بوساطة مصر وقطر .. اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
سادت حالة من الهدوء الحذر في قطاع غزة صباح الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، إثر استشهاد الأسير خضر عدنان، مضربا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلية.
وكانت وسائل إعلام فلسطينية، أفادت بأنه تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ في الساعة 3:30 فجراً (00:30 بتوقيت جرينتش) بجهود وساطة من جانب مسؤولي مصر وقطر والأمم المتحدة.
وقالت وكالة (معا) للأنباء، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة “مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع”.
وأضافت أن توقيت وقف إطلاق النار “متبادل ومتزامن”.
وشنّ الجيش الإسرائيلي غارات جوية على عدد من الأماكن في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، شملت مواقع لحركتي “حماس” و”الجهاد”، فيما دوّت صفارات الإنذار في إسرائيل، بعد إطلاق قذائف من القطاع.
وقبل الهجوم الإسرائيلي، دوّت صفارات الإنذار في مناطق بغلاف غزة، فيما تحدّثت مصادر إسرائيلية عن رصد ما يقارب من 60 قذيفة أطلقت من القطاع.
بدورها، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن مدى إطلاق الصواريخ الفلسطينية آخذ في الاتساع، فلأول مرة خلال المواجهة الحالية يتم قصف منطقة مرحافيم بمدى يصل إلى 23 كيلومترا.
غير أن التصعيد ظل محدودا في ظل عدم وقوع إصابات في الأرواح وتوقف القصف المتبادل بحلول فجر الأربعاء.
وجاءت الرشقات الصاروخية من غزة باتجاه إسرائيل، عقب الإعلان عن وفاة الأسير خضر عدنان في السجون الإسرائيلية، بعد إضراب عن الطعام دام 87 يوماً.
مشاورات مع مصر وقطر
وقبل الإعلان عن التوصل لهدنة، قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس إنه يجري اتصالات مع مصر وقطر لوقف العدوان على غزة، محملا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية ما يمكن أن ينتج عن استمرار العدوان على القطاع.
وأضاف هنية أنه تم إبلاغ جميع الوسطاء بضرورة تسليم جثمان الشهيد خضر عدنان لعائلته.
وعلى إثر التوصل لهدنة، أشاد متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بأداء غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة، في معركة الرد على استشهاد عدنان، قائلا إن الغرفة قدمت وحدة وطنية ميدانية مشرفة في هذه الجولة ضد الاحتلال.
كما قال متحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي، إن جولة من جولات المواجهة مع الاحتلال انتهت لكن مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف، مضيفا أن المقاومة قدمت نموذجا لوحدة الموقف ردا على استشهاد عدنان.
وبعد الهدوء الحذر، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء، أنه قرر عودة الجبهة الداخلية إلى الحالة الطبيعية، دون إجراءات أمنية خاصة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي في بيان: “بعد إجراء تقييم أمني للجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء، وبعد ليلة من الإنذارات الحمراء وصفارات الصواريخ، تم اتخاذ قرار باستئناف النشاط في المجتمعات الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة، كالمعتاد دون وضع إجراءات أمنية خاصة”.
تأتي هذه التطورات عقب إعلان استشهاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير خضر عدنان داخل السجون الإسرائيلية، بعد 86 يوماً من إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضاً لاعتقاله “الإداري”.
والاعتقال الإداري قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي بزعم وجود تهديد أمني، ومن دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد 6 أشهر قابلة للتمديد.
واعتقل عدنان، وهو من سكان جنين شمالي الضفة الغربية، في 5 فبراير/شباط الماضي، من قبل قوات الأمن الإسرائيلية للمرة الثالثة عشر في حياته، بتهمة “الانتماء إلى منظمة إرهابية ودعم الإرهاب والتحريض”، ومنذ ذلك الحين أعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقاله.
وحمّلت حركتا “الجهاد الإسلامي” و”حماس” الفلسطينيتان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن وفاة عدنان (44 عاما)، كما طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بفتح تحقيق دولي في أسباب وفاته.