السيسي في السعودية.. تعزيز العلاقات وقضايا المنطقة

الرئيس المصري وولي العهد السعودي
الرئيس المصري وولي العهد السعودي
زيارة سريعة للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى السعودية أكد محللون أنها تصب في صالح تعزيز العلاقات بين البلدين وتعمل على تقوية أواصر العمل العربي المشترك.

وقال محللون إن الزيارة التي تأتي قبيل انعقاد مرتقب للقمة العربية المقررة في مايو/أيار المقبل ستسهم في وضع رؤية مشتركة لحل القضايا العربية وترميم العلاقات العربية.

وتستضيف السعودية القمة العربية الثانية والثلاثين في 19 مايو/أيار المقبل حيث تعد القمة الثانية التي ستجمع القادة العرب خلال 6 أشهر، بعد قمة الجزائر التي عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

العلاقات الثنائية وآفاق التعاون

ووفق التليفزيون المصري فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصل إلى المملكة العربية السعودية، مساء الأحد، في زيارة تمتد لعدة ساعات.

وأوضح أن الرئيس المصري وولي العهد السعودي استعرضا العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين وآفاق التعاون وسبل تعزيزه.

وبحسب وكالة الأنباء السعودية فإنه “جرى خلال اللقاء الأخوي، استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، بالإضافة إلى بحث مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك”.

وفي تغريدة على تويتر، قال الرئيس المصري: “سعدت بلقاء شقيقي الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، وإنني إذ أعبر عن امتناني وتقديري لحُسن الاستقبال والضيافة، أؤكد على عُمق ومتانة العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأتطلع لتنميتها وتعزيزها في كافة المجالات، وبما يحقق المصالح المشتركة لبلدينا، وتطلعات شعوبنا العظيمة”.

من جانبها، قالت الرئاسة المصرية إن “الزعيمين أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات”، مشيرين إلى “أهمية الزيارة في مواصلة تطوير هذه العلاقات الأخوية”.

وأكدا “الحرص المتبادل على تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور تجاه التطورات والقضايا الإقليمية والدولية”.

وبالتزامن مع الزيارة، تصدر وسم “مصر _ والسعودية _ واحد ” منصات التواصل الاجتماعى خلال الساعات القليلة الماضية، احتفاء بالعلاقات بين البلدين.

 

علاقات تتنامى

كما أشادت صحف مصرية وسعودية بقوة العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى ما يتمتعان به من ثقل وتأثير على كافة الأصعدة ما يعزز من مستوى وحرص البلدين على التشاور السياسي والتنسيق المستمر بينهما لبحث مجمل القضايا الدولية والإقليمية والدولية في مواجهة التحديات المشتركة.

ومنذ تولي الرئيس السيسي منصبه في 2014، توالت الزيارات بين قادة البلدين كان أحدثها للرئيس المصري في ديسمبر/كانون الأول الماضي للمشاركة في القمة العربية الصينية حيث كان فى استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وشهدت الزيارة مباحثات ثنائية تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وسبقها زيارة لولي العهد السعودى إلى مصر فى يونيو/حزيران 2022، حيث استقبله آنذاك الرئيس المصري، وشهدت مباحثات حول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، فضلًا عن التباحث حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجرى خلال الزيارة توقيع 14 اتفاقية بقيمة استثمارات تتجاوز 29 مليار ريال، كما صدر بيان مشترك فى ختامها أكد الجانبان خلاله على وحدة الموقف والمصير المشترك تجاه مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما أكدا عزمهما على تطوير التعاون وتعزيزه تجاه جميع القضايا السياسية والسعي إلى بلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين استقراراهما وأمنهما.

أهمية الزيارة وتوقيتها

وتعقيبا على الزيارة، قال أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، سعيد صالح الغامدي، إن زيارة الرئيس المصري إلى السعودية تأتي متزامنة مع متغيرات كثيرة ومهمة في منطقة الشرق الأوسط.

وفي حديثه لـ”العين الإخبارية”، أضاف الغامدي أن الدولتين لهما ثقلهما في المنطقة، ولهما مكانتها الكبيرة في العالمين العربي والإسلامي، وهناك تطورات متسارعة في المنطقة شهدت موجة من المصالحات واسترداد للعلاقات الدبلوماسية بين عدة دول، بدأت بعودة العلاقات مع قطر ثم تركيا.

وتتجه الأنظار الآن إلى عودة سوريا إلى الحضن العربي انطلاقا من القمة العربية الثانية والثلاثين بالرياض في 19 مايو القادم، وفق الأكاديمي السعودي، الذي أوضح أن “السعودية يمكن أن تعطي الضوء الأخضر للجامعة العربية لتوجيه الدعوة لسوريا للحضور، باعتبارها الدولة التي ستقام القمة على أراضيها”.

واعتبر أن الزيارة “ترجمة لتوجه عروبي سعودي مصري إيجابي نحو نبذ الخلافات بين الفرقاء العرب، وإرهاصات لما سيشهده عام 2023 لانعقاد قمة عربية تنموية في موريتانيا، والقمة العربية الأفريقية في المملكة العربية السعودية”.

الزيارة أيضا “تأتي لتبادل المشورة وتوحيد المواقف بين الدولتين بعد الاتفاق السعودي الإيراني على عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، في تطور كبير سينعكس بالإيجاب على الأزمة اليمنية والسورية والليبية والوضع في لبنان وكل تلك القضايا تمس الأمن القومي لكلا الدولتين ويرتبط بمصالحهم المشتركة”، بحسب الغامدي.

وأكد أن “موضوع أمن البحر الأحمر يعد محورا مهما في هذه الزيارة وسيتم مناقشته وفقا لما بعد الاتفاق السعودي الإيراني، ومخرجات ذلك على أطراف الأزمة في اليمن والدور الذي يلعبانه في الحل السلمي للأزمة هناك. كما أن هناك عددا من القضايا المشتعلة في المنطقة كالوضع المتأزم في فلسطين وليبيا والشمال السوري والوضع في العراق والسودان وملف سد النهضة في إثيوبيا وهي قضايا تحتاج إلى تنسيق كبير بين حليفين عربيين مؤثرين في الساحة الإقليمية والدولية”.

كما نوه أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود إلى أن نظام الأقطاب في العالم يمر بتحولات جديدة بعد تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية وما تطرحه تلك الحرب حول شكل النظام الدولي والتخلي عن أحادية القطب الأوحد إلى عالم متعدد المحاور والأقطاب، والفرصة لوجود لاعبين جدد على الساحة الدولية تحتاج الى تنسيق وتعاون بين الدولتين للعمل مع الأقطاب الجديدة دون الإضرار بالمصالح المشتركة مع بقية دول العالم. كذلك سبل التعاون في سبيل التخفيف من آثار تلك الحرب على سلاسل الإمداد والتبادل التجاري بينهما.

ورأى أن هذه الزيارة ستركز على عمق العلاقات بين البلدين وستناقش التبادل التجاري والمشاريع المشتركة بينهما وأبرزها مشروع جسر الملك سلمان الذي سيربط الأراضي السعودية المصرية لأول مرة.

 

تنسيق وتشاور

واتفق مع الغامدي، الكاتب والمحلل السياسي السعودي، مبارك العاتي، حول أهمية زيارة الرئيس المصري للمملكة.

وفي حديثه لـ”العين الإخبارية”، أضاف العاتي أن الزيارة هامة جدا خاصة أنها تأتي قبل القمة المقبلة في المملكة الشهر القادم، لافتا إلى أن ذلك يتطلب مزيدا من التنسيق بين البلدين.

وأوضح أن الزيارة سوف تشهد تنسيق الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء سياسياً أو اقتصادياً، مضيفا: “الزيارة سوف تسهم في وضع رؤية وحل القضايا والخلافات العربية وترميم العلاقات بين الأشقاء لتصب في مصلحة العلاقات العربية العربية”.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي المصري، أحمد رفعت، إن “الزيارة ستشمل مهما بلغت مساحتها كل القضايا المطروحة علي الساحة”.

وفي حديثه لـ”العين الإخبارية”، أوضح رفعت أن من أهم الملفات التي سوف يتم نقاشها هي عودة سوريا إلى الصف العربي وحضورها القمة القادمة وقبلها خطوات إعادة العلاقات وفتح السفارات وكذلك ما جرى من اتفاق سعودي إيراني على عودة العلاقات الدبلوماسية، وأيضا مباحثات حول الأزمات في اليمن ولبنان وليبيا.

كما يتناول اللقاء العلاقات البينية المشتركة بين البلدين وما فيها من تعاون على أكثر من صعيد أهمها الاقتصادي في ظل الأزمات العالمية الحالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى