الصين تدخل على خط الوساطة بين السعودية وإيران
كشف مصدر إيراني أن الصين دخلت مؤخرا على خط الوساطة لحل الأزمة بين الرياض وطهران عبر مبادرة مكونة من مرحلتين.
ونقلت صحيفة “الجريدة” الكويتية عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية – لم تسمه- قوله، إن الصين بدأت تقوم بمساعٍ وتحركات دبلوماسية على خط الوساطة بين إيران والسعودية.
وأضاف أن جوهر الوساطة مبادرة من مرحلتين، كان الرئيس الصيني “شي جينبينغ” أثارها خلال زيارته مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي للرياض، ونالت موافقة خليجية مبدئية.
وأفاد المصدر بأن التحركات الصينية تهدف، في مرحلتها الأولى، إلى تهيئة الأرضية لعقد لقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية، على أن تقوم بكين، في المرحلة الثانية، بدعوة باقي دول مجلس التعاون الخليجي إلى قمة خليجية إيرانية في الصين، بعد التوصل إلى صيغة تفاهم بين طهران والرياض.
وأشار إلى أن بكين عبّرت عن رغبتها في وضع هذه المبادرة على جدول أعمال الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي” للعاصمة الصينية في الأسبوعين المقبلين.
وذكر المصدر أن مساعد وزير الخارجية الإيراني، كبير المفاوضين النوويين “علي باقري كني”، سيستمع لرأي الصين بهذا الخصوص خلال زيارته لبكين في اليومين المقبلين للتحضير لجدول أعمال زيارة “رئيسي”.
وأكد أن “باقري كني” سيثير خلال زيارته إمكانية أن تلعب الصين دوراً أكبر في المفاوضات النووية، خصوصاً أن مندوبي الدول الغربية قطعوا كل اتصالاتهم مع المندوبين الروس الذين كانوا يلعبون سابقاً دوراً حيوياً في المفاوضات.
وقال المصدر إن “علي باقري كني” سيبلغ المسؤولين الصينيين الذين سيلتقيهم أن طهران مستعدة لقبول أي وساطة أو دور صيني دون أي شروط مسبقة.
وتابع أن المسؤول الإيراني سيجدد رفضه للبيانات الختامية التي صدرت عن قمم الرياض العربية الصينية وقام الرئيس الصيني نفسه بالتوقيع عليها، خصوصاً فيما يتعلق بدعم بكين لحل سلمي تفاوضي لقضية الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات، واعتبارها أن البرنامج النووي والصاروخي الإيراني ودعم طهران لحلفائها في اليمن والعراق ولبنان وغيرها، أنشطة مزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة.
وحسب المصدر سيشير “باقري كني” إلى أنه إذا ما كانت الصين فعلاً تريد أن تلعب دور الوساطة فعليها تصحيح المواقف الصادرة عنها في قمم الرياض.
ومن جهتها، قالت السفارة الصينية في الكويت لنفس المصدر إنه ليس لديها أي معلومات تتعلق بمساعٍ صينية لعقد مباحثات سعودية إيرانية أو خليجية إيرانية.
وتنخرط الرياض وطهران في محادثات منذ أشهر، بوساطة عراقية، نشطت في عهد ريس الوزراء العراقي السابق “مصطفى الكاظمي”، لكنها توقفت لفترة مع تولي رئيس الوزراء الحالي “محمد شياع السوداني” المنصب، لاعتباره محسوبا على تيار الصقور المتقارب مع إيران، لكنه بذل جهودا مكثفة لاستئناف الوساطة.