د. هند الشومر تكتب: عمليات التجميل

جراحة التجميل أو عمليات التجميل تشمل الجراحة التجميلية سواء لإعادة بناء الجسم بعد حادث معين أو لتحسين شكل جزء من أجزاء الجسم الظاهرة أو وظيفته إن كان به نقص أو تلف أو تشوه ، وقد يلجأ البعض لتلك العمليات لتغيير المظهر إلى الأجمل أو لإخفاء بعض العيوب أو آثار تقدم السن التي تعتريه .

وتعتبر عمليات التجميل من أقدم علاجات الشفاء في العالم إذ يعتقد علماء الآثار أن أقدم عملية تجميل لوجه أجريت من أكثر من 4 آلاف عام وتعد الحضارة الهندية القديمة أولى الحضارات التي عرفت عمليات التجميل حسب ما أقره المؤرخون حيث شهدت الهند إجراء أول عملية لتجميل الأنف في التاريخ خلال القرن الثامن قبل الميلاد حيث كان الطبيب الهندوسي سوشروتا (وهو أول جراح تجميل) يعتمد في عمله على أسلوب ترقيع الجلد ، وتم اعتباره أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ ليس فقط لكونه أول شخص يجري جراحة تجميلية ولكن لأن التقنيات التي ابتكرها واستخدمها في جراحاته تم الاعتماد عليها لفترة طويلة ومن خلاله انتشرت عمليات التجميل في آسيا الوسطى

وبحلول عام 600 ق.م كانت عمليات التجميل البدائية من الإجراءات الطبية الشائعة في آسيا الوسطى .

وشهد المجال الطبي تطورا كبيرا في الحضارة المصرية القديمة ولم يعتبرها المؤرخون من أولى الحضارات التي عرفت في هذا المجال رغم أنها سبقت الحضارة الهندية وذلك لأسباب عديدة منها أن عمليات التجميل لم تكن شائعة بدرجة كبيرة في مصر القديمة واقتصرت العمليات على معالجة رضوض الوجه وكسور الفك وما شابهها وكانت تمارس في الأساس لترميم هيئة المومياوات .

وازدادت حاجة الناس لعمليات التجميل بمختلف أنواعها ابتداء من القرن الأول بعد الميلاد بسبب انتشار الحروب فقد كان أغلب الفرسان يعانون من إصابات وتشوهات بالغة بمختلف مناطق الجسم وخاصة الوجه ولذلك طور الأطباء
اليونانيون عمليات التجميل وأحدثوا تقدما كبيرا وخاصة في عمليات تجميل الأنف والأذن وعلاج التشوهات والندبات وآثار الحروق .

وخلال فترة الثمانينيات بدأت جراحة التجميل تأخذ شكلا تجاريا وبدأت تزداد شعبيتها بين الناس خصوصا أن العمليات دخلت مستويات دقيقة مثل شفط الدهون والتخلص من تداعيات الشيخوخة وزراعة الشعر وتحويل شكل الشخص إلى شكل آخر .

ومع بداية الألفية الجديدة أصبحت عمليات التجميل منتشرة بشكل واسع بين الناس وأصبح البعض يجرون العمليات لغرض التجميل أو التشبه بالفنانين والمشاهير وأصبحت هوسا لدى الكثيرين .

وعلى الرغم من تضرر الكثيرين من عمليات التجميل بالتشوه أو بالوفاة إلا أنه لا زال الإقبال على هذه العمليات مستمرا علما بأن عمليات التجميل هي عمليات تراكمية ولا يمكن الاكتفاء بعملية واحدة وأصبح في عصرنا الحالي كأنه إدمان على
تلك العمليات .

قال تعالى : ” ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا” .. سورة النساء : 119 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى