سؤال صادم في تونس من قتل الرئيس قايد السبسي: تحقيق جنائي يكشف التفاصيل

في ظل تعقد المشهد التونسي بصورة كبيرة، عاد ملف وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي إلى الواجهة مرة أخرى، بعد تحقيقيات فتحتها وزارة العدل التونسية نهاية العام 2021.
وتوفي الباجي قايد السبسي عن عمر ناهز 93 سنة، في 25 من يوليو / تموز 2019 في المستشفى العسكري بتونس العاصمة، بعد وصوله إليه قبل ساعات، وهو المستشفى نفسه الذي غادره في الأول من الشهر ذاته، بعد تلقيه العلاج اللازم، وتعافيه من وعكة صحية حادة.
وعقب الوفاة راجت معلومات حول فرضية تسمم الرئيس، وهو ما أشار إليه نجله حافظ السبسي، والعديد من السياسيين حينها.
فتحت تونس تحقيقات بشأن العديد من الملفات الحساسة خلال الفترة الأخيرة، منها قضية “الجهاز السري”، الذي طالب الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي قبل وفاته بالتحقيق فيها.
المحامية والحقوقية التونسية وفاء الشاذلي قالت، إن معلومات صادمة يتضمنها التقرير الطبي الذي تقوم عليه اللجنة المكلفة بالتحقيق في وفاة السبسي الذي تولى منصب رئيس البلاد من ديسمبر/ كانون الأول 2014 حتى تاريخ وفاته.

رغم إشارة الشاذلي إلى معلومات خطيرة، لم تعلن أي جهات رسمية في تونس عن أي جديد بشأن الملف الطبي لوفاة السبسي، وهو ما فسرته القانونية بأنه مرتبط بضرورة التكتم حتى اتخاذ كافة الإجراءات بشأن المتورطين في العملية.
وقالت الشاذلي في حديثها مع “سبوتنيك”، إن “ما توصلت به شخصيا بشأن الملف الطبي الخاص بوفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي صادم”.
وبشأن ما إن كان التقرير يتضمن معلومات واضحة حول ما جرى تداوله حيال شبهات جنائية حول وفاة الرئيس السابق، قالت الشاذلي:
“لا يمكنني التصريح أو الجزم بشيء محدد حتى الآن، لكن المعطيات المسربة صادمة للجميع وما استقيته يشير لمعلومات خطيرة”.
وتابعت: “من المرجح أن تكون هناك عملية تسمم، رغم عدم الجزم بذلك، لكن حسب ما عرفنا أن المعلومات صادمة، وهو ما يعني أن هناك جهات قد تكون تورطت في الأمر”.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، قال الحبيب الطرخاني، المتحدث باسم محكمة الاستئناف بالعاصمة التونسية، إن وزارة العدل تقدمت بطلب رسمي لفتح تحقيق قضائي وأمني، بشأن وفاة السبسي طبقا لأحكام الفصل 31 من القانون التونسي للإجراءات الجزائية، حسب “الشرق الأوسط”.
وفي اليوم التالي، فجر حافظ نجل الباجي قايد السبسي، مفاجأة عن وفاة الرئيس، قائلا “إن الوفاة مسترابة”. معتبرا أن “فتح التحقيق في ملابسات وفاة الراحل بعد أكثر من سنتين ونصف أمر إيجابي”.

وأضاف حافظ السبسي أن لديه شكوكا حول التوقيت وظروف الوفاة. لافتا إلى حق “الشعب التونسي وعائلته معرفة الحقيقة إن كانت وفاته طبيعية أم لا”.
وقال إنه من حق التونسيين وكذلك عائلته معرفة حقيقة ما إن كانت وفاة والده طبيعية من عدمه، في ظل الأحداث التي عاشتها البلاد في ذلك الوقت “من تجاذبات وصراعات على السلطة والمعاملة المهينة التي تعرضت لها شخصيا بعد وفاته”.
كان القيادي السابق بحركة النهضة، الشيخ محمد الهنتاتي، محور الجدل الذي أثير آنذاك حول وفاة الرئيس السابق، عندما حل ضيفا في أحد البرامج التلفزيونية وادعى أن السبسي “مات مقتولا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى