كيف سيؤثر امتلاك إيران لسوخوي 35 على توازن قوى الردع بالشرق الأوسط؟

 

اعتبر تحليل نشره موقع أوراسيا ريفيو أن امتلاك إيران للمقاتلة الروسية المتطورة سوخوي 35 سيؤدي إلى عواقب رئيسية على توازن القوى والردع في منطقة الشرق الأوسط والقوقاز على حد سواء.

واستشهد الموقع بالتقارير المتداولة وتصريحات مسؤولين في إيران أن بلادهم ستكون الوجهة الثانية للمقاتلة المتطورة سوخوي 35 بعد الصين.

ولم يتوقف الأمر على ذلك، بل أعلن قائد القوات الجوية الإيرانية، العميد حميد وحيدي، رسميًا في 4 سبتمبر/ أيلول 2022، أن شراء بلاده للمقاتلة الروسية الأكثر تطورا سوخوي 35 إس قيد المناقشة، بدلا من سوخوي 30.

وزعمت تقارير إخبارية أخرى أن تلقي إيران سوخوي 35 يأتي مقابل صادراتها من الطائرات المسيرة إلى روسيا، في حين لم تؤكد موسكو أو تنفي أية معلومات عن شراء طهران لمقاتلات سوخوي.

ويعتقد حميد رضا عزيزي، الخبير الإيراني في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، أن “روسيا ستسلم 24 طائرة من طراز سوخوي 35 إلى إيران ولكن على الأرجح لن يكون هناك أكثر من ذلك.

وعقب أن العقوبات المفروضة على روسيا تعني أنها لا تستطيع إنتاج “سوخوي 35 إس” التي تتطلب بعض أجزائها تقنية خاصة لا يمكن العثور عليها في روسيا.

تحديث سلاح الجو

ووفق التحليل فإنه ربما يكون السبب الأكثر إلحاحا لشراء إيران لمقاتلات سوخوى 35 هو حاجتها الملحة لتحديث مقاتلات سلاحها الجوي القديمة

وأفادت تقارير إعلامية حديثة، أن القوات الجوية الإيرانية تعتمد بشكل كبير على مقاتلات أمريكية يعود تاريخها للسبعينات، يتم تعديلها وإصلاحها محليا في إيران، بما في ذلك مقاتلات إف-5 وإف 14 التي اشترتها طهران قبل الثورة الإسلامية عام 1979″.

علاوة على ذلك، وبسبب العلاقات العدائية بين إيران والولايات المتحدة، فإن طهران لم تحصل على أي طائرة مقاتلة جديدة في السنوات الأخيرة، باستثناء عدد قليل من مقاتلات ميج 29 فولكرم الروسية.

على هذا النحو، فإن شراء طهران لسوخوى 35 سيسهل تجديد جانب من قدرات سلاح الجو الإيراني وربما يضع الأساس لمزيد من التعاون في الإنتاج الدفاعي بين موسكو وطهران.

توازن قوى الردع

وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية يمكنها تخفيض تكاليف صيانة وتشغيل سوخوي 35 إذا كانت هناك اتفاقيات بشأن الإنتاج المشترك لمحرك المقاتلة في الجمهورية الإسلامية.

ومع انهيار خطة العملة الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، انتهت جميع القيود المفروضة على إمدادات الأسلحة الرئيسة من إيران وكافة الأسلحة إلى إيران في أكتوبر/ تشرين أول 2020

ويعني ذلك أن إيران ستكون قادرة قانونيًا على شراء وبيع الأسلحة التقليدية، بما في ذلك الأسلحة الصغيرة والصواريخ والمروحيات والدبابات.

بالإضافة إلى ذلك، من المقرر رفع الحظر المفروض على تصدير الصواريخ الباليستية الإيرانية في أكتوبر/ تشرين أول 2023.

وفي مقابلة سابقة، قال الخبير العسكري الإيراني محمد حسن سنغتراش على أن “المقاتلة الروسية سوخوي 35 ستكون فعالة على نحو خاص إذا تمكنت إيران من تثبيت أسلحة أصلية على متنها.

ويمكن للمقاتلة الروسية المتطورة أن تقوم بنفس دور نظام أواكس وهو نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا، إذا تم توصيلها بشبكة الرادار الإيرانية، حيث ستكتسب وفقا لذلك قدرات دفاعية فريدة من نوعها.

وبحسب التحليل فإذا اشترت إيران التقنيات الروسية وبدأت الإنتاج المشترك للمقاتلة سوخوي 35 فيمكنها الحصول على ميزة نوعية على المقاتلات والسفن الحربية “من جيرانها، بما في ذلك أذربيجان.

علاوة على ذلك، فإن امتلاك إيران لسوخوي 35 سيؤثر على التوازن في القوة الجوية الإقليمية مقابل الدول العربية في منطقة الخليج العربي، وخاصة الإمارات والبحرين والسعودية، وجميعها لديها علاقات هشة مع إيران.

نتيجة لذلك، قد تلجأ هذه الدول، ودول أخرى محتملة، إلى المزيد من الأسلحة من الغرب، وخاصة الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز إف 35

وبالمثل، فإن التوترات المتزايدة مع تل أبيب – بما في ذلك هجوم الطائرات بدون طيار الإسرائيلية المزعوم على الأراضي الإيرانية في يناير 2023 – قد تؤثر أيضًا على هذه الصفقة، حيث ستعمل المقاتلات المتقدمة على تحسين الدفاع الدفاعي والوقائي لإيران ضد الهجمات الإسرائيلية المحتملة.

ووفق التحليل فإن يبدو أن حصول إيران على سوخوي 35 سيكون أحد أهم عمليات شراء الأسلحة لإيران منذ 1979.

وخلص التحليل إلى أن تحديث وزيادة قدرات القوات الجوية الإيرانية، سيؤدي أيضًا إلى نقل العلاقات العسكرية والدفاعية الناشئة بين طهران وموسكو إلى مرحلة جديدة، والتي سيكون لها عواقب رئيسية على توازن القوى والردع في جميع أنحاء جنوب القوقاز والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى