“عدو وليس منافس”.. نظرة الأمريكيين للصين تتغير خلال السنوات الأخيرة
بشكل متزايد، يرى الأميركيون الصين على أنها بلد “عدو” للولايات المتحدة وليس منافسا، مما يعكس الشكوك العامة المتزايدة حول قدرة أكبر اقتصادين في العالم على التعاون، وفقا لاستطلاع جديد أجراه مركز “بيو” للأبحاث.
ووصف حوالي 38 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع الصين بأنها “عدو”، بزيادة 13 نقطة مئوية عن العام الماضي، فيما وصفها أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع بأنها “منافسة”، بينما قال 6 بالمئة فقط إن البلاد “شريك” للولايات المتحدة، حسبما نقلته وكالة “بلومبرغ”.
وأشارت نتائج الاستطلاع الذي شمل أكثر من 3500 من المواطنين الأميركيين البالغين، والذي تم إجراؤه في أواخر مارس ونُشر الأربعاء، أن 83 بالمئة من المشاركين لديهم “آراء سلبية” عن الصين، بزيادة نقطة مئوية واحدة عن عام 2022.
وأشار معدو التقرير إلى أن “المستجوبين قلقون بشكل متزايد بشأن أدوار الصين في المشهد الدولي”، مما يسلط الضوء أيضا على المخاوف بشأن علاقة الرئيس الصيني شي جين بينغ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب حرب هذا الأخير في أوكرانيا، وفق الوكالة.
وأبرز التقرير أن “قلة من الأميركيين فقط تثق في قدرة الرئيس الصيني لاتخاذ القرارات الصائبة فيما يتعلق بالشؤون الدولية، حيث يقول النصف تقريبا إنهم لا يثقون به على الإطلاق”.
ويسلط التقرير الضوء على تدهور العلاقات بين واشنطن وبكين، بدءا من التوترات التي انطلقت خلال إدارة ترامب بسبب الحرب التجارية والتي بلغت أوجها خلال فترة ولايته، وصولا إلى أزمة انتشار فيروس كورونا الذي وصفه الرئيس السابق دونالد ترامب بـ “الوباء الصيني”.
ودخلت القوتان العظميان أيضا في جدالات حادة حول مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ وقمع الحريات السياسية في هونغ كونغ.
ويتواصل تدهور علاقات البلدين في عهد الرئيس جو بايدن، حيث اتهم شي الولايات المتحدة بمحاولة “تقويض” التقدم التكنولوجي للصين، كما دفع رصد منطاد تجسس صيني مزعوم فوق المجال الجوي الأميركي قبل أسابيع قليلة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى إلغاء زيارته للصين.
كما كانت تايوان مثار جدل لامتناهي أيضا بين الصين وواشنطن، حيث دفعت لقاءات الرئيسة تساي إنغ وين مع كبار القادة السياسيين الأميركيين، بكين لزيادة الضغط العسكري على الجزيرة، بشكل تتزايد معه المخاوف بشأن صراع محتمل.
ووجد استطلاع بيو أن 47 بالمئة من المشاركين يعتقدون أن التوترات بين الصين وتايوان “خطيرة للغاية”، وهي نسبة قياسية، كما أشار 62 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أيضا إلى الشراكة بين الصين وروسيا باعتبارها قضية خطيرة جدا.
ويرى ما يقرب من نصف المشاركين في الاستطلاع أن الولايات المتحدة “قوة اقتصادية رائدة في العالم”، بينما يرى حوالي 40 بالمئة أن الصين هي الأولى، ما يمثل تغييرا ملحوظا عن العام الماضي، عندما كانت النسبة متساوية.
ومع ذلك، قال ثمانية من كل عشرة أميركيين إن المنافسة الاقتصادية مع الصين شكلت على الأقل مشكلة “خطيرة إلى حد ما”.