اليوم .. سوريا تعود للجامعة العربية بقرار جماعي من القاهرة
يصوت وزراء خارجية الدول العربية، في اجتماعهم اليوم الأحد بالقاهرة، على مشروع قرار استئناف مشاركة الوفود السورية في اجتماعات الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها.
وقال المتحدث باسم جامعة الدول العربية جمال رشدي، إن وزراء الخارجية العرب سيتخذون قرارا بشأن عودة سوريا للجامعة خلال اجتماعهم الطارئ الأحد، في القاهرة.
وأضاف رشدي، أن الاجتماع سيبحث نتائج الاجتماعات الوزارية العربية المصغرة، التي عقدت في السعودية والأردن لبحث عودة سوريا إلى الجامعة، ودعوتها إلى القمة العربية المقبلة في الرياض.
فيما كشف موقع “المجلة” الممولة سعوديا وتصدر في العاصمة لندن، أن القرار سيدخل حيز التنفيذ اعتبار من يوم 7 مايو/أيار الجاري، عقب موافقة جميع وزارء خارجية الدول العربية، وذلك استنادا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وأشارت مصادر “المجلة”، إلى أن نص القرار يؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية وفاعلة للتدرج لحل الأزمة السورية، وفق مبدأ خطوة مقابل خطوة.
ونوهت المجلة بأنه تم تبليغ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد السبت، بمضمون مسودة القرار، من قبل عدد من وزراء خارجية الدول العربية الذين أجروا سلسلة اجتماعات وزارية خلال الأسابيع الأخيرة، لتنسيق مواقفهم وضمان الإجماع على القرار داخل جامعة الدول العربية.
وأكدت مسودة قرار الجامعة العربية تجديد الالتزام بالحفاظ على سيادة سوريا، ووحدة أراضيها، واستقرارها، وسلامتها الإقليمية، والتأكيد على أهمية مواصلة وتكثيف الجهود العربية الرامية إلى مساعدة سوريا في الخروج من أزمتها، إضافة الى “التضامن التام مع الشعب السوري إزاء ما يواجهه من تحديات تطال أمنه واستقراره، وما يتعرض له من انتهاكات تهدد وجوده، وحياة المواطنين الأبرياء، ووحدة وسلامة الأراضي السورية”.
وكذلك تضمنت المسودة “الترحيب بالجهود المبذولة من أجل تهيئة الظروف الملائمة لتحريك مسار التسوية السياسية الشاملة في سوريا، والحرص على تفعيل الدور العربي القيادي في جهود حل الأزمة السورية لمعالجة جميع تبعاتها”.
شملت المسودة كذلك الترحيب بالبيانات العربية الصادرة عن اجتماعي جدة وعمان بشأن سوريا، والحرص على إطلاق دور عربي قيادي في جهود حل الأزمة السورية يعالج جميع تبعاتها، والترحيب باستعداد دمشق التعاون مع الدول وتنفيذ الالتزامات والتوافقات التي تم التوصل إليها في اجتماع عمّان واعتماد الآليات اللازمة لتفعيل الدور العربي.
والسبت، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى (لم تكشف عن هويته)، قوله إنه إذا تمت الموافقة على عودة عضوية سوريا، فمن المحتمل جدا أن يترأس رئيس النظام السوري بشار الأسد، وفد بلاده خلال القمة العربية التي تحتضنها الرياض في 19 مايو/أيار الجاري.
والأربعاء، قال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، في مقابلة مع قناة “الشرق” السعودية، إن “مما أرصده من نشاطات واتصالات ومتابعات وزخم، فإن عودة سوريا (قبل القمة العربية بالرياض في 19 مايو/ أيار) احتمال وارد جدا أن يحدث”.
وأوضح أن ذلك “يجب أن يحدث على مراحل، يبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق (بين الدول الأعضاء)، وتقدم دعوة إلى سوريا، وتأتي وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر، وتعود إلى كل الفعاليات”.
ومنتصف أبريل/نيسان الماضي، عُقد اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي في جدة غرب السعودية، شاركت فيه أيضا مصر والعراق والأردن لبحث مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وعقب اجتماع جدة بأيام زار وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، العاصمة دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ القطيعة بين الدولتين مع بدء النزاع في سوريا قبل 12 عاما.
وسبق هذه الرحلة زيارة وزير خارجية سوريا فيصل المقداد، إلى المملكة.
وكان وزراء خارجية سوريا ومصر والعراق والسعودية والأردن اجتمعوا في العاصمة الأردنية عمّان، الاثنين الماضي، لمناقشة كيفية تطبيع العلاقات مع سوريا.
وحسب بيان صدر عقب الاجتماع، وافقت سوريا على المساعدة في إنهاء تهريب المخدرات عبر حدودها مع العراق والأردن.
وجاء في البيان أن الوزراء ناقشوا سبل العودة الطوعية لملايين النازحين السوريين إلى ديارهم وتنسيق الجهود لمكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية.
وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية أغلقت سفاراتها وسحبت سفراءها من سوريا، احتجاجا على تعامل النظام السوري عام 2011 مع “انتفاضة شعبية” تطورت إلى نزاع دامٍ دعمت خلاله السعودية وغيرها من الدول العربية فصائل المعارضة السورية.
وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا لديها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011.
لكن خلال السنتين الماضيتين تتالت مؤشرات التقارب بين دمشق وعواصم عدة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية، والرياض التي أجرت محادثات مع دمشق حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.