تهنئة من عمدة عاصمة الولاية دوسلدورف للمصري منصور توفيق عبد الهادي حسب الله لبلوغه عامه التسعين .

أهم امنياته في يوم ميلاده التسعين أن تعود فلسطين وتعود القدس وأن يبارك الله في مصر ويحفظها

حاورته الكاتبة الصحفية : نهلة سليم

أرسل عمدة عاصمة الولاية دوسلدورف دكتور سيفان كيلر بتهنئة شخصية عبر فيها عن خالص تهانيه بحياة سعيدة جميلة للسيد منصور توفيق عبد الهادي لبلوغه سن التسعين من عمره كما ارفق هدية مالية عبارة عن شيك وتلك العادة تفعلها حكومة المانيا لمواطنيها ابتدأ من سن الثمانين وكل عشر سنوات اضافية ترسل لهم تهنئة عبر عمدة البلد الذي يقطنون بها ، إلي من يصل لتلك المرحلة العمرية من المواطنين الألمان او المتجنسين بالجنسية الألمانية
في أجواء سادها المرح حيث تمني السيد منصور في عامه التسعين ان تعود ارض فلسطين كاملة الفلسطينيين وتعود القدس عربية كما تمني ان يبارك الله في مصر ويحفظها حيث اليوم يتمم تسعون عاماً.

 

من حافظ علي المصنفات الفنية المصرية وكفائته رؤسائه نجيب محفوظة و د. ثروت عكاشة لأمانته
اليوم يتمم تسعون عاماً لبطل المصارعة الروماني وكاتش روماني
اليوم تسعون عاماً لكبير من كبار المصريين بألمانيا سنًا ومقاماً
تسعون عاماً اليوم لمنصور توفيق عبد الهادي حسب الله

يحتفل اليوم بعيد ميلاده التسعين احد كبار المصريين بالخارج بألمانيا سناً وواحداً من ابطال المصارعة الرماني والكاتش الروماني وذلك في الخمسينيات بالنادي الاهلي بالجزيرة

واحداً ممن عاشوا الزمن الجميل الحافل بحياة عاصر فيها أحداثا كثيرة من أول عصر الملك فارق إلي عصر الرئيس السيسي فكان شاهدا علي عصور عدة بما فيها من اختلاف وتباين فكان معه هذا الحوار

⁃ كل عام وانت بالف خير يا حاج منصور وعقبال الاحتفال المئوي ربنا يعطيك ويعطينا الصحة والسلامة
⁃ وانتم بالف خير شكراً جزيلاً لكم
⁃ كيف تري تلك السنين التي رأيتها تمر من خلفك
⁃ رأيتها كالحلم ولكني عشت اجمل وقت بها وقت الزمن الجميل كما يطلقون عليه اشعر أنني دخلت من باب وخرجت من باب والذي فعلته بين البابين يدخلني الجنة او يدخلني النار
⁃ نعم حضرتك كنت شاهد عيان علي احداث كثيرة مرت بها مصر بل العالم
⁃ نعم عاصرت اشياء كثيرة
⁃ مالذي تغير في الشخصية المصرية اليوم من الزمن الذي عاصرته
⁃ تغير في الشباب الشجاعة والإقدام والاخلاق

⁃ بمعني ؟
⁃ رأيت في طفولتي عندما كان عمري 15 عاماً واثناء ذهابي للمدرسة كنت اري العساكر الانجليز وهم يخرجون من الخمارات بشارع 26 يوليو وبيكونوا في حالة سكر شديدة فإذا وجدوا بنت بالشارع في ذلك الوقت كانوا يقفزون عليها قاصدين التهجم علي شرفها في الشارع فكانت الصبية البائعة المتجولة ماسحي الاحذية منهم فتي رأي عسكري يفعل ذلك مع بنت فضربه بلبيسة الاحذية علي رأسه وشد البنت وقال لها أهربي بسرعة قبل ان يصفر العسكري الانجليزي ويأتي زملائه ففر هو الاخر بالهربوهذه شجاعة من طفل لا مثيل لها اليوم ولا توجد إلا قليلا من الشباب الذي ،اصبح مدلل وكل شيء مجاب له
⁃ ما السبب من وجهة نظرك في تغيير السلوك بين الطفل – الصبية – الشباب – الرجال من الزمن الذي عاصرته وهذا الزمن
⁃ التربية والتعليم كانت التربية في البيت اولا ثم التربية بالمدرسة ثم يأتي معها التعليم الجيد لكن ما أراه اليوم من انشغال الاب والام بالعمل خارج المنزل واحيانا خارج البلاد يجعل الطفل غير متزن لا يدرك معاني كثيرة لأنه لم يكتسبها من احد لأن لا يوجد احدا بالبيت او بالمدرسة التي أصبحت بدون تلاميذ وبدون معلمين وبدون منهج
⁃ هل تعتقد ان المناهج مهمة لتربي التلميذ حتي ان يصبح طالباً جامعيًا
⁃ بكل تأكيد المنهج الذي يدرسه التلميذ وحتي طالب الجامعة ليس له علاقة بالعلم الذي من المفترض ان ينفعه وكل ما اشاهده اليوم من مناهج ماهي الا حشو لا يفهمه احد بل المطلوب منه الحفظ فقط فيتخرج الطالب طالب فارغ المعرفة واحيانا اري خرجين جامعة لا يعرفون اللغة العربية وكل كتابتهم خاطئة وهذا ما يحزنني كثيرا لاننا لاننا كنا ندرس المواد باللغة الانجليزية لأن الاحتلال الانجليزي كان لازال موجودا في مصر ، ومع ذلك كنا ولازلنا نكتب اللغة العربية صحيحة لاننا تعلمناها صحيحة

 

⁃ ومادور وزارة التربية والتعليم ؟
⁃ دورها الأول هو العودة للنظام القديم
⁃ كيف ؟
⁃ التعليم الألزامي قبل المرحلة الابتدائية ثم الاهتمام بالمدارس الحكومية وجعل التعليم بها بمبالغ رمزية مثلا كان والدي يدفع ١٨ جنيها ثمن تعليمي في العام الواحد لكن كان هناك رعاية فكان يوجد مطعم بالمدرسة وكنا نتلقي وجبتين الفطار والغذاء وكان الفطار كوب لبن كبير وساندوتش مربي او حلاوة وكنا نأكل بالشوكة والسكين والغذاء لحوم فراخ وخضار وأرز وفاكهة يعني وجبة كاملة وهذا لا تقوم به المدارس الحكومية لأن ليس لها ميزانية
⁃ هل تري ميزانية التعليم أهم من ميزانية السلاح ؟
⁃ نعممممم فسلاح العلم وبناء الانسان القوي السليم سليم البنيان والعقل هو الذي يستطيع الدفاع عن وطنه حتي بدون سلاح وكل شيء له اولوياته نبني الانسان ونعلمه ثم نبني بنيته التي سيعيش عليها
⁃ تقصد بدون تعليم وتربية هذا الانسان الصغير فلم يستطيع ان يقيم ويحافظ علي اي نهضة تقدم له
⁃ بكل تأكيد لذلك لا اقول للدولة انظري لتجربة الدولة الفلانية ولكني اقول لها ارجعي لتجربة مصر القديمة في عصر النهضة الذي كان كل شي به رائع ورائد فاليابان كانت تأتي لتنقل تجربتا في التعليم ومصر كلها كانت عروس الشرق لأن شعبها كان يحبها حقاً
⁃ كلمة اخيرة للشباب الذين اصبحوا مدمنين الموبايلات والالعاب الالكترونية
⁃ اقول لهم هذه الموبايل والالعاب ستصيبهم بالعمي والطرش والبكم والاكتئاب والغباء
⁃ العمي لأن هذا الشعاع الذي يخرج من الشاشة مضر للغاية ويسبب ضعف النظر في المستقبل
⁃ الطرش لان السماعات التي يضعونها في اذنهم بها ذبذبات ضارة للأذن وتسبب ضعف السمع
⁃ البكم لانهم لا يتحدثون مع احد بل يضلوا يكتبوا رسايل بدلاً من التحدث المباشر مع اصدقائهم او حتي والديهم
⁃ اما الاكتئاب لانه تعود ان يتعامل مع شيء صامت لا يتحدث فألفه وكره التحدث مع احد فسيصيب علي الفور بالاكتئاب
⁃ نعم معك حق ولكنها لغة عصرهم وانا ضد هذه التكنولوجيا اذا افرط فيها
⁃ نعم التكنولوجيا تأتينا من الله كي نتعامل معها بالحكمة و بالشي الذي لا يضرنا
⁃ مالذي ينقص الشباب إذن كي يصبحوا مثلكم
⁃ ينقصهم المسئولية فالشاب الذي لا يعمل في فترة فراغه سوف يفسد ولا يعتمد عليه لأنه سوف يظل ينتظر الأهل كي يوفروا له كل ما يحتاجه ثم يصبح عاله حتي علي نفسه . ينقصه الرياضة فالرياضة تبني الجسد وتحسن الخلق فانا مارست رياضة السباحة في ترعة بلادنا ثم في حمامات السباحة عندما انتقلنا للقاهرة ثم كونت فريق مصارعة وانا بالمرحلة الثانوية ثم لعبت بطولات كثيرة وتلك الرياضة منعتني من ان ادخن بل احافظ علي صحتي واهتم بغذائي
⁃ مالذي تغيير في الشعب المصري في الماضي واليوم ؟
⁃ النظام والنظافة والذوق العام الذي هبط وعدم القرأة والمعرفة والمغالاة بالامور وبعده عن البساطة التي كانت من سماته واصبح الجشع وعدم الامانة اجدها اكثر وهذا لم يكن موجودا ابدا في زمننا الجميل
⁃ تقصد أن الناس اصبحت تقبل الغلط اكثر كي تغتني ؟
⁃ نعم وهذا ظهر في الازمة الاخيرة الخاصة بالدولار وجشع التجار السوق السوداء الذين يريدون مص دماء الشعب
⁃ هل الجشع لم يكن موجودا في الماضي ؟
⁃ كل شيء كان موجود ولكن برمز وليس بالكم الذي به الان
⁃ نعم فحضرتك من كرمك دكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة آنذاك لأمانتك
⁃ نعم والاستاذ نجيب محفوظ ايضا لانه كان مدبري المباشر حيث كان يعمل مديراً عاماً علي المصنفات الفنية وتكريمه لي كان عبارة عن اهتمام بما قلته له واتذكر انني اخرجته من اجتماع كان عنده كي ابلغه بتلك الكارثة وعندما استمع لشكواي علي الفور اخذ تاكس وذهب لمكتب دكتور ثروت عكاشة في المبني الاداري لقصر عابدين حيث كان مقر وزارة الثقافة هناك ولهذا اعتبرته كرمني لأن صدق قولي له حيث كانت هناك عصابات تغري ضعيفي النفوس كي يأخذوا افلام من المخازن يوم الخميس يطبعوها ويردوها لهم السبت في مقابل مبالغ مادية كبيرة وعندما حاولوا ان يفعلوها معي ابلغت الاستاذ نجيب محفوظ وقال لي آنذاك هذه العصابة ظلت عشرين عاماً تسرق منا ولم نحصل علي اول خيط لها وانت يامنصور من قدمتهم لنا اما دكتور ثروت عكاشة اعطاني شيك بمبلغ عشرين جنيهاً نظرا لأمانتي
⁃ بمناسبة الفن ماذا ينقصه الآن
⁃ الفن ينقصه فنانين علي حق وليس ناس تريد المال والشهرة الفن ينقصه الفنان ذو النفس الغنية كان الفن يدخله البكوات والبشوات كي يرتقوا به ويصرفوا عليه لا يصرف هو عليهم والفنان لابد وان يكون له صنعه اخري او وظيفه اخري كي لا يكون همه الأول والاخير هو التربح من الذي يقدمه سواء فن او لا فن إن الفن في حد ذاته لهواية اعطاها الله لصاحبها كي يسعد بها الناس لا يكون أكل عيشه منها

⁃ في نهاية لقائي معك اشكرك جزيل الشكر علي النصائح وعلي العصر الجميل الذي اخذتنا معك فيه وانت تتحدث الينا وأن شاء الله يكون لنا لقاءات اكثر وحديث اكثر مع مذكراتك التي ستكون شاهدة علي عصر من اجمل العصور الماضية كي يستفيد بها كل من يقرأها ليتعلم الحكم التي يستفيد منها في حياته
⁃ انا الذي اشكرك علي ما تقومين به وحرصك علي ان تنقلي للقارئ تلك الذكريات لربما يجد بها شيئا يستفيد منه
⁃ بكل تاكيد سيجد وكل عام وحضرتك بالف صحة وسلامة وعقبال الاحتفال المئوي
⁃ وانتي بالصحة والسلامة الف شكر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى