دعوات مصرية للمطالبة بتعويض عن كذبة أمريكية
تحدثت مجموعة من الخبراء لـRT عن أسباب قيام صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بنشر تقرير حول قيام مصر بتصدير 40 ألف صاروخ لروسيا.
أكد الخبير في الشؤون السياسية للشرق الأوسط وأستاذ ورئيس قسم العلوم السياسية جامعة السويس جمال سلامة، أن روسيا دولة كبيرة وليست في حاجة للحصول على صواريخ من دولة ثانية.
وأضاف سلامة في تصريحات لـRT أن روسيا من أكبر الدول في تصنيع الدفاعات الجوية، مشيرا إلى أن ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قد يكون محاولة لإبعاد دور مصر في المنطقة، خاصة وأن الدولة المصرية تتحرك بشكل كبير جدا في المنطقة، فضلا عن حدوث التقارب الكبير بين إيران والمملكة العربية السعودية في الوقت الراهن، وأن مصر تشجع هذا النوع من التقارب.
وأوضح أن ما نشرته الصحيفة الأمريكية هو محاولة لتعكير العلاقات المصرية الأمريكية، مشيرا إلى أن مصر اتخذت موقفا حياديا حيال الأزمة الأوكرانية من البداية حتى في مجلس الأمن، ففي الوقت الذي طالبت فيه روسيا بضرورة وقف العملية العسكرية من جانب، فمن الجانب الأخر رفضت مبدأ العقوبات المفروضة على روسيا، وبالتالي نتحدث عن موقف حيادي وهذا ما تنتهجه السياسة المصرية.
وأعرب الأستاذ ورئيس قسم العلوم السياسيّة بجامعة السويس المصرية، عن توقعه بأن ما نشرته الصحيفة الأمريكية هو بعيد كل البعد عن الحقيقة.
من جانبه، قال الخبير المصري محمد مخلوف، نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم، إن التقرير الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست، حول قيام مصر بإنتاج ما يصل إلى 40 ألف صاروخ، ليتم شحنها سراً إلى روسيا، غير صحيح ومليء بالأكاذيب، وغير موضوعي، ويأتي ضمن مسلسل استهداف مصر، ومحاولات إثارة البلبة واحراجها أمام العالم، وما يؤكد ذلك أن التقرير ليس مبنياً على معلومات موثقة، إنما تمت صياغته في شكل قصة خبرية مبنية على وثائق مسربة نقلتها الصحيفة عن أحد مواقع الألعاب الإلكترونية، وهذا يعتبر “شغل صحافة صفراء، وليس شغل احترافي”، فلم يتضمن التقرير نشر أية وثائق أو أدلة تثبت أو حتى تشير إلى احتمالية صحته، وهذا دليل أن كل ما ورد ادعاءات غير صحيحة.
وأوضح في تصريحات لـRT أن جيش مصر رغم أنه من أقوى جيوش المنطقة والعالم، إلا أنه جيش رشيد يحمي ولا يهدد ويدعم السلام العالمي، لافتاً إلى انه بالبحث عن موضوعات وكتابات المحررين الصحافيين الأربعة الذين قاموا بصياغة التقرير الكاذب الأخير، فإننا نجد أنهم ليسوا على دراية كاملة أو كافية بالشأن المصري، ومنهم صحفية لا تكتب بشكل منتظم، وأحد الصحافيين الأربعة التحق حديثاً بواشنطن بوست وليس له علاقة بمصر وأول مرة يكتب شيئاً له علاقة بمصر، والثالث متخصص في الشأن اليمني وليس على دراية بالشأن المصري.
وتابع: “أكبر دليل على كذب هذه الصحيفة، أن موقف مصر بقيادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، واضح وداعم للسلام العالمي، ولا ينحاز لطرف ضد آخر، وأعلنت ذلك مصر بوضوح في العديد من البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية المصرية، كما أعلنها رئيس مصر، صراحة أمام العالم وعلى الهواء مباشرة من داخل مدينة شرم الشيخ، خلال كلمته في مؤتمر المناخ COP27، في شهر نوفمبر 2022، بمناشدته قادة العالم بالتعاون لوقف الأزمة الروسية – الأوكرانية، وأبدى استعداده لقيادة مبادرة لوقف هذه الأزمة بشكل سلمي، لإنقاذ الإنسانية والحفاظ على الاستقرار العالمي”.
وفي السياق ذاته، أكد الباحث في شؤون الأمن القومي أحمد رفعت، أن الهدف مما يجري بصراحة ابتزاز مصر للتأثير علي علاقاتها مع روسيا، والتي فيها القمح والضبعة النووية والمنطقة الصناعية في منطقة القناة الاقتصادية وفيها التبادل بالعملة المحلية بعيدا عن الدولار وفيها الموقف في سوريا وقضايا اخري.
ونوه بأنه في وقت مبكرا جدا وبعد ساعات من انتخابات الرئاسة المصرية في 2014 – بعد التخلص من عصابة الإخوان كشفت “واشنطن بوست” عن نياتها السيئة تجاه مصر وتجاوزت دورها في تقديم خدمة خبرية للقارئ الأمريكي إلي التدخل في الشان المصري وتحدثت بشكل غير لائق عن الانتخابات الرئاسية المصرية مما دعا السفير المصري في واشنطن في التاسع من يونيو 2014 للرد علي الأكاذيب في موقع “سكوب إيمباير”.
وقال السفير المصري إن “واشنطن بوست” يجب أن تلتزم بنشر الحقائق وليس تزييفها .. بينما شهد الموقع نفسه: “إن السياسية التحريرية لصحيفة “واشنطن بوست” تنتقد السياسية المصرية على طول الخط، وفي أغسطس 2017 نشرت الواشنطن بوست أيضا مقال “آية حجازي” دون أن نعرف الجهة التي دفعت ثمن المساحة التي احتلتها وحرضت فيها ضد مصر مطالبة علنا بالتدخل في شؤونها، بينما في فبراير 2018 تورطت ذات الصحيفة في نشر أكاذيب تتعلق بقضية المستشار هشام جنينة وثبت كذب مزاعم الصحيفة ولم تعتذر ولم تتراجع، حتي حل مايو 2020 وكلنا نتذكر استدعاء مدير مكتب الواشنطن بوست – ومعه مدير مكتب نيويورك تايمز – وأطلعه رئيس الهيئة العامة للاستعلامات وقتها ضياء رشوان على مجمل أخطاء الفترة السابقة والأدلة واعتبر آخر إنذار ستلجأ الهيئة بعده للقضاء لمحاسبة الجريدة التي برهن لمديرها تعمد الكذب.
ونوه الباحث المصري أحمد رفعت بأنه تعود الصحيفة المذكورة لدورها في إرباك المشهد السياسي حول مصر دون دليل والدليل في مثل هذه الاتهامات يعني وثيقة دامغة وليس كلام مرسل ينفيه كل الأطراف بما فيها البيت الأبيض وليس مصر وروسيا والمنطق فقط.
وأشار رفعت إلى أن الهدف هو الابتزاز كما قلنا، قائلا: “أطالب حكومة بلدي، بطرد الصحيفة من مصر وإغلاق مكتبها، أو على الأقل مقاضاتها وطلب تعويض مناسب يمنع الصحيفة من تكرار مثل ذلك”.
وكان جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه “لا مؤشر على الإطلاق على أن مصر زوّدت روسيا بأي أسلحة فتاكة”.
وأضاف كيربي أن “مصر هي شريك معتبر في المنطقة، وعلاقاتنا العسكرية معها ممتدة منذ فترة طويلة”.
يأتي هذا بينما وصف الكرملين التقارير الغربية عن نية مصر تزويد روسيا بآلاف الصواريخ بـ”الكذبة الجديدة”.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “إنها تبدو كذبة جديدة، ويوجد الكثير منها حالياً، إنها الطريقة التي يجب التعامل بها مع مثل هذه التقارير”.
بدورها، نفت مصر ما نُشر عن وثائق البنتاغون المسربة بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بإنتاج 40 ألف صاروخ لروسيا سرا لتجنب المشاكل مع الغرب.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن موقف مصر منذ البداية يقوم على عدم التدخل في هذه الأزمة، والالتزام بالمحافظة على مسافة متساوية مع الجانبين.