هلع في شركات الـ”هاي تيك” الإسرائيلية إثر انهيار أسهم “سيليكون فالي” الأمريكي

تشهد شركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل حالة من الاضطراب، المصحوب بمخاوف تصل إلى حد “الهلع” كما وصفها الإعلام العبري، عقب الانهيار الذي شهده بنك سيليكون فالي (SVB) الأمريكي، حسبما أفادت قناة “أخبار 12” العبرية، اليوم الجمعة.

وخسر البنك الأمريكي الذي يوفر خدمات مصرفية للمئات من شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، مليارات الدولارات، أمس الخميس، وشهدت أسهمه انهيارا بلغ 60% من قيمتها خلال التداول، قبل أن تغلق على خسائر إضافية بلغت 20%.

أوضحت قناة “أخبار 12” العبرية أن مستثمرين ومديرين ماليين ومديري شركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل يعيشون على وقع ضغوط متزايدة، ويحاولون سحب أموال الشركات من سيليكون فالي بنك.

وتحدثت القناة الإسرائيلية عن ما أسمتها “حالة من الهلع تنتاب مديري ومؤسسي شركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل، والتي تعمل منذ أمس الخميس، بشتى السبل من أجل سحب أرصدتها من المصرف الأمريكي”.

وأشارت إلى أن هذا المصرف يوفر خدمات مالية ومصرفية من مقره في منطقة وادي السيليكون، جنوبي خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، ومن خلال فرعه في مدينة هرتسليا الإسرائيلية؛ إذ تملك مئات الشركات الإسرائيلية حسابات جارية، وودائع، وائتمانا مصرفيا، ولا سيما الشركات العاملة في مجال التكنولوجيا الفائقة.

وأوضحت القناة العبرية أن مستثمرين ومديرين ماليين ومديري شركات التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل “يعيشون على وقع ضغوط متزايدة، ويحاولون سحب أموال الشركات من سيليكون فالي بنك، بعد خسارته مليارات الدولارات وانهيار قيمة أسهمه بالأمس”.

أوضح محللون أن مشكلات سيليكون فالي بنك تنبع من عدم تنويع التمويل، وارتفاع أسعار الفائدة، والمخاوف من الركود، والسوق الفاترة للعروض العامة الأولية.

ونقلت عن مستثمر إسرائيلي، طلب عدم كشف هويته، قوله إنه “بدءًا من ظهر الخميس تعيش الشركات الإسرائيلية على وقع أحداث متواترة”.

وأضاف المستثمر أنه يحاول سحب أرصدة الشركة من المصرف الأمريكي، الذي يعد بنك الإيداع والإقراض الأكثر انتشارًا للشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الفائقة الخاصة، بما في ذلك الشركات الإسرائيلية.

وأشار المصدر أيضًا للقناة إلى أن “ما حدث تسبب في حالة من عدم اليقين داخل الشركات والتي تبحث عن حل”، مضيفًا أن “خسائر البنك كبيرة جدا، لكنها لم تضعه بعد أمام خطر الإفلاس، لكن ما سيضعه أمام هذا الخطر الوجودي هو ردة فعل الشركات تجاه ما يحدث”.

وأوضحت القناة أن قيام الشركات بسحب أرصدتها أخطر من الخسائر التي تعرض لها البنك، وأن “سيليكون فالي بنك” يعاني بالأساس من انخفاض حاد في حجم الودائع الخاصة بالشركات الناشئة، والتي تجد بدورها صعوبات في جمع تمويلات من صناديق رأس المال الاستثماري، على خلفية رفع أسعار الفائدة بشكل مستمر من قبل الفيدرالي الأمريكي لمواجهة التضخم.

ونبَّهت إلى أنه في وقت أوصى فيه عدد من المستثمرين الشركات بسحب أرصدتها من البنك الأمريكي، نفى بعضهم إصدار توصيات قاطعة بسحب الأموال.

ورأت القناة أيضا، أن ما حدث “يعد فرصة للبنوك الإسرائيلية التي كانت تعاني حتى الآن من هروب رؤوس الأموال إلى الخارج، في إطار رغبتها في تقليص المخاطر إثر خطة الإصلاحات القضائية الحكومية”.

وأشارت تقارير، أمس الخميس، إلى انهيار أسهم سيليكون فالي بنك، والذي أثار مخاوف كبيرة بشأن السيولة المالية لديه.

وقالت التقارير إن هذا الانهيار “جاء عقب إعلانه عن خطة لجمع رأس مال يزيد على ملياري دولار، للمساعدة في تعويض الخسائر في مبيعات السندات”.

وأشارت إلى توقف التداول في الأسهم بسبب التقلبات عدة مرات، خلال جلسة تداولات الخميس، وأدى الانخفاض إلى هبوط القيمة السوقية للبنك إلى أقل من 7 مليارات دولار.

وكانت وسائل إعلام قد نقلت، الأربعاء، تصريحات للرئيس التنفيذي جريج بيكر بأن البنك “باع جميع أوراقه المالية المتاحة للبيع، ويتطلع إلى جمع 2.25 مليار دولار بين الأسهم العادية والأسهم الممتازة القابلة للتحويل”.

وأوضح محللون، أن مشكلات “سيليكون فالي بنك” تنبع من عدم تنويع التمويل، وارتفاع أسعار الفائدة، والمخاوف من الركود، والسوق الفاترة للعروض العامة الأولية، ما وضع صعوبات أمام الشركات الناشئة الساعية لجمع رأس مال إضافي، كما جاء الانهيار في القيمة السوقية للبنك بعد وقت قصير من إعلان بنك سيلفرغيت “Silvergate” الذي يركز على العملة المُشفرة، عن خطط التصفية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى