زنا المحارم أفة تنخر في جسد المجتمعات العربية
تحقيق : راما الحلوجي
إنفرطت حبات العقد الأسرى وتقطعت اوصال الٱنسانيه وأستبيحت اعراض المحارم واصبحت مرتعا ومتنفسا لشهوات الأهل والاقارب يصلون ويجللون فيها كيفما شاؤوا دون رحمة او وازع ديني او خوفا امنيا ،فقد طفت مؤخرا جريمة من ابشع الجرائم التي تنفر منها الأنفس وتقشعر لها الأبدان وتتنافي مع تعاليم جميع الادايان السماويه وهى جريمة زنا المحارم ، ولخطورة القضيه فتحت جريدة الأمه أبوابها للمتخصصين في هذا الملف وفردت لهم صفحاتها لتحليل ومعرفة اسباب و إنتشار هذه النوعية من الجرائم ،خاصة وان بحثا اجراه معهد uniru بروما علي اكثر 500 سيده وشمل 36 دوله منها مصر و اثبتت ان اكثر من 75% من جرائم لاغتصاب تتم مع المحارم لكونها ارض خصبه لإشباع رغبات الاهل وشهواتهم المحرمه ، و ذكر أيضا ٱن ما هو مسجل من حوادث ٱغتصاب المحارم لا يعبر عن حجم الكارثه لأن الصمت يكتنف الجرائم باعتبارها من المحرمات المسكوت عنها .
وعن هذا عرف دكتور سعد ابراهيم استشارى الامراض النفسية والعصبيه زنا المحارم بأنه استغلال الأهل والاقارب لأجساد ذويهم للتنفيث عن طاقات جنسيه ورغبات وشهوات تم كبتها كرها ، نتيجة اوضاع اقتصاديه واجتماعية صعبه ، اختفت معها منظومة القيم والاخلاق داخل الأسرة اي ضعف لغة (الأنا) و إنعدام الضمير بلغة علم النفس ، فتدصدع الرموز الوالديه بانتهاك حقوق الانسان بالنسبة للابنة أو الاخت التي انتهكت برائتها ، وبتكرار التعدي تتشوة نفسية الابنه وتخلتط لديها المشاعر، وتختفي عندها مشاعر الموده والحب تجله الاب او الاخ، وتحل محلها مشاعر البغض والكراهيه وتكتسب سلطه خفيه تتحكم بها في ذكور الاسره، لتصبح الابنه هى الزوجه وضرة امها ، وزوجة اب الاشقاء ، وتحدث استقطابات حاده في الأسرة فتستحوذ الأبنه علي الاب ، ويستحوذ الابن علي الأم ،وهكذا تغيب كل معاني الإيثار والتراحم والموده ويحل بدلا منها الغيره والحقد والكراهيه والأشمئزاز فيسقط النظام الأسرى ، ويحدث التلوث النفسي والاخلاقي والروحي ، مشيرا الي ان تداخل الأدوار كما تم توضيحه سابقا تنتج عنها مشاعر سلبيه مدمره لكل العلاقات الأسريه ، تعمل علي تشوه نفسي للفتاة الصغيره التي كانت مطمعا لكل افراد الأسرة من الذكور ، بعدما تفاجئت بأن الوحوش الذين اغتصبوا برائتها هم اهلها كوالدها او عمها وشقيقها او خالها واحيانا أيضا يشارك الجد في هذه الجريمة البشعه، وهنا تهتز لديها الثوابت ،اى تتشوش معاني الأبوة والبنوة والأخوة والعمومة ،تلك المعاني التي تشكل الوعي الانساني السليم والوجدان الصحيح .
موضحا ان كل فتاة نشأت وسط مجموعة من الحيوانات الأدميه و تعرضت لجريمة زنا المحارم ، ستجد صعوبه في ٱقامة علاقات عاطفية او جنسية طبيعة حيث تظل ذكرى العلاقه الغير سويه وامتدادتها مؤثره سلبا علي ادراك المثيرات العاطفية والجنسيه ،وهذا يجعل اقامتها لعلاقة الزوجيه امرا من الصعوبه إتيانه حيث يكون مصاحبا بالشكوك والصعوبات
وذكر واقعة الاب الذي تجرد من إنسايته وتحول إلي حيوان بشري وعاشر بناته السبع بحضور زوجته دون شفقة او رحمه ، مهددا بذبح من يتفوه بكلمه إو يكشف عن جريمته ، واستمر في معاشرتهن لمدة 15 عاما حتى اصبح لديه طفله من ابنته الكبري ، ومؤخرا تمكن جميعا من الهرب بعد سنين طويله من المعاناة
وفي هذا السباق قالت دكتور وفاء الكيلاني استاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم ٱن المجتمع العشوائى الذى غالبا ما ترتكب فيه هذه الجرائم تفتقد لأبسط الإحتياجات الأساسية، و الوعي السليم و محاصر بالثالوث اللعين (الفقر والجهل المرض) ، الذى أصبح مفرخه لجرائم الإنسانيه ، خاصة جرائم زنا المحارم ، وذلك لظروف المعيشه التي تجبر أفراد الأسرة الواحده ، علي التلامس والتلاصق أثناء النوم وسماع الأصوات واحيانا مشاهدة الأبناء ما يحدث من علاقة بين الزوجين، وذلك لضيق المساحة المقيمين فيها بسبب قلة الموارد الماليه ، مشدده إن هذا لوحده عاملا قويا في إشعال الراغبات الغير سوية للأشقاء الذكور تجاه اخواتهم البنات، كاشفة ان معظم قضايا زنا المحارم تظل حبيسة جدران المنزل خوفا من الفضيحه والعار واحيانا من تشتت افراد الأسرة ، لافتة لحادثة الأب الذى واقع ابنته المعاقة ذهنيا لأقصر من خمس شهور ، وأنفضح أمره عندما إكتشفت الطبيبه حمل ابنته التي لم يتجاوز عملها 15 عاما ،واعترفت الأم بمعرفتها بهذا الفعل الشائن، ولكنها لم تستطيع الابلاغ عنه لانه هددها بطردها وطلاقها ، وهى دون عمل وليس لها أحد يتصدي له، لافته إلي إن من أهم الأسباب التي ساعدت علي إنتشار هذه الظاهرة هو نقص الوازع الدينى والأخلاقي وٱختفاء القدوة الصالحه
وعلى الجانب الدينى أكد الداعيه الاسلامي دكتور عبد العزيز البرى ان الزنى بالمحارم أعظم إثما من الزنى بغير المحارم ، لما فيه من القطيعة والأذى والاعتداء على الرحم المأمور بصلتها ، ولهذا ذهب بعض العلماء إلى أن الزاني بالمحارم يقتل ، سواء كان متزوجا او غير متزوج ، مؤكدا ٱن جمهور العلماء إتفقوا على أن من زنا بذات محرم لابد من إقامة عليه الحد ، وإنما اختلفوا في صفة الحد هل هو القتل او الجلد ، موضحا أن ذنب الزنى بذات المحرم أو بذات الزوج أعظم من ذنب الزنى بأجنبية أو من لا زوج لها , إذ فيه انتهاك حرمة الزوج , وإفساد فراشه , وتعليق نسب عليه لم يكن منه , وبالتالي هو أعظم إثما وجرما من الزانى بأجنبيه
واخيرا ناشد البرى كل من ارتكب تلك الجريمه بضرورة التوبة إلى الله تعالى ، فإن التوبة تصح من كل ذنب مهما كان عظيما ، قال تعالى : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة