باحث بوكالة ناسا يُحذر قطر من كارثة قد تشل اقتصادها
احتفى العالم المصري بوكالة ناسا الأمريكية الدكتور عصام حجي، بتصدر ورقته البحثية المنشورة مع مجلة “نايتشر” الرائدة عالمياً في البحوث العلمية، حديثاً بعنوان: “هشاشة شبه الجزيرة القطرية أمام التسربات النفطية وانعكاساتها على إمدادات الغاز العالمية”.
ونشر الباحث المصري “عصام حجي” بحثه مع مجلة “نايتشر” “nature”، الأمريكية بتاريخ 12 يناير الجاري، ليتصدر قائمة الأبحاث الأكثر تداولاً في تخصصه.
واحتفى بهذه الورقة البحثية التي أكد أنها مساهمة نوعية في القضايا العلمية في المنطقة العربية.
وكتب عبر حسابه الرسمي على تويتر قائلاً: “كباحث مغترب حرصت طيلة 20 عاماً على تخصيص جزء من وقتي للمساهمة في القضايا العلمية لعالمنا العربي رآى البعض أنها ليست بنفس أهمية نظيرتها في الغرب”.
وتابع : “اليوم بحثنا المنشور في مجلة Nature العريقة عن سواحل قطر يتصدر قائمة الأبحاث الأكثر تداول بعد أيام من صدوره”.
أهمية بحث عصام حجي حول سواحل قطر
بعنوان: “هشاشة شبه الجزيرة القطرية أمام التسربات النفطية وانعكاساتها على إمدادات الغاز العالمية”، أصدر عصام حجي بحثه الذي قال في مقدمته: “يأتي أكثر من 20٪ من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية وكل إنتاج مياه الشرب في قطر تقريبًا من ثلاثة مواقع صناعية على الساحل الشرقي لقطر”.
وأشار في ملخص بحثه المنشور على الموقع الرسمي للمجلة الأمريكية، إلى أن “جميعها (الـ20% من صادرات الغاز القطرية) معرضة لتسربات نفطية، وهذه الثغرة لا تزال غير مدروسة إلى حد كبير”.
وحول الإضافة البحثية التي يقدمها بحثه يقول حجي: “نقوم هنا بنمذجة انتشار التسرب النفطي في المياه البحرية الضحلة المحيطة بقطر لتحديد المناطق البحرية وأوقات العام التي تشكل أكبر تهديد لتصدير الغاز الطبيعي المسال ومرافق تحلية مياه البحر في البلاد”.
اوعن المنطقة التي يرى الباحث المصري أنها تمثل عين المشكلة التي تواجهها سواحل قطر، يضيف حجي: “من خلال الجمع بين محاكاة نقل النفط وبيانات حركة الملاحة البحرية، نحدد منطقتين عاليتي الخطورة، تصل مساحتها إلى حوالي 15٪ من المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة لدولة قطر“.
يُواصل الباحث المصري التأكيد على راهنية وأهمية بحثه بقوله: “تتميز محطة الغاز الطبيعي المسال في رأس لفان بأنها الأكثر عرضة للتسربات النفطية على مدار العام”.
وتابع: “كما أن محطة تحلية المياه التابعة لها، التي تنتج 30٪ من إمدادات المياه الوطنية، لديها ضُعف موسمي يصل في ذروته إلى مستوى ينذر بالخطر مرتين في السنة خلال الربيع والخريف”.
وعن المخاطر المحتملة على الاقتصاد القطري خاصة فيما يتعلق بموارد البلاد الطبيعية من الغاز والماء، أشار حجي إلى أنه “يمكن أن تتأثر مرافق تصدير الغاز الطبيعي المسال وتحلية المياه بتسربات النفط التي تحدث خارج الحدود البحرية لدولة قطر في أقل من ثلاثة أيام”.
عصام حجي يطرح الحلول المتاحة
وعلى غرار المخاطر المحدقة بقطاع الغاز القطري، تطرق الباحث المصري أيضاً إلى جملة من الحلول التي -بحسب رأيه- من شأنها إبعاد ذلك الخطر عن السواحل القطرية.
وقال: “نقترح أن يتم مراقبة المناطق البحرية عالية الخطورة عن كثب باستخدام الرادار المحمول جواً ورادار الفتحة التركيبية، الذي يوفر إنذارًا مبكرًا لتسربات النفط التي يمكن أن تعطل بشدة صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الغاز العالمية”.
ما رادار الفتحة التركيبية؟
يتيح رادار الفتحة التركيبية، بحسب وكالة ناسا، تحليل التغييرات في موقع معين بدقة ملحوظة بفضل أنظمته التي تجمع البيانات من طور الموجات التي تستخدمها، بطرق تتجاوز قدرات الأنظمة الضوئية التي تستخدم الضوء المحيط.
حتى أن خاصية “استشعار التغيير المترابط”، التي يُوفرها الرادار، يمكن أن تظهر الفوارق اللحظية في المنطقة محل الرصد.
ناهيك عن قدرته العالية على رؤية الأرض حتى عندما تكون الأحوال الجوية سيئة -سواء كان ذلك ليلاً أو نهاراً- حيث يُفسح المجال لتتبع الأجسام المتحرّكة على غرار ناقلات النفط أو سفن الشحن.