حورس 2.. قمر صناعي يساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء
حقق برنامج الفضاء المصري قفزة إلى الأمام بإطلاق قمر صناعي آخر “حورس 2″، والذي سيساعد القاهرة على مراقبة تغير المناخ، وتلبية متطلبات رؤية “مصر 2030” للتنمية المستدامة، وتعزيز اكتفائها الذاتي من الغذاء.
ونجحت مصر في إطلاق قمرها الصناعي “حورس 2″، صباح الإثنين من الصين، وذلك بعد إطلاق “حورس 1” في 24 فبراير/شباط الماضي.
ويبرز ثيودور كاراسيك، أحد كبار مستشاري مركز دراسات “Gulf State Analytics” أهمية إطلاق القمر الصناعي المصري “حورس 2″، كجزء من كوكبة الأقمار الصناعية “حورس” وتطلعات مصر الفضائية.
وقال كاراسيك في مقال لصحيفة “آراب نيوز”، إن أهمية القمر تبرز بناء على بيانات استخدام المحاصيل والأراضي الزراعية، وفهم البيئة المحيطة.
وأضاف أن إطلاق مصر لمنظومة أقمار صناعية متخصصة في رصد التغيرات المناخية في الدول الأفريقية بالشراكة مع جهات صينية “أمر مهم لمواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ والظواهر الناتجة عنها”.
وأشار إلى أن الحدث جاء عقب استضافة مصر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتابع كاراسيك في مقاله : “شدد المشاركون في المؤتمر حقيقة أن برنامج الفضاء المصري قد تم التأكيد عليه كجزء من التفوق التكنولوجي للبلاد”، مضيفا أن “حورس 2” سيحدد استخدام المحاصيل والأراضي الزراعية وستساعد البيانات التي تقدمها مصر على زيادة اكتفائها الذاتي من الغذاء.
وتحتوي الأقمار الصناعية “حورس” على كاميرات تصوير عالية الدقة ومتعددة الأطياف، تلتقط صورًا عالية الدقة، ما يسمح للعلماء بفهم البيئة المحيطة.
وأكد أن اهتمام القاهرة بآثار تغير المناخ يتجاوز قدراتها الزراعية إلى القارة الأفريقية الأوسع، وتسعى إلى استخدام نسبة من برنامجها الفضائي للأمن الغذائي من خلال اعتماد اتفاقيات تكنولوجية مع شركاء أجانب.
ووفق نسيم بدرالدين، وهو مهندس زراعي رقمي في جامعة مانيتوبا: “تظهر بيانات الأقمار الصناعية أن مصر تخسر حوالي 2% من أراضيها الصالحة للزراعة كل عقد بسبب التحضر، والعملية تتسارع”.
وأضاف: “إذا استمر هذا الوضع، فستواجه مصر مشاكل خطيرة في الأمن الغذائي”.
وتعد الصين الشريك الحالي في البرنامج المصري الفضائي، حيث تعمل مصر والصين معًا على بناء سلسلة “حورس” في قلب منطقة الشرق الأوسط، حيث تدير وكالة الفضاء المصرية (رسمية)، 11 قمرا صناعيا بعد إطلاق “حورس 2”.
وركزت تطلعات مصر الفضائية وبرنامج الفضاء الرسمي على مراقبة تغير المناخ لعدة عقود. ومنذ سبعينات القرن الماضي، استخدمت الأقمار الصناعية لقياس التغيرات في أسطح الأرض/الطبوغرافيا.
وتخطط وكالة الفضاء المصرية بعد ذلك لإطلاق قمرين صناعيين متخصصين في مراقبة تغير المناخ وتقلبات البلازما في الغلاف الجوي العلوي فوق شمال أفريقيا. وتريد مصر أيضًا المساعدة في تشكيل وكالة الفضاء الأفريقية، والتي كانت قيد المناقشة لعدد من السنوات.
ويعد تخطيط البيانات من الأقمار الصناعية لقياس تغير المناخ في مصر أمرًا مهمًا لوضع معيار للبلد وجيرانه الذين يسعون إلى استخدام علوم الفضاء لتلبية متطلبات تغير المناخ.