الفنانون وضيق الحال.. أمر واقع أم خوف من الحسد؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعرب عدد من الفنانين في مصر، عن ضيقهم من الصورة الذهنية التي يرسمها الجمهور لهم، خاصةً على المستوى المادي.

وصرح بعض الفنانين في الآونة الأخيرة، بأنهم يمرون بأزمات مادية مثلهم مثل كثيرين، كما أنهم مطالبون بتسديد مبالغ مالية مستحقة عليهم.

ما سبق سلطت الضوء عليه لأول مرة الفنانة لقاء الخميسي، التي عبرت عن غضبها، خلال مقطع فيديو عبر خاصية “ستوري” بـ”إنستغرام”، تجاه ما تتعرض له من انتقادات لاذعة: “الممثل عنده نفس التفاصيل اللي بتمر بيها من أزمات نفسية ومادية وعائلية ومشاكل ومنحبش نوريكم مشاكلنا”.

وفي وقت لاحق، أكدت الفنانة بشرى على نفس الأمر خلال تصريحات صحفية: “الممثل مطالب بسداد قيمة أقساط، وليس كل الفنانين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة، لا بد أن يفهم الجمهور الفارق بين 4 أو 5 نجوم كبار يمتلكون قوة شرائية في أفلامهم، وهذا خلاف الغالبية الساحقة من الفنانين”.

وعلى نفس المنوال، سار الفنان نضال الشافعي في تصريحه لوسائل إعلام محلية: “الناس لا يفهمون أن الفنان لديه أوجاع ويتألم في حياته، كما ربما يعاني من قصور مادي”.

التركيز على الجانب المظلم من حياة المشاهير دفع كثيرين للتساؤل بشأن سر تسليط الضوء على هذه النقطة، فالبعض تعامل مع تصريحات الفنان الأخيرة على أنها حقيقة، فيما اعتبر آخرون أن الدافع وراء هذا هو الخشية من الحسد، وهو ما سعت “العين الإخبارية” إلى الوقوف على حقيقته خلال السطور التالية.

الفنانون نوعان

قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن الوسط الفني يحتوي على فئة تتمتع باستقرار مادي، وأخرى تواجه مشكلات مادية: “بعض الفنانين جالسون في بيوتهم لا يعملون، ومنهم من لا يجد ثمن العلاج”.

وحرصت “ماجدة”، في تصريحها لـ”العين الإخبارية”، على تصنيف الفنانين: “منهم النجوم، وأنصاف النجوم، والكومبارس، إذًا لا نستطيع أن نساوي بينهم”.

نوهت الناقدة المصرية بأن الأجور داخل الوسط الفني لم تعد كما كانت في السابق، إضافةً إلى تراجع عدد من النجوم، وبالتالي فهي ترى أن “ما يروج عن ضيق حال الفنانين جزء منه صحيحًا، خاصة مع الوضع في الاعتبار وجود بعض منهم يتقاضون أجورًا عالية”.

اعتبار الجمهور للفنانين على أنهم “أثرياء”، جاء نتاج ما يُنشر عنهم في وسائل الإعلام بحسب إشارة “ماجدة”، التي أردفت: “هناك فريق دائمًا يراقب الفنانين حتى في العزاءات والجنازات، فيسعون خلال هذه المناسبات لإجراء مقابلات وتصويرهم، هناك أمر غريب وشغف بما يصدر عنهم من تصرفات، إلى جانب غل شديد وكراهية تجاههم”.

تحليل للواقع

لتحليل الوضع بشكل أكبر، أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، على فكرة تباين أجور الفنانين فيما بينهم، مشيرًا إلى أن البعض يتقاضون ما يكفيهم للعيش، أما الآخرون فيتحصلون على ثلث أجور أعمالهم الفنية منفردين.

أضاف “فرويز”، لـ”العين الإخبارية”، أن أحد الفنانين “سبق أن كشف له أنه تقاضى ثلث عوائد أحد أفلامه كبطل، لكن حينما لم يحقق العمل نجاحًا عاد إلى تجسيد الأدوار الثانية، وبات يتقاضى أجرًا يكفي لتسيير شؤون حياته”.

هاجس انحسار الأضواء عن الفنانين دفع بعض النجوم إلى استثمار أموالهم في بعض المشروعات، فيقول “فرويز”: “البعض فتح كافيهات ومطاعم لأنهم على علم بأن المشوار الفني غدار، بعضهم يتحمل الأزمات والبعض الآخر يدخل في حالة اكتئاب شديد”.

من جانبه، رفض الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة عين شمس المصرية، فكرة تعميم الجمهور لفكرة “الثراء الفاحش” على جميع الفنانين، شارحًا: “الفنانون هم أغنى فئة في المجتمع ومرتباتهم وأجورهم عالية ومبالغ فيها إلى حد كبير جدًا، وأي كلام عن عسر الحياة في الأغلب ليس صحيحًا، لكن هناك فئة منهم من المغمورين فرصهم قليلة، وهم من لهم الحق في الشكوى”.

وأرجع “الخولي”، في تصريحه لـ”العين الإخبارية”، سبب تصنيف الجمهور للفنانين على أنهم من الأغنياء، بسبب الأجور الكبيرة التي يتقاضونها عن أعمالهم: “أجورهم مستفزة خاصةً وأنها بالملايين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى