لطفي منيب يكتب: (حكومات العلم و العلماء)


قام توني بلير رئيس وزراء انجلترا بتعيين ديفيد بلونكيت الضرير وزيراً للداخلية في حكومته من عام ٢٠٠١ وحتي ٢٠٠٤ ، وقد فرض هذا الحدث غير التقليدي حالة تساؤل عام عن كيفيته ؟
وكانت الإجابة إنه وزيراً في حكومة علم،وليس وزيراً في حكومة علماء .
-حكومات العلماء ،
ويكون الوزير فيها أكاديمي متخصص في مجالات عمل الوزارة،وهو صاحب الرؤية فيها،والمسئول عن تحديد الأهداف ووضع برامج العمل ومتابعة التنفيذ في الوزارة ،
وقد ينجح الوزير أو يفشل في تنفيذ وتحقيق رؤيته علي أرض الواقع ،
وأحياناً تصطدم رؤيته أثناء تنفيذها بحالة عدم قبول وانقسام مجتمعي حولها كما حدث مع تجربة تعميم إستخدام التابلت في التعليم،
وفي جميع الحالات حين يذهب الوزير تذهب معه رؤيته،ويحل محله وزيراً آخر برؤية شخصية جديدة،وأهداف مختلفة للوزارة عن سابقتها يتم العمل لتحقيقها وإهدار ماسبق إنفاقه من الوقت والمال.
-حكومات العلم ،
وهي في الدول التي نجحت في حل مشكلة تكرار اهدار الوقت والمال الموجودة في حكومات العلماء نتيجة عدم الاستمرار في العمل بمخططات ثابتة، فأقامت تلك الدول بها إدارة عليا دائمة للتخطيط،تجمع فيها أصحاب العلم و الخبرة في كافة المجالات والنواحي،وتكون هي الجهة المسئولة عن وضع الرؤية العامة وتحديد الأهداف المستقبلية والمرحلية للدولة،و كذلك تكون المسئولة عن رسم السياسات والمخططات التنفيذية للحكومات والوزراء لتنفيذها مهما تغيرت قيادات الدولة،أو اختلفت الأحزاب السياسية التابعة لها الوزارات،
لقد كان تعيين توني بلير وزيراً ضريراً للداخلية بحكومته نقطة البداية لكثير من الدول لتتحول هي وحكوماتها من الحكم بالرؤية الشخصية المنفردة للعلماء،الي الحكم بالرؤية الجماعية المستمرة التي صنعها العلم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى