الشعب والجيش في ملحمة العدوان على مصر.. بقلم: سعد ابراهيم رجب
في مدينة (سيفر) الفرنسية عند التحضير للعدوان الثلاثي على مصر طلب ممثل فرنسا وبريطانيا من الممثل الإسرائيلي، أن تقوم اسرائيل بالهجوم على سيناء والوصول إلي الضفة الشرقية للقناة، كي يكون تدخل انجلترا وفرنسا للهجوم علي مصر بسبب حماية الملاحة الدولية بقناة السويس، كون إن المجتمع الدولي لن يتقبل هجوم فرنسا بريطانيا علي دولة نامية مثل مصر.
فكانت المشاركة الاسرائيلية بمثابة تبرير للتدخل الفرنسي البريطاني، وعند عودة الوفد الاسرائيلي إلى تل أبيب نقلوا ذلك الحوار إلى (بن جوريون) فطلب منهم أن يرجعوا إلى الوفد البريطاني والفرنسي ليتم كتابة ذلك الاتفاق، كون إن الاتفاق شفهيا، وتعني حسب قول (بن جوريون) انهم يفعلون معنا مثل ما يفعله النبلاء بالخادمات بالمطبخ دون أن يصحبوهم لغرفة النوم.
وقد كان لـ (بن جوريون) ما طلب، وبدء العدوان الذي جعل الشعب مع الجيش في ملحمة واحدة ضد قوي العدوان في مشهد أذهل العدو قبل الأصدقاء.
وللحقيقة والانصاف فإن براعة وجسارة إلتصاق المقاومة الشعبية بالجيش قد ساعد علي تدخل امريكي بتوجيه انذار لقوي العدوان بالانسحاب الفوري، وذلك لحسابات خاصة بأمريكا، منها إن الدافع الوحيد للتدخل الأمريكي الذي سعوا اليه انه جاء الوقت لتنتهي الامبراطورية الفرنسية والإنجليزية لتتصدر أمريكا المشهد الدولي، وليس لسواد عيوننا نحن وكذلك الانذار الروسي الذي هدد بضرب ونسف تل أبيب نووية، وعلي ضوء هذه الإنذارات الأمريكية والروسية، انسحبت قوي العدوان دون تحقيق الهدف من عدوانهم، وبهذا انتصرت مصر سياسيا وهو التوصيف الحقيقي لما جري علي أرض الواقع.
تحية تقدير واعتزاز للمقاومة الشعبية التي أبهرت الأعداء قبل الأصدقاء.