ضيافة في قصر محمد على توفيق.. بقلم: عادل سيف
عندما تجلسوا على “قهوة ريش” او في الممر المجاور لها حيث “قهوة زهرة البستان” عليكم ان تتذكروا أنكم ضيوف على الامير محمد على توفيق ابن الخدوي توفيق وحفيد الخديوي اسماعيل والذي قضى طول عمره على بعد خطوة واحيانا نص خطوة من الجلوس على عرش مصر.
جلستكم في هذه الاماكن تحديدا تقع في حديقة القصر الي كان اغلبه يقع مكان العمارة (الجاري ترميمها الان) وبها “قهوة ريش”، لذا كان من هذه الجلسة يمكنكم الاستمتاع بمنظر الحديقة الممتدة لتطل على ميدان سليمان باشا وترون التمثال يتوسط الميدان، وتحتل مكانها الان العمارتان المطلتان على الميدان، بالاضافة إلى أن احدهما تطل على شارع طلعت حرب والاخرى تطل على شارع صبري ابو علم.
على ما يبدو ان القصر كان يستأجره الامير ولم يكن مملوكا له، فالارض والقصر منذ بداية تقسيم حي الاسماعيلية تعتبر ملكا لإلهامي باشا وغير معروف عنه اكثر من هذا الاسم، وهو غير ابراهيم الهامي باشا ابن عباس حلمي الاول الذي توفي قبل تقسيم الحي.
وطوال فترة سكن الامير محمد على توفيق القصر لم يشهد المبنى او حديقته اي تغيير عما كان عليه قبل سكنه فيه، وأول تغير في المكان بدأ بعدما انتقل الامير بعدما شرع في بناء قصره المعروف في المنيل وتحديدا عندما بنى في البداية “سراي الإقامة” هناك حوالي عام 1901، وانتقل فيه حتى يستكمل بناء قصره.
فور انتقال الامير تم هدم مبنى القصر وتم بناء العمارة التي بها مقهى ريش وتحتل مساحة اكبر من القصر وتطل من جهة الشرق على شارع البستان السعيدي ومن الجنوب شارع هدى شعراوي ومن الغرب شارع طلعت حرب ومن الشمال الممر الذي تستغله “قهوة زهرة البستان” وعلى ناصيته “مقهى ريش” وظل موقع الحديقة المطل على الميدان ارض فضاء حتى ببنيت العمارة المطل جانبها على شارع صبري ابو علم حوالي عام 1928 تلتها في البناء العمرة المطل جابنها على شارع طلعت حرب حوالي عام 1930.