بايدن في كييف.. هل يلتقط الرئيس صور دعايته لانتخابات الرئاسة 2024؟

بايدن وزيلينسكي في كييف
بايدن وزيلينسكي في كييف
في زيارة غير معلن عنها مسبقا فاجأ الرئيس الأمريكي جو بايدن العالم بجولة في شوارع العاصمة الأوكرانية كييف.

الزيارة التي تأتي قبل 4 أيام من مرور عام على العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا في أوكرانيا، نثير أسئلة بشأن مغزى التوقيت.

وربما تحمل الزيارة رسائل في أكثر من اتجاه، وقد التقط الرئيس الأوكراني فولوديمير زلينيسكي أحد هذه المعاني قائلا إنها “علامة مهمة للغاية على دعمه لشعبنا”.

وربما يقرأ الكرملين أيضا زيارة بايدن باعتبارها دليلاً على أن واشنطن مستعدة للمضي قدما في دعمها كييف لضمان خسارة روسيا الحرب، أو على الأقل تفادي تحقيق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كامل خطته بالنسبة لأكرانيا تعقد مغامرته.

لكن رسائل الزيارة المفاجئة لا بد أن تكون إحداها موجهة للناخب الأمريكي الذي يستعد للذهاب إلى الانتخابات العام المقبل.

 

ويرى مراقبون أن صورة عناق زلينيسكي في كييف تحمل ثقلا يصعب تفويته في سباق لن يكون سهلا على مرشح تجاوز الثمانين من العمر.

بالإضافة إلى أهمية وقوف بايدن في ميدان المعركة على الصعيد السياسي، تبدو الزيارة دليلاً آخر على أن عمر الرئيس لا يمثل مشكلة.

بايدن على خطى زوجته

وكانت السيدة الأمريكية الأولى جيل بايدن قد قامت بزيارة لم يعلن عنها مسبقا إلى أوكرانيا، قرب منتصف العام الماضي، بعد نحو 3 شهور من بدء المعارك، في خطوة وصفتها صحف أمريكية حينها بأنها “عالية المخاطر” وغير مسبوقة من قبل زوجات الرؤساء اللاتي اعتدن دوما الظهور في الاحتفالات وليس على جبهات الحروب.

وكشف تقرير لـ”نيويورك تايمز” أن زيارة جيل بايدن إلى أوكرانيا جاءت بطلب من فريق نظيرتها الأوكرانية، وذلك لإظهار أقصى درجات الدعم السياسي الأمريكي إلى كييف.

والتقت جيل حينها بسيدة أوكرانيا الأولى، أولينا زيلينسكا، في مدرسة تم تحويلها لمساعدة اللاجئين، الذين قدموا من أنحاء أخرى من البلاد إلى “أوزهورود”، البلدة البالغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة على بعد أميال قليلة من الحدود مع سلوفاكيا.

ورغم بعدها عن ساحات المعارك لم يتجاسر بايدن حينها على اللاحق بزوجته، رغم أن مسؤولين غربيين كثر وأبرزهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون تدفقوا على كييف.

وربما لم تنقذ زيارة جونسون إلى كييف مستقبله السياسي لكنها لا تزال تضعه ضمن قائمة المرشحين المحتملين، وقد اعتبرت زيارة حديثة له إلى أوكرانيا بمثابة مشاغبة لرئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك.

 

سباق محموم بلا خط انطلاق

ولم يعلن بايدن صراحة عزمه على الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الأمريكية المقبلة، لكن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي قال إن يعتقد أن بإمكانه هزيمة منافسه في الانتخابات السابقة دونالد ترامب مجددا.

ولم يعلن ترامب بدوره ترشحه لكنه ألمح غير مرة إلى هذه الإمكانية.

وعلى الأرجح ستدفع نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي العام الماضي آمال بايدن لتحقيق نصر جديد على ترامب.

وكانت التقديرات تشير لهزيمة ساحقة للديمقراطيين بقيادة بايدن لانتخابات التجديد النصفي، لكن المحافظين فشلوا في اكتساح مجلس النواب، وحافظ الديمقراطيون على مجلس الشيوخ في نتيجة اعتبرت بمثابة هزيمة ساحقة لمرشحي ترامب.

من كييف

وفي كييف حيث حرص بادين على ما يبدو لالتقاط صورة مع زلينيسكي في شوارع كييف، أكد الرئيس الأمريكي على الدعم الكامل لأوكرانيا.

وفي سلسلة تغريدات نشرها على حسابه الرسمي على تويتر كتب بايدن بالتزامن مع الإعلان عن الزيارة: “على مدار العام الماضي أنشأت الولايات المتحدة تحالفًا من الدول من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ للمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا”.

 

وأضاف: “عندما شن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين غزوه منذ ما يقرب من عام، كان يعتقد أن أوكرانيا ضعيفة وأن الغرب منقسم. كان يعتقد أنه يمكن أن يصمد أمامنا. لكنه كان مخطئا”.

وتابع: “مع اقترابنا من الذكرى السنوية للغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا، أنا في كييف اليوم للقاء الرئيس زيلينسكي وإعادة تأكيد التزامنا الراسخ بديمقراطية أوكرانيا وسيادتها وسلامة أراضيها”.

ويبدو بايدن خلال تلك الزيارة في صورة الرجل القوي الذي يستطيع أن يوجه رسائله ليس من خلف منصة في البيت الأبيض ولكن على بعد آلاف الأميال من واشنطن في ساحة حرب قرب حدود خصمه الأبرز بوتين، ولا بد أنها صورة ترضي مزاج الناخبين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى