د. وفاء ابوهادي تكتب من السعودية : لم أعد أفتقدك 

شعور مؤلم بالنسبة لي فأنا أتالم من داخلي

لهذا الشعور فهو مخيف ..!!

فقد تيقنت ما كان بالأمس غالياً يُصبحُ رخيصاً يوماً ما

إن لم يكن قيم واساسه متين

وما كنا نخاف افتقاده ويعصر قلوبنا ألماً وشوقاً وحنيناً على غيابه أصبح من السهل جداً تناسيه وتجاوز شعور الفقد به

أتعلم شعوري بعدم فقدك جعلني لا أثق بشيء

ولا أخاف على فقد شي ..!!

ألمي ليس عليك إنما على ذاك الشعور الجميل

الذي كان يلفح جوانب شرودي وأنا أتحمس للحظة لقائك ..

حتى ولو في الأحلام ومن صنع تهيئات فكري

كانت لحظاتٍ صادقة حتى مع عدم وجودك الحقيقي لكن المشاعر لا تشترط وجود الجسد فهي تُحس من أعماق أعماق القلب

وعندما كنت أغمض عيناي لأتخيل تفاصيلك

كنت استحضر كل ماهو جميل وثمين في هذاالوجود

لذلك كانت لحظات تلاشيء هذا الشعور من أصعب ما مر على قلبي

فلم أشعر يوماً من الأيام أن ثقل اللهفة سيتحول لأرض قاحلة فارغة من أي ثمر كان غراسه مشاعر متلاحقة في الثانية أكثر من مدتها

وعطاء لم أجد له مسمى في قواميس البذل والتفاني

فقد سيطرت مشاعرك على كل ما كنتُ ارتبط به في هذه الحياة

ولهذا كان قاسياً جداً شعوري البارد الذي أصبح يُجمد بداخلي كل تلك التفاصيل السابقة

واندثرت كل تلك المشاركات معك في كل خصوصياتي وأمنياتي وطموحي في الغد

وجعي على هذه النفس التي لم تكن تعترف بذاتها وتنازلت عن كل حقوق وجودها لتحتل أنت فقط مكانها في أحقية كل شيء

لقد فقدت نفسي التي أضعتها في دهاليز الوهم

أضعتها في زمن لا يليق بها

وعرضت تلك الأنفاس للإختناق من دخان حاصرها من أربع جهات فوجودك اشبه ما كان كدخانٍ خانق ..

ولم أكن أعلم شدة وجع فقد النفس إلا بعد فوات الآوان …..

د. وفاء ابوهادي

مستشارة اعلامية وكاتبة

مدرب معتمد …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى