إسبانيا تضع عينيها على الغاز القطري لتطليق الجزائر
كشفت صحيفة “الإندبندنتي elindependiente” الإسبانية، عن سعي السلطات الإسبانية للبحث عن مصادر بديلة للتزود بالغاز، الذي أصبح قضية حارقة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
صحيفة “الإندبندنتي elindependiente” أكدت عزم “مدريد” على إيجاد تحالفات جديدة من أجل تعويض الغاز الروسي، لا سيما وأن الجزائر قرّرت هي الأخرى إيقاف تشغيل أنبوب الغاز المار عبر المغرب، وتحدثت عن التوجه نحو قطر.
يقول التقرير إن إسبانيا في الوقت الحالي تسعى لإيجاد تحالفات غاز جديدة. خلال عام 2022 أُجبرت الدول الأوروبية على مراجعة علاقاتها مع روسيا والبحث عن مصادر جديدة على المدى الطويل للتزود بالغاز.
كانت روسيا والجزائر من البائعين الرئيسيين للمواد الخام، لكن الحرب والتغير في الموقف الإسباني تجاه الصحراء، دفع الجزائر إلى إيقاف تشغيل أنبوب الغاز المسال نحو إسبانيا مباشرة (ميد غاز)، على غرار إيقاف العمل بأنبوب الغاز الذي يمرّ عبر المغرب (المغرب العربي-إسبانيا)، والذي يسمح بدخول جزء كبير من الغاز الذي يذهب لاحقاً إلى أوروبا، حسب صحفية “الإندبندنتي elindependiente”.
لهذا السبب، أصبحت تحالفات الغاز في مدريد أكثر نشاطاً لضمان عدم توقف عمليات التزود. ففي العام الماضي، كانت الولايات المتحدة الحليف الأكبر لأوروبا عموماً، في واحدة من أكبر أزمات الطاقة في التاريخ بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
تنظر إسبانيا إلى قطر على أنها الحليف الرئيسي لتغذية الاحتياطيات الوطنية بالغاز الطبيعي
لكن إسبانيا على الجانب الآخر، تتخذ خطوة مغايرة وتنظر إلى قطر على أنها الحليف الرئيسي لتغذية الاحتياطيات الوطنية بالغاز الطبيعي.
وقال أرتورو جونزالو أيزبيري، الرئيس التنفيذي لشركة Enagás، خلال لقاء صحفي: “في السنوات المقبلة، سيكون للغاز القطري وزن أكبر بكثير في الواردات بسبب الاتفاقيات الموقّعة بين البلدين والمشاريع الجارية”.
في مايو 2022، زار أمير دولة قطر “تميم بن حمد آل ثاني” مدريد، والتقى برئيس الوزراء بيدرو سانشيز. اتفق الأخير وأمير قطر على زيادة مشتريات الغاز الطبيعي، بعد أن شكّلت واردات الغاز الطبيعي من الدولة الخليحية سابقاً 2.3٪ من الوزن الإجمالي، بحسب بيانات رسمية.
اليوم، تستورد إسبانيا من قطر، غازًا أقل بنسبة 50٪ تقريبًا عمّا كانت عليه قبل ثلاث سنوات، قبل أن يتسبب الوباء في تعطيل خريطة العرض والطلب العالمية بأكملها.
قطر، بعد الحرب في أوكرانيا، أظهرت إستعداداً لتعويض النقص في الطلب العالمي في الغاز أكثر من أي دولة أخرى، وهي مستعدة بالفعل للتحرك بأسطول يفوق 100 ناقلة غاز مُسال.
الولايات المتحدة في الصدارة
قبل أن تدخل قطر على خريطة الغاز الإسبانية، يجب أن تمرّ أولاً عبر الولايات المتحدة، التي زادت من حضورها في السوق منذ بداية الغزو وأبدت في مناسبات كثيرة عزمَها تعويض النقص في الإمدادات الأوروبية من الغاز.
وأصبحت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال لإسبانيا، بنسبة 29٪ من الإجمالي، تليها الجزائر (24٪) ونيجيريا (14٪). أكد لاردين أن الولايات المتحدة “ستكون المورد الأول للغاز في إسبانيا حتى تدخل البنى التحتية الجديدة في الخدمة”، بحسب أيزبيري.
وحتى ديسمبر الماضي، استوردت إسبانيا غازاً أكثر بنسبة 31٪ أكثر من نفس الفترة في العام الماضي. في المجموع، تمثل الولايات المتحدة ما يقرب من ثلث الواردات من الغاز نحو إسبانيا، تحديداً بنسبة 29٪ في نهاية عام 2022.