زلازل تركيا وسوريا.. 8 آلاف قتيل وجهود الإنقاذ مستمرة

أدت الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا إلى مقتل كثر 8300 شخص بينهم 2400 على الجانب السوري، كما ورد في الأرقام الرسمية الأخيرة التي نشرت الأربعاء.

وتحدثت السلطات في البلدين عن مصرع 5894 شخصًا في تركيا و 2470 في سوريا، ليرتفع إجمالي عدد القتلى بذلك إلى 8364 شخصا، وفقا لوكالة فرانس برس.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويترز عن منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) التي تعمل في المناطق لا يسيطر عليها نظام بشار الاسد أن عدد الضحايا ارتفع لأكثر من 1280 قتيلا و2600 مصاب.
وأوضحت المنظمة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر أنه من المتوقع أن يرتفع العدد كثيرا بسبب وجود مئات الأسر أسفل الحطام، بعد مرور أكثر من 50 ساعة على وقوع الزلزال.

ظروف إنقاذ صعبة
وفي أجواء البرد القارص، يواصل رجال الإغاثة سباقهم مع الزمن لمحاولة إنقاذ الناجين من الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب فجر الاثنين جنوب شرق تركيا وسوريا المجاورة.

ويؤدي سوء الأحوال الجوية إلى تعقيد عمليات الإنقاذ. وحذر وزير الداخلية التركي الثلاثاء من أن الساعات الـ48 المقبلة ستكون “حاسمة” للعثور على ناجين.

وفي غازي عنتاب البلدة القريبة جدا من مركز الزلزال، قالت سيدة من السكان إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض، على قيد الحياة.

وأضافت: “فات الأوان. الآن نحن ننتظر موتانا”.

وعلى جانبي الحدود التركية السورية، يجري العمل على محاولة إنقاذ الأرواح، ففي جنديرس على الجانب السوري، انتشلت رضيعة حديث الولادة من تحت الأنقاض. وكانت هذه الفتاة الصغيرة لا تزال متصلة بالحبل السري بوالدتها التي لقيت مصرعها مثل جميع أفراد الأسرة الآخرين.

وقال خليل سوادي احد افراد الاسرة لوكالة فرانس برس الثلاثاء “سمعنا صوتا بينما كنا نحفر (…) نظفنا ووجدنا هذه الطفلة الصغيرة” التي نقلت إلى المستشفى وحالتها مستقرة، بحسبما صرح طبيب لوكالة فرانس برس.

لكن بالنسبة لإيرماك (15 عاما) فات الأوان، فقد كان والده ،مسعود هانجر، يضم بصمت ابنته الميتة التي انتشلت من تحت أنقاض مبنى في كهرمان مرعش. ولم تصل أي مساعدة الثلاثاء إلى هذه المدينة المدمرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وتغطيها الثلوج.

وتساءل علي “أين الدولة؟ أين هي؟ (…) مر يومان ولم نر أحدًا. (…) تجمد الأطفال حتى الموت”، مؤكدا أنه هو أيضا ينتظر تعزيزات وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه مالعالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمون فيه.

وفي مدينة صوران بشمال سوريا سقط محمود بريمو على ركبتيه أمام أنقاض منزله. وعلى مسافة غير بعيدة، تشهد القبة الرمادية على وجود مسجد هناك. وقال: “سنوات من الحرب لم تدمرنا بهذه الطريقة”.

وأضاف “خسرنا كل شيء في لحظة. دمرنا بالكامل”.

خوفا من العودة إلى ديارهم لجأ ناجون إلى مطار غازي عنتاب التركي.

وقال زاهد سوتكو الذي فر من شقته مع طفليه الصغيرين متسائلا إن “حياتنا الآن تتسم بعدم اليقين. كيف سأعتني بهؤلاء الأطفال؟”.
من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 23 مليون شخص “قد يكونوا تضرروا بالزلزال بما في ذلك حوالى خمسة ملايين شخص في وضع هش”.

مساعدات دولية
وكانت الفرق الأجنبية الأولى من عمال الإنقاذ قد وصلت الثلاثاء.

وقال الرئيس التركي الذي أعلن حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في المحافظات العشر المتضررة من الزلزال، إن 45 دولة عرضت مساعدتها.

وأعلن الاتحاد الأوروبي تعبئة 1185 من رجال الإنقاذ و79 من كلاب البحث لتركيا من 19 من دوله الأعضاء بينها فرنسا وألمانيا واليونان.

وبالنسبة لسوريا، فإن الاتحاد الأوروبي على اتصال بشركائه في المجال الإنساني على الأرض ويمول عمليات الإغاثة.

ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي بتقديم “كل المساعدة الضرورية أيا تكن”، حيث سيصل اثنان من فرق الإنقاذ إلى تركيا صباح الأربعاء.

وأعلنت الصين، الثلاثاء، عن ارسال مساعدات بقيمة 5,9 ملايين دولار وعمال إنقاذ متخصصين فى المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ.

وحتى أوكرانيا أعلنت على الرغم من الغزو الروسي إرسال 87 عامل إنقاذ إلى تركيا.

وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات بقيمة مئة مليون دولار بينما أعلنت السعودية التي لا تربطها أي علاقات بنظام دمشق منذ 2012 عن جسر جوي لمساعدة السكان المتضررين في كلا البلدين.

لكن في سوريا، استجابت روسيا لنداء أطلقته السلطات في دمشق.

وقال الجيش إن أكثر من 300 جندي روسي موجودون بالفعل في الموقع للمساعدة في الإغاثة.

وأكدت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها تعمل مع منظمات غير حكومية محلية في سوريا لمساعدة ضحايا الزلزال. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين للصحافيين “في سوريا نفسها لدينا شركاء إنسانيون تمولهم الولايات المتحدة ويقدمون مساعدات لإنقاذ حياة” المتضررين.

وأضاف “نحن مصممون على تقديم هذه المساعدة من أجل مساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه المحنة”، مشددا على أن “هذه الأموال ستذهب بالطبع إلى الشعب السوري وليس إلى النظام” في دمشق. وضرب الزلزال باب الهوى المعبر شبه الوحيد لجميع المساعدات الإنسانية إلى مناطق المعارضة في سوريا المرسلة من تركيا، حسب الأمم المتحدة.

ودعا الهلال الأحمر السوري الذي يعمل في المناطق الحكومية، الاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات المفروضة على نظام دمشق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى