية، ومع ذلك يُطلب منه الإنجاز السليم.
صراع القيَم: حالة الصراع بين القيم التي يؤمن بها الموظف والأهداف الوظيفية، كالكذب لتحقيق المبيعات، والغش والتدليس وإساءة الأمانة والتملق.

من أعراض الاحتراق الوظيفي

يمكن تلخيص أهم الأعراض لحالة الاحتراق الوظيفي

سرعة الانفعال مع الزملاء والعملاء ونفاد الصبر بسرعة.
الأفتقار إلى الطاقة اللازمة لإكمال المهام المنوطة بالوظيفة.
الشعور بعدم الرضا عن الذات.
صداع مزمن واضطرابات هضمية.
صعوبة في التركيز.
فقدان الاهتمام بالأنشطة الاعتيادية.
سرعة الغضب والانفعال والانتقاد، والمبالغة في ردود الأفعال.
تغير عادات النوم، نتيجة المعاناة مع الأرق أو النوم لساعات طوال.
الاكتئاب والنظر إلى مختلف جوانب الحياة العملية وغيرها بسلبية.

أحيانا تشعر أنك مستنزف في العمل؟
يمكن لمعظمنا أن يتعامل مع التوتر من حين لآخر، لكن، ماذا يحدث عند الإحساس بالتوتر في العمل طوال الوقت؟

قد يتعرض الأشخاص الذين يكافحون من أجل التغلب على ضغوط العمل لخطر الإرهاق وعدم القدرة على التعامل مع المسؤوليات اليومية.

و يجب على الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض أن يتخذوا الإجراءات اللازمة للتعامل مع مشكلة الأحتراق الوظيفي، مثل البحث عن الدعم النفسي، وتنظيم الوقت والعناية بالصحة الجسدية والعلاقات الاجتماعية، والعمل على تحسين نوعية الحياة العملية.

يجب العلم بأن مشكلة الاحتراق الوظيفي ليست مشكلة شخصية فحسب، وإنما يمكن أن تنشأ بسبب بيئة العمل أيضًا. لذلك يجب على الموظف الذي يعاني من الاحتراق الوظيفي
تحديد السبب بدقة أولا قبل محاولة علاج المشكلة.

حافظ على التفكير والإيجابي وانفتاح عقلك بينما تفكر في خيارات التعامل مع الاحتراق الوظيفي. حاول ألا تفسح المجال أمام إضعاف صحتك بسبب كثرة متطلبات الوظيفة أو عدم جدواها.

حاول أن تأخذ قسطاً من الراحة من أجل التعافي. يمكنك أيضاً تخفيف الضغط النفسي من خلال ممارسة تمارين التنفس والتفكير بطريقة أكثر إيجابية لتخفيف التوتر الذي تشعر به
كما يمكنك تخفيف الإجهاد والتوتر على المدى الطويل من خلال ممارسة التأمل والرياضة بشكل منتظم أو ممارسة هواية تفضلها.

يا تري ايه هو دور القيادة و الصحة المهنية ؟

إعطاء الأولوية لراحة الموظف والصحة العقلية في مكان العمل

اركز دائما على (الموظف) لأنه القوة المحركة للعمل وتحقيق الأهداف

و اذا لاحظت بأن موظفوك يشعرون بالتوتر أو الإرهاق
وبالتالي قد يسبب ذلك إنخفاض في مستويات الإنتاجية والمشاركة في مكان عملك
انت كقائد
من المهم التعرف على تأثير ذلك العمل علي راحة الموظف والصحة العقلية
و هذا قد يساعد على نجاح الأعمال بشكل عام.

و لابد من أن تكون الأولوية لرفاهية وراحة الموظفين والصحة العقلية
و هذا يؤدي إلى زيادة الرضا الوظيفي وزيادة الإنتاجية ومعدلات أفضل للإحتفاظ بالموظفين
و اتخاذ خطوات استباقية لخلق بيئة عمل صحية تدعم رفاهية موظفيك وصحتهم ليس هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به فحسب
بل هو أيضاً قرار عمل ذكي

نحن نعيش اليوم في عالم السرعة والمنافسة الشرسة وسوق العمل المنفتِح، والذي قد لا يعني لبعضنا شيئاً؛ بينما يُمثِّل لبعضنا الآخر تحدِّياً كبيراً وهامَّاً، يتمثَّل بمدى قدرتهم على الظهور والتميُّز ضمن سوق العمل الكبير بملايين الكفاءات والاختصاصات، فتجدهم عاقدي العزم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم من أجل أن يكونوا مستحقِّين للفرص القويَّة، فهم مُوقِنون أنَّ الحياة نصيرةُ المجتهد، وأنَّ رسالتنا في الكون تتمثَّل في سعينا إلى تطوير ذاتنا وتقديم النفع للبشريَّة

لذلك الإهتمام بصحة موظفيك وسعادتهم بشكل عام يخلق بيئة عمل إيجابية ومثمرة يمكن أن تساهم في نجاح عملك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى