قتال مستمر في السودان.. عشرات القتلى ومجلس الأمن يعلّق
لا تزال الاشتباكات تدور في السودان بين قوات الجيش، ومقاتلي قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، وسط تضارب الأنباء حول السيطرة على المواقع العسكرية والحيوية في البلاد.
ووسط قلق دولي وبيانات تدعو الأطراف المتحاربة إلى الحوار، أصدر مجلس الأمن الدولي بيانا حث فيه على إنهاء القتال فورا، والعودة إلى الحوار لحل الأزمة الحالية في البلاد.
وشدد بيان المجلس على ضرورة ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة، بعد أن قتل وأصيب العشرات جراء الاشتباكات المندلعة.
وأفاد تقرير داخلي للأمم المتحدة، السبت، بمقتل 30 شخصا على الأقل وإصابة نحو 400 آخرين، إثر الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ونقلت عن تقرير داخلي للأمم المتحدة مستند إلى إحصاءات المستشفيات، أن 27 شخصا على الأقل لقوا حتفهم، فيما أصيب نحو 400 آخرين.
وأعلنت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور مقتل 12 شخصا بالفاشر، بعد اشتباكات السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال مسؤولون أمميون، إنه إضافة إلى ذلك قتل 3 موظفين سودانيين من برنامج الغذاء العالمي في دارفور.
الجيش يعلن السيطرة على الأرض
وفي آخر بيان لقوات الجيش السوداني، قال القوات المسلحة على صفحتها على فيسبوك إن الجيش اقترب من حسم المعركة لصالحه.
ووصف البيان ما قامت به قوات الدعم السريع بأنها “مغامرة متهورة”.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، “السيطرة على جميع مقرات قوات الدعم السريع بأم درمان، بكامل عتادها وآلياتها وأسلحتها التي خلفها المتمردون وراءهم في أثناء هروبهم من هذه المواقع”.
ونشرت الصفحة الخاصة للجيش السوداني على “فيسبوك”، احتفالات قواته أمام مقر هيئة البث بالتلفزيون القومي، والتي زعمت قوات الدعم السريع السيطرة عليه.
وقالت القوات الجوية السودانية، إنها ستقوم بعمليات استطلاع ومسح لكل المناطق التي قد تنتشر فيها قوات الدعم السريع.
وأكد شاهد لوكالة رويترز في ساعة متأخرة من مساء السبت، أنه سمع دوي انفجارات في محيط المطار بوسط الخرطوم.
كما قال شهود للوكالة إن الطيران الحربي يقصف معسكر الدعم السريع الضخم بمنطقة صالحة بجنوب أم درمان.
وأعلن الجيش السوداني أن قواته سيطرت على مدينة نيالا غربي البلاد.
وقال في بيان: “سيطرنا على مدينة نيالا، وهربت مليشيا حميدتي (قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي) من مقراتها” .
ولم تصدر قوات الدعم السريع بيانا بشأن الوضع في أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، أو نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
“الدعم السريع” تعلن السيطرة على مواقع استراتيجية
صباح الأحد، أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة مقاتلة من نوع سوخوي تابعة للجيش السوداني.
وفي بيان صادر عن قوات الدعم السريع، أعلنت سيطرتها على عدد من المقرات والمواقع الاستراتيجية في العاصمة والولايات.
وأشارت في بيانها إلى أنها سيطرت على القيادة العامة للقوات المسلحة، ورئاسات الفرق في ولايات دارفور وعدد من الولايات، والسيطرة على الملاحة الجوية في البلاد.
وزعمت أن عددا من كبار الضباط في الجيش، وعلى رأسهم المفتش العام للقوات المسلحة الفريق مبارك كوتي كمتور، انضموا إلى صفوفها.
وذكرت أنها سيطرت على القاعدة الجوية بجبل الأولياء، ومعسكر سوبا الباقير، الذي يضم أكثر من 60 دبابة، وكميات كبيرة من الآليات والمعدات العسكرية.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها أسقطت طائرة مُسيرة في قاعدة قري العسكرية.
وتجدد إطلاق النار في الخرطوم وفي الخرطوم بحري، فيما سمع دوي أسلحة ثقيلة بالقرب من القيادة العامة للجيش السوداني في العاصمة، بعد تحول الخلاف بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني إلى صدام مسلح، السبت.
وفي ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين، قرر قائد الجيش السوداني إنهاء انتداب ضباط الجيش في قوات الدعم السريع “المتمردة”، وفق ما أعلن جهاز المخابرات العامة السوداني.