إيران تعهدت للسعودية بوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين
تعهدت إيران بوقف شحنات الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن؛ وذلك كجزء من اتفاق تم بواسطة الصين لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الخميس عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين قولهم إنه إذا أوقفت إيران تسليح الحوثيين، فقد يدفع هذا الأمر الجماعة المسلّحة إلى الوصول إلى اتفاق يؤدي لإنهاء الحرب في اليمن.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة (وقف شحنات الأسلحة) قد تضخ زخماً جديداً في الجهود المبذولة من أجل إنهاء واحدة من أطول الحروب الأهلية في المنطقة، في إشارة للصراع الدائرة في اليمن بين القوات الرسمية المدعومة من الخليج، وبين قوات الحوثي.
وتنفي طهران أنها تزود الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة تعقبوا مراراً شحنات أسلحة كانت إيران مصدرها، كما أن البحرية الأمريكية أوقفت العديد من الشحنات الإيرانية وهي في طريقها لليمن.
من جانب آخر، قالت الصحيفة إن المتحدث باسم الوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، رفض الإجابة عن سؤال ما إذا كانت بلاده ستعلق شحنات الأسلحة إلى الحوثي، فيما تنفي طهران بالفعل تزويد الحوثيين بالسلاح.
وبعد إعلان السعودية وإيران عن اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بوساطة صينية بعد 7 سنوات من قطعها، قال مسؤولون في كلا البلدين إن إيران ستضغط على الحوثيين لإنهاء الهجمات على السعودية، وفق الصحيفة.
ونقلت عن مسؤول سعودي قوله إن المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين، فيما قد يؤدي قطع إمدادات الأسلحة إلى صعوبة ضرب الحوثي للمملكة والسيطرة على المزيد من الأراضي في اليمن.
ولفت المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إلى أنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستلتزم بالجزء المتعلق بها في الاتفاق، بينما تمضي طهران والرياض في خططهما بموجب الاتفاق لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.
وفي هذا السياق، يعتبر مسؤول أمريكي أنّ الاتفاق لإعادة استئناف العلاقات بين الجانبين، يعطي دفعة لاحتمال إبرام صفقة يمنية في المستقبل القريب، في حين أنّ نهج إيران تجاه الصراع سيكون “نوعاً من الاختبار الحقيقي” لنجاح هذا الاتفاق الدبلوماسي.
ويسعى الدبلوماسيون للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تمديد وقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، رغم أن مسؤولين أمريكيين يعتبرون أن الوفاء بمثل هذا الموعد النهائي يشكّل مهمة شاقة.
وفي وقت رحّب الحوثيون علانية بالاتفاق بين السعودية وإيران، إلا أن بعض المسؤولين عبّروا في جلسات مغلقة عن قلقهم من أن يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم الإيراني.
وفي هذا السياق، تقول الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ندوى الدوسري للصحيفة، إنّ الاتفاق السياسي قد يترك البلاد رغم ذلك، في قبضة حرب أهلية، مشيرة إلى أنّ الجميع في أمسّ الحاجة لخروج السعوديين من اليمن، وهم يميلون بذلك للخلط بين انسحابها من حرب اليمن، والسلام.
ولم يعلّق الحرس الثوري الإيراني بعد على الصفقة، وهو صمت أثار مخاوف في صفوف المسؤولين الأمريكيين والسعوديين، الذين يتساءلون عما إذا كان الجيش الإيراني سيحترم تعهدات القادة السياسيين الإيرانيين، إذ غالباً ما اتبع الحرس الثوري مساراً خاصاً مستقلاً عن الموقف العام للحكومة.
والجمعة، أعلنت السعودية وإيران، استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك بعد محادثات عُقِدت في بكين بوساطة صينية، وفق بيان مشترك للبلدان الثلاثة.
ومنذ سنوات تدعم السعودية وإيران طرفي الصراع المتناقضين في اليمن، مما ساهم في تأجيج الحرب التي كانت لها عواقب إنسانية خطيرة على اليمنيين الذين عانوا طيلة السنوات الماضية من أزمات غذائية وصحية مختلفة.
وامتدت تأثيرات الصراع إلى ما وراء حدود اليمن؛ حيث شنّت قوات الحوثي هجمات صاروخية وطائرات مسيّرة على أهداف حساسة في السعودية.