تقرير: قاعدة روسيا بالسودان تمنحها الهيمنة على البحر الأحمر
أثار توسع روسيا المرتقب في البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم، عبر قاعدة بحرية بالسودان قلق السلطات الغربية من إمكانية استخدام إطلاقها من أفريقيا للمحيط الهندي.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية، فقد وافقت الحكومة السودانية على خطط روسيا لإنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر، ما يثير المخاوف بشأن حرب باردة جديدة في أفريقيا.
بدأت المناقشات حول القاعدة خلال حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، لكنها توقفت عندما أطيح به من السلطة عام 2019.
ومؤخرا تمكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارة إلى السودان ولقائه نظيره في الخرطوم علي الصادق، من التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن القاعدة.
وصرح مسؤول عسكري سوداني، قائلا: “إنهم (الروس) أزالوا كل مخاوفنا.. وبات الاتفاق مقبولاً من الجانب العسكري”.
لكن لافروف ذكر أن الاتفاقية لا تزال تتطلب موافقة الهيئة التشريعية المقبلة في السودان، التي لم تتشكل بعد.
ويمنح الاتفاق روسيا تصريحا لإنشاء قاعدة بحرية بقوة 300 جندي، وكذلك الإذن بالاحتفاظ بأربع سفن بحرية، قد تشمل بعض السفن التي تعمل بالطاقة النووية، في ميناء بورتسودان الاستراتيجي على البحر الأحمر.
وستضمن القاعدة وجودا دائما للبحرية الروسية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، وتجنيب سفنها الحاجة إلى القيام برحلات طويلة للوصول إلى المنطقة، وفقا لتصريحات فيكتور بونداريف قائد القوات الجوية الروسية السابق.
في المقابل، ستقوم روسيا بتزويد السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية، ومن المقرر أن يستمر الاتفاق لمدة 25 عاما، مع إمكانية التمديد التلقائي لـ10 سنوات إذا لم يعترض أي من الجانبين.
في يونيو/حزيران 2021 قال رئيس الأركان العامة السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين، لمحطة تلفزيونية محلية، إن الخرطوم ستراجع الاتفاق.
لكن في فبراير/شباط من العام الماضي، أجرى الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان، محادثات مع كبار المسؤولين الروس في موسكو.
ولدى عودته من الزيارة، التي استغرقت أسبوعا، قال دقلو إن بلاده ليس لديها اعتراضات على قيام روسيا أو أي دولة أخرى بإنشاء قاعدة على أراضيها، لأنها لا تشكل أي تهديد للأمن القومي السوداني.
وأضاف: “إذا أرادت أي دولة إنشاء قاعدة وكان ذلك في مصلحتنا ولا يهدد أمننا القومي فليس لدينا مشكلة في التعامل مع أي شخص، روسي أو غير ذلك”