سلوك واحد كفيل بأن يدمّر العلاقة بين الشريكين
وفقًا للدكتورة وعالمة النفس جيسيكا جريفين والدكتورة الخبيرة في العلاقات الجنسية بيبر شوارتز، فإن التواصل هو أحد العناصر الأساسية التي تحدد طول عمر العلاقة بين الشريكين. ومع ذلك، يمكن لسلوك واحد أن يعرقل استمرار العلاقة وهو؛ الازدراء.
وفي كتابه “ما الذي يجعلم تتنبأ بالطلاق؟” حدد الباحث النفسي والدكتور الأمريكي جون غوتمان، أنواع التواصل الأربعة، التي تسبب مشاكلاً في العلاقات الزوجية، بناءً على دراسة 40.000 حالة زوجية، وفق ما نشره موقع “سان إي ناتيرال” الفرنسية.
فيما يلي أنواع التواصل التي تؤدي إلى فشل العلاقات بين الأزواح:
الازدراء: التعبير عن عدم الاحترام لشريكنا (على سبيل المثال، الشتائم، نظرات السخرية).
النقد: مهاجمة شخصية الشريك.
الاندفاع: حماية نفسك من النقد باستخدام الأعذار أو إلقاء اللوم.
المماطلة: قطع جميع الاتصالات مع شريكك والصمت.
وفي الحقيقة، من بين أسوء أنواع التواصل الأربعة؛ الازدراء، فهذا ما يؤدي إلى تدمير العلاقات، تبعًا لما ذكره غوتمان،
ما الازدراء؟
وفق ترجمة “وطن“، فإن الازدراء يتجاوز النقد البسيط أو الملاحظة السلبية، ويُشار إلى صفة الازدراء، عندما يدعي أحد الشركاء أنه متفوق على الآخر، أو يدّعي أن أخلاقه أفضل من شريكه.
وفي الواقع، هذا ما يجعل الشريك يشعر بأنه مُستهدف وغير محبوب. على سبيل المثال، إذا قاطع أحد الشركاء الآخر باستمرار، فيمكن اعتبار ذلك عدم احترام. ولكن إذا كان الانقطاع مصحوبًا بازدراء واضح-مثل: التصرّف أو قول شيء ما يفيد أن الآخر ليس لديه أي شيء مثير للاهتمام أو مهم ليقوله- فيمكن أن يلحق ضررًا جسيمًا بالعلاقة وبالشريك في حد ذاته.
كيف يدمر الازدراء العلاقات؟
الاحتقار هو سلوك يمنع الشركاء من دعم بعضهم البعض في الأوقات الصعبة. بدلاً من العمل معًا ضد مشكلة مشتركة، يُصبح الشركاء بطريقة ما أعداءً. وعندما يصبح الازدراء عادة في العلاقة الزوجية، فيمكن أن يدمّرها.
وعلاوة على ذلك، يتخذ كلا الزوجين، دور المُدافع عن نفسه ضدّ الطرف الآخر، وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى فشل العلاقة ونهايتها. ولا شكّ في أن الازدراء ليس سيئًا فقط بين الزوجين، ولكنه أيضًا ضار بصحة النفسية والعقلية؛ فنحن بحاجة إلى علاقات قوية مع الآخرين من أجل البقاء.
أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يستخدمون الازدراء في اتصالاتهم لديهم معدلات أعلى من الأمراض ، بما في ذلك أمراض القلب والأمراض الأخرى مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا. لذلك من المهم إزالة الازدراء من علاقاتنا الرومانسية. فيما يلي خطوتان أساسيتان لتحقيق ذلك:
كيف تكون العلاقة جيدة؟
1. التعرف على المشاعر السلبية ومشاركتها.
من السهل أن نظهر مشاعرنا السلبية للآخرين عندما لا نعرف كيف نسميها أو نعبر عنها. بدلًا من انتقاد شريكك أو السخرية منه، حاول أن تشاركه ما تشعر به واطلب منه بشكل واضح منع حدوثه مرة أخرى في المستقبل.
لتجنب وقوع مشاكل مع شريكك، عبّر عما تشعر به على غرار: “أشعر بالحزن لأنني كنت أتطلع لقضاء الوقت معًا”.
واطلب منه بلطف: “أود منع حدوث ذلك مرة أخرى في المستقبل من خلال التحدث عنه أولاً قبل تغيير الخطط”.
ثم ادعُ شريكك إلى المحادثة.
2. التقدير
بدلًا من التركيز على الجوانب السلبية لشريكك، حاول إبراز الصفات الإيجابية، عبّر عن تقديرك له، إذ بهذا الأسلوب، يمكنك إنشاء علاقة قوية وسليمة.
تتبع عادات التواصل الخاصة بك على مدى أسبوع. وراقب عدد المرّات التي يكون فيها تفاعلاتك سلبية مع شريكك(على سبيل المثال، الإزعاج، الانتقاد، التجاهل، السخرية…) ثم ارصد التفاعلات الإيجابية (على سبيل المثال، المدح، القيام بشيء لطيف للشريك الآخر). ومن ثم، في الأسبوع التالي، حاول أن تغيّر طريقة التفاعل مع شريك حياتك، وستشعر لا محالة بالاختلاف.