مواقف “تاريخية” لمحمد بن زايد.. قادة العالم يفتحون قلوبهم بقمة الحكومات

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات
مواقف قيادية خالدة تعزز قيما رائدة ومبادئ ملهمة ورسائل إنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.

تلك المواقف الرائدة كشف كواليسها وأسرارها العديد من قادة دول العالم خلال مشاركتهم في القمة العالمية للحكومات التي تتواصل اليوم الثلاثاء فعاليات يومها الثاني في دبي بمشاركة بارزة من قادة ومسؤولي دول العالم.

وتجمع القمة العالمية للحكومات، على منصتها هذا العام 20 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 250 وزيراً و10 آلاف من رجال الأعمال والمسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء الأبرز في العالم، وأكثر من 80 منظمة عالمية، وتتضمن القمة أكثر من 220 جلسة، يتحدث فيها 300 شخصية عالمية من الرؤساء والوزراء والخبراء والمفكرين وصنّاع المستقبل.

وفيما كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن إحدى تلك المواقف خلال فعاليات اليوم الأول للقمة، كشف رئيس الحكومة اليمنية، الدكتور معين عبدالملك عن موقف آخر خلال فعاليات اليوم الثاني للقمة.

وبالتزامن مع الكشف عن الموقفين كان الواقع شاهدا على موقف تاريخي رائد للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ودولة الإمارات، خلال الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا 6 فبراير/شباط الجاري، حيث كان أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن بعد وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسبب نفسه.

كما أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في البلدين، كأضخم مبلغ يتم رصده حتى الآن من دولة واحدة لدعم جهود الإغاثة في تركيا وسوريا.

دعم مصر.. نقطة مضيئة

وقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في القمة العالمية للحكومات، الإثنين، شهادة للتاريخ تكشف دور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في دعم مصر عقب ثورة يونيو/حزيران 2013، ومساعدتها لتجاوز الأوضاع الحرجة التي كانت تمر بها آنذاك.

وقال الرئيس المصري، إن الدعم الذي قدمته دولة الإمارات ممثلة في الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، شكّل نقطة مضيئة لبلاده في السنوات الأخيرة، وساعدها في تجاوز الأوقات الصعبة.

وكشف عن أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جاء في زيارة لمصر بعد إلقائه خطاب 3 يوليو/تموز 2013.

وتابع: “كانت الناس وقتها تقف طوابير على محطات الوقود، لا يوجد غاز، أو سولار، أو بنزين.. جاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، ومعه وفد إماراتي ويعرف ما المطلوب، لم أبلغه باحتياجات مصر، هو كان يعرف، وبعدها بدأت السفن تتحول من البحر المتوسط والبحر الأحمر فيها بوتاجاز وغاز وسولار وبنزين”.

وأردف الرئيس المصري “لأكون منصفاً وأميناً الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في هذا الوقت نظم دعم الأشقاء الذي كان يقدم لمصر، ولولاه (…).. لولا وقوف الأشقاء في دولة الإمارات والسعودية والكويت، لم تكن لمصر أن تقف مرة ثانية”.

موقف إماراتي تاريخي يأتي من بين مواقف إماراتية عديدة مساندة لمصر وشعبها على مدار السنين يسجلها تاريخ العلاقات الأخوية بين البلدين بحروف من نور.

وقد أظهرت الحروب والثورات التي شهدتها مصر على مدار تاريخها، المعدن الأصيل لدولة الإمارات وقادتها منذ المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مرورا بالشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الراحل، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات عبر مواقف عديدة.

ولا ينسى المصريون الكلمة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الرئيس السيسي عقب توليه رئاسة مصر في يونيو /حزيران 2014، بأن “الإمارات ستظل على عهدها وفية لمصر وسندا قويا لها”.

وفي 13 مارس/ آذار 2015، أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال مشاركته في مؤتمر القمة الاقتصادية بشرم الشيخ، أن المساعدات الإماراتية لمصر بلغت خلال العامين الماضيين على هذا اللقاء بعد 30 يونيو 2013، أكثر من 51 مليار درهم وشملت مجالات حيوية كالتعليم والتدريب والإسكان والنقل والمواصلات والرعاية الصحية والأمن الغذائي والطاقة وذلك وفق نموذج من الشفافية والتعاون الفريد والعمل يدا بيد بين مصر ودولة الإمارات.

وتنوع الدعم من بين منح وقروض واستثمارات في مشروعات تنموية بل وتنظيم إدارة دعم دول شقيقة وصديقة لمصر.

وتشهد العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات ومصر حاليا تطوراً مستمراً مع ارتفاع واضح لوتيرة التعاون الاقتصادي خلال الأعوام الماضية، والتي بلغ فيها حجم التبادل التجاري 22 مليار دولار، في حين بلغ حجم الاستثمارات المشتركة 300 مليار دولار، بينما وصل حجم الاستثمارات الإماراتية داخل مصر 28 مليار دولار، وهو ما يعكس آفاق نمو التعاون والشراكة الاقتصادية بين البلدين.

ولا يكاد الرئيس السيسي يفوت مناسبة منذ ثورة يونيو/ حزيران 2013 وحتى اليوم، إلا ويشيد فيها بالدعم الخليجي عموما والإماراتي بشكل خاص لاقتصاد بلاده.

دعم اليمن.. نصيحة ثمينة

بدوره، كشف رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبدالملك، عن نصيحة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أوقفت نزيف الدعم ببلاده وغيرت من فكر الحكومة.

وأضاف عبد الملك، في كلمته بقمة الحكومات، أن العالم مر بأزمات صعبة بدءا من جائحة كورونا ثم الحرب الروسية الأوكرانية أثرت بشكل كبير على البلاد.

وأشار إلى أن اليمن سقط عدة مرات ولولا سلة الأشقاء كان الوضع انتهى، مؤكدا أن الأشقاء يدعمون دائما في السراء والضراء.

وتابع: “التقيت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسألني عدة أسئلة وساعدني في كثير من الأمور، قلت له نحن ننزف، نصرف 600 مليون دولار على محطات قديمة، لا توجد رؤوس أموال تدخل في دعم قطاع الكهرباء، لازم يكون هناك كهرباء للمستشفيات، قال لي: لا تعودوا للوراء، فكروا بطريقة مختلفة، خلال أيام كان هناك فريق يعمل على محطة 120 ميغاواط كأكبر محطة طاقة شمسية في اليمن، استطعنا آنذاك أن نفكر بشكل متغير”.

وأوضح أن “إنقاذ اليمن باستمرار الدعم ودعم المؤسسات الوطنية هو الأساس، ونعمل على الخروج من مرحلة الهشاشة إلى مرحلة الاستقرار”.

وأشار إلى أن كثيرا من مؤسسات دولتنا تعمل بفاعلية في ظل الظروف الصعبة التي نواجهها “استطعنا توحيد الحكومة وإبعادها عن أي صراعات داخلية”.

وتابع: “لدينا خطة إنفاق عاجلة تسعى للإصلاح، والإمارات والسعودية قدما العون لنا في العديد من الأوضاع الصعبة”.

وأكد أن “إنقاذ اليمن يتوقف على دعمه وليس فقط مجرد تحقيق السلام”

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقعت حكومتا الإمارات واليمن، اتفاقية استراتيجية لتشيد أكبر مشروع لتوليد الكهرباء “النظيفة” في البلد الغارق في حرب الحوثي منذ 8 أعوام.

وتنص الاتفاقية على تشيد محطة طاقة شمسية بقدرة 120 ميغاواط في الساعة، كما تشمل الاتفاقية إنشاء خطوط النقل ومحطات تحويلية لنقل وتوزيع الطاقة التي ستولدها المحطة، بالإضافة إلى عدد من البنود الخاصة بالشروط والالتزامات بين الطرفين.

ويعد المشروع هو أول وأكبر مشروع استراتيجي لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النظيفة والمتجددة في اليمن، إذ سيعمل على تقليل كُلفة توليد الكهرباء في ساعات النهار، وكذا الاحتياج للوقود الخاص بمحطات التوليد، كما سيسهم في الحفاظ على البيئة عبر التقليل من الانبعاثات الكربونية.

ومرارا، أكدت الإمارات دعمها ومساندتها لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني ويساهم في استقراره وأمنه، مجددة التزامها بالوقوف إلى جانبه ودعم طموحاته المشروعة بالتنمية والأمن والسلام، في إطار سياستها الداعمة لكل ما يحقق مصلحة شعوب المنطقة.

التزام عبر عنه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بقوله في تصريح سابق إن “دولة الإمارات ستظل تزرع الخير وتفتح أبواب الأمل وتقدم العون والمساعدات الإنسانية والتنموية في كل أنحاء اليمن”.

وجنبا إلى جنب مع جهودها الدبلوماسية لدعم اليمن، تواصل الإمارات دعم اليمن إنسانيا، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها لليمن نحو 22.97 مليار درهم خلال الفترة من عام 2015 وحتى عام 2021.

ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية العام 2021 وحتى منتصف أغسطس الجاري نحو 13 مليار درهم.

واستحوذت اليمن على النصيب الأوفر من المساعدات الخارجية لدولة الإمارات بمبلغ إجمالي تجاوز المليار و160 مليون درهم، فيما ضمت القائمة عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية ، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.

دعم تركيا وسوريا.. ملحمة إنسانية

يتم ترجمة تلك الدبلوماسية الإنسانية، بشكل واضح حاليا ، لدعم ومساعدة تركيا وسوريا للتخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب البلدين، قبل 8 أيام.

جهود رسمت عبرها الإمارات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت الإمارات في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 100 مليون دولار، وجسر إنساني هو الأكبر أيضا حتى الآن تم تسيير 55 طائرة منه حتى الآن ، حملت 1193 طنا مساعدات إغاثية وما زال الدعم متواصلا.

ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن فور وقوع الزلزال، كما كان في طليعة قادة الدول الذين أجروا اتصالاً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسبب نفسه.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تضامن دولة الإمارات الكامل مع سوريا وتركيا، ووقوفها إلى جانب البلدين في هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، واستعدادها لتقديم كل دعم ممكن للمساعدة في مواجهة آثار هذا الزلزال.

وعقب الاتصال، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاق عملية “الفارس الشهم 2″ الإغاثية الشاملة، والتي تضم تحالفا واسعا من المؤسسات العسكرية والأمنية والدبلوماسية والإنسانية والخيرية لتنسيق جهود الإغاثة بشكل فعال.

ويشارك بها القوات المسلحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية والتعاون الدولي و”مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية” و”مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية” والهلال الأحمر الإماراتي.

وفي كلمته المسجلة التي أرسلها إلى القمة العالمية للحكومات، وجه أردوغان الشكر لدولة الإمارات على الدعم والمساندة التي قدمتها عقب فاجعة الزلزال المدمر.

وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة لليوم التاسع على التوالي إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا وذلك في إطار عملية الفارس الشهم 2 ” عبر تسيير 55 طائرة شحن تحمل على متنها مواد غذائية وطبية وخيم إيواء للمتضررين.

وعلى صعيد متصل، تواصل فرق البحث والإنقاذ الإماراتية جهودها لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض من خلال الأجهزة والمعدات النوعية والمتخصصة في هذا المجال.

وهز زلزال بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، تركيا وسوريا في ساعة مبكرة من صباح الإثنين 6 فبراير / شباط الجاري، فأسقط آلاف المباني بما في ذلك العديد من المجمعات السكنية ودمر مستشفيات وجعل عشرات الآلاف بين مشرد ومصاب، وأسفر في حصيلة غير نهائية عن مقتل أكثر من 37 ألف شخص في البلدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى