د.حازم قشوع يكتب: السعوديه والمساحة الرمادية
لايوجد فى عالم السياسيه لون ابيض او اسود “بل هنالك رمادى مايل للبياض ورمادي مايل للسواد ” فالحديه بعالم السياسيه غير موجودة لا فى مبتدا الكلام ولا بخبر العبارة ، حتى اثناء الحروب مهما بلغت ضراوتها وهو ما يجعل مساحة المناوره متسعة وجملة التقدير متعددة الاضلع وهذا ما يمكن اسقاطه على حاله المشهد السعودى الذى استغل مساحات المناوره لتقديم جمله مبتدا وليس عبارة خبر فى المشهد العام وهو ما تم ضمن ايقاع متصل يحقق اهداف متعدده فى جمله سياسية واحدة ،،
فبينما كانت الدبلوماسيه السعوديه تنجز اتفاق تاريخي مع ايران على الارض الصينيه بقيادة ولي العهد الامير محمد بن سلمان كان الامير خالد بن سلمان وزير الدفاع يعزف سمفونيه اخرى مع الولايات المتحده فى كوريا الجنوبيه بيما تلتئم الغرفه الامنيه فى تبوك لمناقشه القضايا الامنيه والاستراتيجيه فى المنطقه بمشاركه (كل) الاطراف الامنيه ومعتمده بذلك على برنامج عمل يشرف على صياغته كوريلا، ،، صاحب نظريه فصل المسار السياسي عن المسار العسكرى واختزال القرار الامني فى تبوك كما ببنه بعض المتابعين …
وهو العرض الذى يؤكد ان لا وجود لمصطلح ابيص و اسود لا بالجمله التقديريه ولا فى بيان العرض فى محصلة جملة سياسية تفيد للتعاطى مع القضايا المركزية مع اشتداد حالة التجاذبات الدوليه فى منعطف تاريخي يعصف بالعالم ويسقط بظلاله على المنطقة وذلك عند تقييم حاله مشهد يراد تقييمه لاستنباط بيان تقدير موقف عام .،
فالرياض تعمل ضمن فضاء دبلوماسي واسع وتحرص لاستثمار مساحة مناوره سياسيه الى اقصى حد ممكن ، وهو ان كان يشكل جهد كبير لكن فى المحصله من المهم انجازه لتعزيز درجه الاستقرار الحدودى للسعوديه فى اليمن والعراق كما بمناطق نفوذها اللبنانيه بعد ان تعذر عليها الدخول فى الفضاء السورى لدواعي امنيه .
وهذا ما تطلب منها اعادة صياغه للجمله الدبلوماسيه مع القوة الصاعدة النوويه الايرانية تقيها من ضربه فى حال اندلعت حرب اقليميه ايرانيه اسرائيليه وتبقيها على الحياد ، هذا اضافة لفتح قنوات تفاوضية امنيه تقوم على مسالة المفاعل النووى السعودى مقابل علاقات تطبيعة اسرائيليه/ سعوديه كما تصف ذلك بعض المواقع الاستخباريه حتى تستكمل السعودية مركز البيان المركزي بالمحصله الجيوسياسيه ، وهى جميعها نقاط ايجابيه من منظور سعودي ،،
لكن من منظور اخر فان خطوة خروج السعوديه من المجال الحيوى للولايات المتحدة “سياسيا” قد يعرضها للدخول بحسابات اخرى فى عقدة تسليم السلطه ، كما فى بعض محطات التجاره العالميه والاستثمارات الدوليه على الرغم من حرص الرياض التاكيد ، على مركزيه حاضنتها العسكريه الامريكيه من خلال البدء بانشاء مصنع للصواريخ التكتيكيه بتقنيه مداريه تحمل نماذج متطوره كوريه ويابانيه وبمشاركة بريطانيه هذه المره ،،،
لكن هذه الخطوات تبقى تدور فى اطار الفلك الاني البعيد وليس الاستراتيجي القريب كونها تبقى تدور فى المجال الحيوى المتحرك الذى يبعدها عن مركز بيت القرار اذا ما بقيت تقف عند فضاء مساحة المناوره الواسعه .، ،،، فما تراه يحمل طابع الزاويه المنفرج يراه الطرف الاخر يشكل نقطة بعيده يمكن لفظها عند اية منعطف حاد يتم التعاطى معه.،،،
وهو ما يستدعى توخى اليقظه فى جملة التعاطي مع الاحداث السائده فى ظل مشهد تقوم محاوره الجيوسياسيه على عناوين حركه طارده فى تركيا وايران كما فى اسرائيل التى كانت تعتبر بالسابق بيت القرار للاقليم ،،،،فان المناوره فى مساحة الرماديه تستوجب اليقظه ،،،هذا لان السعوديه تبقى تشكل عمق استراتيجي للاردن ومصر والاهتمام بمجالها الحيوى واجب وفرض عين ،