وأنا أجزي به

بقلم نهلة سليم
مدير الوكالة الاعلامية الدولية بالمانيا

لم يكن الصوم الذي لا يعرفه كثيراً من البشر ، شُرع كي يكون ركن من أركان أي دين فحسب ،ولم يكن حتي لكي يعتق من يقومون بتأديته ، من النار أو من عذاب الدنيا بل لم يكن حتي قرباناً يقربهم إلي ما يعبدونه ، لكنه فلسفة أخري وله اوجه مختلفة فمنه صيام العقاب والذي يستخدمه الكثير من الحيوانات عندما تحزن ويستخدمه من يعترض فيضرب عن الطعام والشراب فكل تلك الافعال تندرج تحت كلمة صائم ،وتلك الكلمة مصرية قديمة فكلمة صاو بالمصرية القديمة تعني امتنع والميم تدل عن فهي منقسمة لقسمين (امتنع عن ) ثم اخذتها لغات اخري مثل العربية التي اخذت الكثير من اللغة المصرية القديمة في اشياء كثيرة حتي العبادات .
فالصوم موجود بوجود الخليقة وليس الإنسان وحده هو من يصوم فتشاركه الحيوانات هذا الفعل لأسباب خاصة بالاضافة إلى أن بعضهم يصوم لفترات أطول وتحت ظروف مختلفة في غاية الصعوبة أخفهم صوم الإنسان
فهناك حيوان يمتنع عن الأكل والشرب مثل البشر تماماً بل لاكثر من شهر هذا الحيوان هو الأسد ، يترك الأكل والشراب ، لأنه يحتاج إلى تطهير جسده من وقت لآخر، فمن المعروف أن الأسد حيوان مفترس ، أي يأكل لحوم الحيوانات الأخرى وبالتالي ، ستتراكم كمية كبيرة من حمض البوليك في جسمه ، وسيحتاج إلى الجوع للتخلص منه
واكتشف العلماء أيضًا وجود حيوان آخر يصوم تقريبًا كل يوم من أيام السنة ، وليس الشهر فقط: الثعابين ، كما تعلم ، فهذه حيوانات بدم بارد ، وبالتالي فهي قادرة على الامتناع عن تناول أي طعام لفترة طويلة بالإضافة إلى تحمل العطش لساعات طويلة أيضًا ، لذلك هناك أنواع من الثعابين تستطيع العيش في الصحراء. وهناك أنواع أخرى من الحيوانات تستطيع الصيام خلال فترات معينة من العام وهي:
السناجب فهي الحيوانات التي تدخل في السبات الشتوي ، وبالتالي فإنها تعاني من الجوع في أوقات معينة من العام.
البطريق: تصوم إناث هذا الحيوان لفترات معينة لتسهيل التكاثر.
الضفدع: يأكل هذا الحيوان الكثير من الطعام في الصيف لتخزينه في أيام الشتاء.
السلمون: يحتاج هذا النوع من الأسماك إلى عملية صيام حيث ينتقل إلى موطنه للسباحة وبالتالي يحتاج إلى أن يكون رشيقًا وخفيف الوزن.

طيور الزينة الصيام بالنسبة لها إعلانا عن الحزن
عند نقلها من قفص إلى آخر تبدأ مباشرة بالصيام إعلاناً لحزنها على قفصها وبيتها القديم، ومع الوقت تعاود الطيور التغريد وتوقف الصيام ويبدأ الفطور.

صيام الحشرات
الحشرات كلها تصوم، فكل حشرة تمر أثناء تطورها بمرحلة الشرنقة التي تصوم فيها تماما.ً يرقد دودة القز الشهيرة بصنع الحريرحين تدخل شرانقها تصوم ويمتد صومها نحو أسبوعين. وحين تتبدل من عذراوات إلى فراشات تخرج لتطير وتعيش حياة

وهناك حيوان وقفوا امامه الرحالة مذهولين
من صيامه الفريد
الجمل هذا الحيوان الملقب بـ (سفينة الصحراء) الذي يقف الرحالة أمامه متعجبين، والذي له مميزات مختلفة تميزه عن غيره من الحيوانات،
فالجمل له قدرة عجيبة على تحمل ظروف الحياة في الصحراء من قلة الماء والطعام بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، وهو يشتهر بالكتلة الدهنية الموجودة أعلى ظهره والتي تعرف بـ (السنام)، الذي يقوم بتخزين الدهون فيه ليقوم بحرقها خلال عملية التنفس، حيث تتحول الدهون إلى طاقة تمدة بأحتياجاته في فترة الحرمان من الطعام، والمعروف أن الدهون تحتوى على طاقة أعلى بكثير من الطاقة المخزونة في الكربوهيدرات في صورة نشا أو جليكوجين.
كما أن الجمل يستطيع تحمل العطش بسبب قدرته على تحمل نقص الماء في أنسجة جسمه، وأنه من خلال ذلك لا يفقد الماء من سائله الدموي إلا بنسبة ضئيلة للغاية، كما أنه يتحمل فقد الماء حتى 30% في حين أن باقي الكائنات الحية تهلك إذا زاد فقد الماء من أجسامها عن 20%.
وعندما يمتلئ السنام بالدهن فإن الجمل تقل رغبته في تناول الطعام إلى حد الامتناع تماما عن الأكل، ويدخل الجمل في حالة من الصيام الحقيقي، وتستمر فترة الصيام حتى يستهلك قدرا كبيرا من هذا المخزون، ومن الأشياء التي يستدل بها على صيام الجمل أنه عادة ما يجتر بدون تناول الطعام.

