بعد تطبيع السعودية وإيران.. ماذا ينتظر إسرائيل واليمن؟
تطرق موقع “وورلد فيو” الأمريكي إلى احتمال أن توقيع السعودية وإيران الجمعة على اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، بوساطة صينية، يمكن أن أن يؤثر على كل من إسرائيل واليمن.
وفي يناير/ كانون الثاني 2016 قطعت السعودية رسميا العلاقات الدبلوماسية مع إيران (ذات غالبية شيعية)؛ بعد أن هاجم محتجون إيرانيون السفارة السعودية بطهران في أعقاب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر مع آخرين إثر إدانتهم بالإرهاب.
والجمعة، اتفقت الرياض وطهران على استعادة العلاقات الثنائية وإعادة فتح السفارات خلال الشهرين المقبلين، لينتهي خلاف استمر سبع سنوات بين أكبر خصمين على ضفتي الخليج العربي.
ويؤكد الاتفاق على مبادئ بينها “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول” و”سيادة الدول”، كما أشار البلدان إلى رغبتهما في إعادة تفعيل اتفاقية للتعاون الأمني وقّعاها في 2001 وأخرى للتعاون العام في 1998.
وتتهم دول إقليمية وغربية، ولاسيما السعودية والولايات المتحدة وإسرائيل، إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها اليمن والعراق ولبنان وسوريا، بينما تقول طهران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
التطبيع مع إسرائيل
وتأمل إيران أن يردع الاتفاق السعودية عن تعميق العلاقات مع خصم طهران الإقليمي الأساسي، إسرائيل، وفق “وورلد فيو” التابع لمركز “ستراتفور” للدراسيات الأمنية والاستراتيجية الأمريكي. وتعتبر كل إسرائيل وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
وتابع “وورلد فيو” أن مخاوف طهران المتعلقة بالأمن القومي تفاقمت مؤخرا بسبب العلاقات الدافئة بين السعودية وإسرائيل، حيث سعىت الرياض إلى توسيع شركائها في مواجهة العدوان الإيراني المتزايد وتضاؤل الاهتمام الأمريكي بأمن الشرق الأوسط.
وأضاف أنه لطالما كانت إسرائيل أكبر عدو إقليمي لإيران على عكس السعودية التي لطالما كانت لإيران علاقة براغماتية معها على مدى عقود على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما على مدى السنوات السبع الماضية.
ومن خلال استعادة العلاقات مع الرياض، بحسب “وورلد فيو”، “تأمل طهران في تقليل التوترات التي تدفع السعودية حاليا إلى التفكير في تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وفي أكثر من مناسبة، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن تطلعهم إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الأخيرة تشترط حل القضية الفلسطينية عبر حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ولاسيما إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب، علاقات معلنة مع إسرائيل التي لا تزال تحتل أراضٍ عربية في كل من فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/حزيران 1967.
حرب اليمن
وبشأن اليمن جار السعودية، فإن الاتفاق بين الرياض وطهران، بحسب “وورلد فيو”، يمكن أن يؤدي إلى إحراز تقدم في محادثات السلام، حيث يُقال إن السعودية تدفع الحكومة اليمنية للتفاوض مع الحوثيين.
ومنذ أكثر من 8 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات جماعة الحوثي المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
واعتبر “وورلد فيو” أن اليمن هو الموقع الرئيسي الذي تختلف فيه السعودية وإيران، وأن القتال فيه ليس مرتبطا بشكل مباشر بالصراع بين البلدين، لكن الخلاف بينهما أدى إلى تفاقم القتال وإطالة أمده.
وفي أعقاب اتفاقها الجديد مع السعودية، يمكن لإيران استخدام نفوذها على المتمردين الحوثيين لتشجيعهم على قبول التسوية، كما ستكون السعودية منفتحة على توقيع مثل هذا الاتفاق إذا تمكنت إيران من المساعدة في ضمان تخفيف المتمردين الحوثيين لهجماتهم على الأراضي السعودية.
وأفاد “وورلد فيو” بأن المتمردين الحوثيين يتلقون الكثير من تمويلهم وأسلحتهم ومعداتهم العسكرية من إيران، ما مكنهم من شن هجمات بالصواريخ وطائرات مسيرة على الأراضي السعودية، معظمها ضد أهداف قرب حدودها الجنوبية مع اليمن.