بغلاف تجاري.. علاقات الإمارات وتركيا نحو مزيد من الدفء
تسارعت وتيرة انتعاش العلاقات بين تركيا والإمارات، بقيادة أرقام التجارة الخارجية خلال العامين الماضيين، وتوقعات بمزيد من الدفء في العلاقات بعد اتفاقية كبيرة، تم الكشف عنها أمس الجمعة.
والجمعة، وقعت الإمارات العربية المتحدة وتركيا على اتفاق، قالت الدولة الخليجية إنه قد يزيد حجم التجارة الثنائية بأكثر من الضعف إلى 40 – 45 مليار دولار، في غضون السنوات الخمس المقبلة.
وأنهى البلدان التفاصيل الأخيرة لاتفاقية التجارة الشاملة التي تمنحهما علاقات تجارية، تحمل إعفاءات وتحفيزات ضريبية كبيرة، في تجارتهما البينية.
وتتضمن اتفاقية التجارة الشاملة، خفضا بنسبة 82% من الرسوم الجمركية بين البلدين، ما يجعل أنقرة مستفيدة بشكل جلي في الاتفاقية، بصفتها مصدرا رئيسيا للسلع إلى الإمارات.
والاتفاق التجاري الموقع، الجمعة، يركز على قطاعات تشمل التكنولوجيا الزراعية والطاقة النظيفة والخدمات اللوجستية والبناء، من بين أمور أخرى.
وتملك تركيا خبرة تمتد لعقود، في المجال الزراعي ودمج التكنولوجيا في تطوير القطاع الزراعي، وهو أحد القطاعات الرئيسية التي تركز عليها دولة الإمارات لتنويع اقتصاداتها.
بينما لدى الإمارات، شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، والعاملة في 5 قارات وأكثر من 30 بلداً، فيما تحولت تركيا إلى واحدة من أكثر دول مجموعة العشرين إنتاجا للطاقة الكهربائية النظيفة.
وبإمكان هذه التوليفة في قطاع الطاقة المتجددة بين البلدين، أن تفضي إلى إحداث ثورة جديدة في صناعة الطاقة المتجددة، بكلفة إنتاج منافسة للشركات العالمية وكفاءة أعلى.
وعلاوة على اتفاقية مقايضة عملات بقيمة 4.9 مليار دولار مع تركيا العام الماضي، تعهدت الإمارات العربية المتحدة باستثمارات بمليارات الدولارات في تركيا من خلال كيانات تابعة للحكومة.
ولدى كل من تركيا والإمارات نموذجان صاعدان في النهوض الاقتصادي، الآخذ بالتسارع منذ مطلع الألفية الحالية، بحسب ما تظهره بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي لكلا البلدين.
وحققت تركيا نسب نمو بمتوسط 5% خلال السنوات التي أعقبت مطلع الألفية الجديدة، ما يظهر حجم العمل الذي نقذته البلاد على صعيد تنمية القطاعات الصناعية والإنتاجية.
بينما الإمارات العربية المتحدة، تمكنت منذ مطلع الألفية في تنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط الخام، وتمكنت من إحداث طفرة في منطقة الشرق الأوسط بقطاعات الصناعة والسياحة والخدمات والإنشاءات.
والإمارات، دولة عضو في منظمة أوبك بمتوسط إنتاج نفط يومي يتجاوز 3.5 مليون برميل يوميا، في الظروف الطبيعية، وتأتي خامسا كأكثر دولة لديها احتياطات مؤكدة من الخام بأكثر من 108 مليارات برميل.
واليوم، تملك تركيا بنية تحتية متطورة في قطاع النقل، مع توفر أنظمة نقل متقدمة، براً وبحراً وجواً، في شبكة تمتد مع الشرق للغرب، إلى جانب موقعها الجغرافي الرابط بين 3 قارات (أفريقيا، آسيا، أوروبا).
بدورها، الإمارات التي تقع على أحد الخطوط الرئيسية لطريق الحرير، تملك أحد أكبر الموانئ حول العالم “ميناء جبل علي”، واثنتين من أهم شركات الطيران العالمية (طيران الإمارات، وطيران الاتحاد).
وحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية، اقتربت الصادرات السلعية نحو الإمارات، من مستوى 5.5 مليار دولار، وهو ذات المستوى المسجل للصادرات السلعية التركية في 2021.
بينما نمت الواردات التركية من السلع الإماراتية أو القادمة من الإمارات (غير النفطية)، إلى حاجز 4.5 مليار دولار، مقارنة مع 2.44 مليار دولار في 2021.
والجمعة، قال ثاني الزيادي، وزير الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات، إن التجارة الثنائية بين البلدين (صادرات، واردات، إعادة تصدير) بلغت قرابة 19 مليار دولار عام 2022.