صيام الحزن والمرض
بعض الحيوانات تصوم عند الحزن أو المرض، فالحصان المريض يصوم ويمتنع عن الطعام، والكلاب إذا أصيبت بكسر في عظامها تصوم فترة قد تمتد إلى عشرين يوم، كما أنها تصوم حزناً على فقدان صاحبها. بعض الحيوانات البرية كالغزال والطيور غير الداجنة تصوم إذا وقعت في الأسر تعبيراً عن الأسى والحزن.

بل هناك من الإبل تعرف متي تكشر عن أنيابها وفي أي وقت ترفض الإهانة، وإذا كان لدي الإنسان احداهم فنستطيع معرفة إذا كانت وقعت في عشق صاحبها، وإذا كانت مستعدة للموت وفاءً لصاحبها إذا أصابه مكروه فإذا اصابه مكروه فتصوم عن الطعام والشراب وفاءا له وهذا ما يميز الحيوان مثل أسد سيرك الحلو الذي امتنع عن الطعام والشراب تأنيباً لنفسه علي ما قام به ضد مربيه وهذا الصوم عقاب
وايضاً الكلاب فهي تمتنع عن الطعام والشراب عندما تحزن علي صاحبها
إذن فأنت ايها الإنسان لست وحدك من تصوم لكنك الوحيد في فهمك للصوم خطأ
لأن الصوم جعل لكل من يحتاجه كي يستفيد منه بدنيا ونفسياً وإذا أردت أن تعرف الحقيقة ،فعليك بالتأمل فالتأمل والتعمق والفكر والبحث في بداية الإنسان وفي نفسه التي هي النفس البشرية، ستصل الي نتيجة تلك النتيجة هي إجابة علي سؤال سألنا عنه ونحن صغار ولازال يراودنا هذا السؤال وهو ، لماذا نصوم ولماذا الصوم بالذات نجازي به نحن البشر بعضنا البعض فإذا نظرنا من الناحية الدينية فهو فريضة مثل اي فريضة أخري لكن عندما نعلم ان فلان فاطر فأننا ننظر إليه نظرة أخري والعكس صحيح فعندما نعلم أن جارنا السيد ألبير صائم فنحن ننظر إليه نظرة تقدير حتي وإن كنا ليس علي ديننا لكن الصوم نحن البشر نجازي به ايضاً بعضنا البعض إذن لماذا هذا الترفع والتقدير والجزاء الذي نجازي به بعضنا البعض لمجرد اننا نعلم بأن فلان صائم ؟ ربما لا يعلم فلان هذا قيمة هذا التقدير له ممن يعرفون أنه صائم ولماذا لا نقدر من نعلم انه لا يصوم مع العلم كما ذكرت انه مثل الصلاة والزكاة فهل الصوم يعتبره الإنسان من صفات سمو الخلق ؟ بالرغم من إن الذي يفطر لا يضر غيره بشيء إذن لماذا هذا الفرض بالذات نجازي به بعضنا البعض مثل خالقنا الذي يجازينا به وهل يجازي الله ايضاً من يصموا من دون البشر ؟ في الواقع لا يخلق الله مخلوق إلا وقد جعله يحافظ علي الكيان الذي يحفظ نفسه فيه لذلك ألهم الحيوان بالصوم بالفترة بل بعضاً من الحيوان جعله وسيلة للعقاب وأمر الإنسان الذي كان مفترساً والذي كان يحضر طعامه من الصيد مثله مثل الحيوان في بداية الخليقة ، بأن يصوم كي يصح ويشفي من كم اللحوم الذي كان يعيش فالهمه خالقه بالصوم كي لا يمرض لأن بيت الداء دائما تأتي من البطن البطن التي تمتلئ بجميع انواع الطعام وما يسببه هذا الطعام من تخمرات تعيش عليها البكتريا الضارة .

إذن جزاء الخالق لمخلوقاته علي الأرض هي الصحة والسلامة في الدنيا أما الآخره فلهم باب في الجنة لا يدخله إلا الصائمون
إذن تلك الحكمة من الخالق التي اعطاها وأمر بها مخلوقاته كي تصوم ، ما هي إلا دواء وفترة راحة يرتاح منها الجسد من كم الطعام والشراب الذي يلتهمه الإنسان ولا لكي يمليء المائدة ما لذ وطاب
وأيضاً لكي يقوم نفسه ويهذبها من المعاصي والآثام حتي يجازينا به حق جزاء لأنه هو الصلة السرية الوحيدة التي تحولت للعباده بيننا وبينه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى