المذيعة المصرية الموهوبة التي قتلتها إسرائيل بصاروخ
في يوم 21 فبراير 1973 كانت الساعة الثانية وعشر دقائق ظهرا بتوقيت القاهرة، حين سقطت الطائرة الليبية “بوينغ 727” على رمال سيناء بصاروخ إسرائيلي قتل 110 ركاب.
وكان على متن هذه الطائرة عدد من الشخصيات الهامة والتي كان في مقدمتها صالح مسعود بويصير أول وزير خارجية ليبي في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي، والمذيعة المصرية الشهيرة سلوى حجازي.
وفي حديث لبرنامج “قصارى القول” الذي يقدمه الزميل سلام مسافر، تحدث أحد الناجين من الحادث المروع، عن تفاصيل الحادث وطريقة سقوط الطائرة، مؤكدا أن جميع الركاب عندما شاهدوا الطائرات الإسرائيلية من نافذة الطائرة شعروا بالرعب.
وأشار إلى أن مسعود بويصير توجه إلى طاقم الطائرة الفرنسي، وعاد ليبلغنا أن شيئا ما سيحدث، موضحا أن إسرائيل كانت تهدف لإنزال الطائرة لإنقاذ جاسوسة مصرية كانت على متنها قبل أن يتم تسليمها إلى السلطات المصرية برا.
الملف في الأمر، أن الناجي من الطائرة تحدث عن عدم تردد إسرائيل في إسقاط الطائرة بعد فشل محاولات إنزالها لإنقاذ الجاسوسة المصرية التي ظهرت قصتها في فيلم “الصعود إلى الهاوية”، والتي تم إعدامها بعد ذلك من قبل الرئيس المصري أنور السادات، وراح 110 ضحية مقابل هذه الجاسوسة من ضمنهم المذيعة الكبيرة سلوى حجازي.
ارتبطت هذه الجريمة الإسرائيلية البشعة بـ”سلوى حجازي” بوصفها المذيعة المشهورة بالتليفزيون المصرى، والشاعرة التي تكتب شعرا باللغة الفرنسية، وترجم بعضه ثلاثة من كبار الشعراء هم صالح جودت، وأحمد رامي، وكامل الشناوي.
ولدت سلوى حجازي في 1 يناير 1933 وخلال حياتها المهنية الحافلة قدمت عددا من البرامج التلفزيونية، ومثلت تلفزيون العرب في عدد من المؤتمرات الدولية.
أكد الناجي الوحيد من هذه الكارثة في تصريحات لبرنامج “قصارى القول” في معرض حديثه عن التعويضات التي قررت إسرائيل دفعها للضحايا، أنه التقى بأبناء سلوى حجازي عام 2018، مشيرا إلى أنهم أكدوا رفعهم قضية بخصوص التعويضات التي لم يحصلوا عليها من إسرائيل، ولكن المحكمة المصرية حكمت بعدم الاختصاص، مشيرا في الوقت ذاته أن ليبيا عوضت أبناء سلوى حجازي عام 1992 ولكن لا نعلم كم كان التعويض آنذاك.
وبعد وفاتها قرر الرئيس المصري أنور السادات منحها وسام العمل من الدرجة الثانية عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.