عزت الفخراني يكتب: كرة القدم وظاهرة التحفيل
عشت في أفريقيا سنوات عديدة وكانت أجمل سنوات العمر وخصوصاً بدولة الكاميرون بما لها من معزة خاصة في نفسي و ذكريات عملي هناك لمدة إمتدت خمس سنوات وأكثر مع زملاء وقيادات غاية في الرقي والإحترام أضافت لتاريخ مصر بالقارة السمراء سطور من دهب تمثلت في مشروعات عملاقة شهد بها الجميع
ولمسنا جميعا روح المحبة والإخلاص والنقاء في التعامل مع شعوب أفريقيا وحبهم الكبير للشعب المصري.
دولة الكاميرون لها تاريخ مشرف وكبير في كرة القدم أفريقياً وعالمياً ونجومها سطور تاريخ بكرة القدم على كل المستويات
حضرت أثناء فترة عملي هناك بطولات أمم أفريقيا لكرة القدم 2008 و 2010 وبعض بطولات مجمعة لكرة اليد ورغم كعبنا العالي على الكاميرون وقتها بكرة القدم لم نلمس منهم حالة إحتقان أو تجاوز سواء في حديث قبل أو أثناء المباريات أبدا
كرة القدم حياتهم ولكن يعملون إنها للمتعة فقط ولن تصلح حال إقتصاد ولن تطعم جائع ولن تقيم العدل في الأرض ولن تحرر أوطان
يوم المبارة ترى في شوارع الكاميرون الجميع رجال وسيدات وأطفال يرتدون فانلة المنتخب بكل ألوانها في كرنفال عجيب ولذيذ وترى فرحه وبهجة تعم الدولة، وطوال تواجدهم بالمدرجات والمقاهي والشوارع يرقصون ويغنون في متعة تبهرك وتنتهي المبارة كما تنتهي بأي نتجية وينتهي الاحتفال بصفارة الحكم،
ويعود الجميع إلى أعمالهم وحياتهم في اليوم الثاني دون الحديث عن كرة القدم أمس.
لكن في المحروسة الأمر مختلف قبل وأثناء وبعد المبارة ترى العصبية والتحفز والغيظ والمكايدة وخسارة الأصدقاء وحتى الأقارب وتمتد الحالة بعد المبارة لأسابيع في ظاهرة سمجة مملة تسمى التحفيل بها كل أنواع التهكم والتنمر بشكل أبعد مايكون عن لعبة للمتعة؛، وإن دل ذلك على شئ إنما يدل على حالة فراغ وتفريغ طاقة سلبية وضحالة لثقافة كروية.
رغم أننا لا نملك كرة قدم حقيقية أو لاعبين تترقى لمستوى قاري أو عالمي.
نرى أعظم فرق كرة القدم بدوريات أوروبا تنهار وتهزم وتعود دون تحفيل أو ازدراء وتهكم ومكايدة،
قوة فرق الدوري المصري تصب في مصلحة منتخب مصر وكلنا نجمع على هذا وما يحدث من ظاهرة التحفيل على كل وسائل الميديا يهز بقوة ثقة اللاعبين بأنفسهم داخل ملاعب كرة القدم ويضعهم تحت تأثير تلك الظاهر قبل وأثناء وبعد المبارات ويشتت تركيزهم ويزيد خوفهم ويهز قراراتهم بالملعب خوفا من تعرضهم للتنمر،
وشاهدنا جميعاً بعض اللاعبين بمنتخب مصر تهرب من تسديد ضربات جزاء أو ترجيح رغم إحترافهم بدوريات أوروبا خوفا من التهكم والتنمر
نشاهد في أقوى دوريات أوروبا حالة عدم توفيق لنجوم كبيرة داخل المستطيل الأخضر سواء إضاعة ضربة جزاء أو إضاعة فرصة محققة للتسجيل وفي نفس اللحظة تسمع وتشاهد تصفيق وهتاف لنفس اللاعب بالمدرجات لبث الثقة في نفسة ودعمهم ليعود ويزيد من متعة تلك الجماهير التي دفعت أموال وحضرت لملعب المبارة للمتعة ومشاهدة كرة قدم حقيقية.
التصدي لتلك الظاهرة هو أحد السبل لرقى كرة القدم بمصر في وجود إدارة حقيقية على مستوى الفرق والمنتخبات والإتحادات ولكم في كرة اليد أفضل نموذج مشرف للعبة جماعية