فيديو لشاب داخل المقابر يجمع الكمأة يفجر غضبا بالكويت

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، بمقطع فيديو يوثق خلاله شاب قيامه بجمع الفقع (الكمأة) داخل مقبرة الصليبيخات بمنطقة الجهراء، ما تسبب في حالة من السخط في الأوساط الكويتية.

والكمأة أو الفقع (في دول الخليج العربي) هو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويستخدم كطعام.

وتنمو النبتة لذيذة المذاق على شكل درنة البطاطا ولا تحتاج إلى فلاح ماهر يرقب ظهورها ولا حتى يقوم بنثر بذورها تحت الأرض، إذ إنها تظهر من باطن الأرض بفضل الأمطار والرعود ومواسم الربيع مرة واحدة في العام.

وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 جرام، ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية.

وصَدمَ الفقع محبيه وعشاقه في دولة الكويت هذا الموسم بسبب أسعاره الخيالية وغير المعقولة إذ تراوحت أسعار الكيلو الواحد بين 20 و40 ديناراً (65 و131 دولاراً)، وهي أسعار أغلى من باقي دول الخليج العربية.

وقالت صحيفة “الأنباء” الكويتية، الإثنين الماضي، إن الفقع أو الكمأة تعتبر النبتة الأغلى في الكويت، والبعض يطلقون عليها لقب بنت البر، ويصفونه بغذاء ودواء.

وتداول نشطاء على نطاق واسع مقطع الفيديو المقتضب، ونشرته صحيفة “المجلس” الكويتية، وفي المقطع يقوم الشاب بجمع الفقع “الكماة” من بين القبور.

وأثار مقطع الفيديو جدلا واسعا بين فريق استنكر فعل الشبا انطلاقا من أن للقبور حرمتها، وسط مطالبات الجهات المختصة بتوقيف الشاب بعد انتهاكه حرمة المقابر.

في وقت شن ناشطون هجوما حادا على تجار الفقع، بسبب ارتفاع أسعاره.

بيد أن فريق آخر رأى أن القصة تم المبالغة فيها كثيرا، وأن الرجل لم ينبش القبور كما صور البعض.

كما أكد ناشطون رأيا فقهيا، أكد أن أكل الثمار النابتة في المقابر مثل مقطع الفقع المنشور لا بأس بها ما لم تُنتهك القبور، ولكن كره بعض أهل العلم أكلها خشية إختلاطها وتشرّبها بروائح منبعثة ونتن ونجاسة ودماء الموتى.

وبعد الضجة التي تسبب بها مقطع الفيديو، أكد مدير إدارة شؤون الجنائز في بلدية الكويت فيصل العوضي، أن ما فعله الشاب يعتبر “نبشا وانتهاكا لحرمة القبور، الذي نصت على حرمته المادة السادسة من لائحة تنظيم المقابر بالبلاد”، وفقا لما نشرته عدة صحف كويتية بينها “الراي”.

وأوضح أن تصوير القبور يعد مخالفة حيث تمنع الجهات المختصة، التصوير في المقابر باستخدام الكاميرات على اختلاف أنواعها تفاديا لـ”المساءلة القانونية”.

وطالب العوضي الجهات المختصة، باتخاذ الإجراءات القانونية في شأن المقطع المنتشر، وعدم التساهل في حرمة القبور.