تحليل: خسارة أردوغان تحرق الخليج والمنطقة العربية !
ستحدد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية في 14 مايو/ أيار الجاري مستقبل العلاقة بين أنقرة والعالم العربي، ولاسيما دول الخليج، وهي علاقة معقدة تتأثر بإرث الحكم العثماني ورؤية مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك لتركيا علمانية وعلاقاتها مع الدول العربية، بالإضافة إلى حكم الرئيس رجب طيب أردوغان لمدة 20 عاما.
ذلك ما خلص إليه د. إبراهيم كاراتاش أستاذ العلاقات الدولية التركي، في تحليل بـ”منتدى الخليج العربي” (GIF) مضيفا أنه على الرغم من أن “الرئيس أردوغان (زعيم حزب العدالة والتنمية) مر بسنوات مضطربة مع دول عربية، بشكل أساسي مصر والسعودية والإمارات، إلا أنه ينظر إلى العالم العربي على أنه يشارك ثقافة وتاريخ ومصالح إسلامية مماثلة”.
وتابع: “وبالتالي فإن خلافه الوحيد مع دول الشرق الأوسط الأخرى هو في المجال السياسي، وبما أن الأمور لم تسر على النحو الذي كان يرغب فيه خلال الربيع العربي (بداية من 2011)، فلم يعد من المحتمل أن يستمر في سياساته السابقة في مواجهة الأنظمة الاستبدادية في الخليج والدول العربية الأخرى”.
وأضاف أنه “إذا فاز أردوغان في الانتخابات، فقد تشهد العلاقات التركية الخليجية دفعة كبيرة، وفي حين أن قطر لديها بالفعل علاقات ممتازة مع تركيا، إلا أن السعودية والإمارات قد تعزز علاقاتهما السياسية والاقتصادية مع أنقرة”.
وأردف أن “هذه الدول الخليجية تنتهج حاليا سياسة خارجية مستقلة، وتتحرر من نفوذ الولايات المتحدة وتبحر في شراكات جديدة مع قوى دولية وإقليمية أخرى (…) ومن المرجح أن يرحب أردوغان بتلك الدول بأذرع مفتوحة ويعيد العلاقات إلى مستويات ما قبل الربيع العربي”.
فوز المعارضة
أما “في حال فوز المعارضة التركية في الانتخابات، فقد تعود المشاعر المعادية للعرب إلى الظهور، وهي في الواقع لم تختف تماما ولكنها أُخفيت إلى حد ما خلال حكومات حزب العدالة والتنمية”، وفقا لكاراتاش.
وأوضح أن “بعض العلمانيين الأتراك يميلون إلى الإعجاب بالثقافة الغربية والنظر إلى شعوب الشرق الأوسط على أنها أقل شأنا، وإذ وصلت المعارضة إلى السلطة، فقد تصبح هذه الآراء التي لا أساس لها من الصحة أكثر بروزا في الخطاب العام، على الرغم من أنها لا تمثل آراء غالبية المجتمع التركي”.
وإقليميا، وعد كمال كيلتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري ومنافس أردوغان الرئيسي في الانتخابات، بتأسيس منظمة السلام والتعاون في الشرق الأوسط. وستضم أربع دول فقط: تركيا وإيران والعراق وسوريا، بحسب كاراتاش.
واعتبر أن “العديد من الدول العربية يمكن أن تنظر إلى المنظمة المقترحة على أنها كتلة إقليمية أخرى تهيمن عليها إيران وحلفاؤها في المنطقة، سوريا والعراق، مما يضع تركيا في صف إيران في المنافسة الإقليمية بين إيران وجيرانها العرب”.
وتتهم عواصم عربية وغربية طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن ولبنان والعراق وسوريا، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
وقال كاراتاش إنه “إذا فازت المعارضة في الانتخابات، فمن المحتمل أن تضر بالعلاقات التركية القطرية، لأن بعض أعضاء المعارضة غير مرتاحين لتلك العلاقات القوية في ظل حكم أردوغان لمدة 20 عاما”.
وأردف أنه “من غير الواضح كيف ستؤثر أجندة السياسة الخارجية لكيليتشدار أوغلو على العلاقات مع دول الخليج الأخرى، لكن علمانية المعارضة والموقف المناهض للعرب قد يكون لهما تأثير على العلاقات بين الدول. وبشكل عام، ستكون تركيا بقيادة أردوغان أكثر تفضيلا لمنطقة الخليج والشرق الأوسط من تركيا بقيادة المعارضة”.