مصر والسعودية والإمارات تقاطع اجتماع تشاوري عربي في ليبيا
تأكد غياب وزراء خارجية عدد من الدول العربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات، عن الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة العربية، الذي سيُعقد في العاصمة الليبية طرابلس الأحد.
وتشهد ليبيا حالة انقسام واسعة في المواقف في ظل وجود حكومتين، الأولى منتهية الولاية برئاسة “عبدالحميد الدبيبة”، والثانية حكومة “فتحي باشاغا” المكلفة من البرلمان الليبي.
ويعدّ الاجتماع الوزاري العربي المرتقب، الأحد، اجتماعاً تمهيدياً للاجتماع الوزاري العربي العادي المقرر في القاهرة الشهر المقبل.
وقال مصدر بوزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية لوكالة “سبوتنيك”، إن “وزير الخارجية المصري (سامح شكري) لن يحضر للمشاركة في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب”.
وأوضح المصدر أن “هذا الاجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب وليس مهماً حضور كل وزراء الخارجية”.
ولا تعترف القاهرة بشرعية حكومة الوحدة الوطنية، وسبق أن غادر وزير الخارجية المصري “سامح شكري”، اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في سبتمبر/أيلول الماضي، احتجاجاً على ترؤس وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا “نجلاء المنقوش”، للاجتماع.
في سياق متصل، أكد مصدر دبلوماسي إماراتي أن وزير الخارجية الإماراتي “عبدالله بن زايد”، ووزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان”، لن يشاركا أيضا في الاجتماع المقرر عقده في طرابلس.
وكانت مصادر أشارت إلى مساع حثيثة من قبل حكومة الوحدة الوطنية، لإثناء بعض الدول العربية عن عزمها خفض تمثيلها الوزاري في الاجتماع.
بينما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر في الجامعة العربية (طلب عدم ذكر اسمه)، أن “معظم المشاركين في الاجتماع لم يؤكدوا رسمياً اعتزامهم المشاركة أو مستواها”.
ولفت إلى أن “النصاب المتمثل بحضور ثلثي وزراء الخارجية العرب لم يتوافر بعد”.
وأوضح أن “حكومة الدبيبة تتمسك بعقد الاجتماع”، ولا نية لتأجيله.
وفيما لم توضّح وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، حتى الآن، أي ترتيبات تخص الاجتماع، أعلنت الحكومة عن “إجازة رسمية للجهات العامة وما في حكمها الواقعة داخل نطاق طرابلس الكبرى بمناسبة انعقاد المؤتمر التحضيري لوزراء الخارجية العرب”.
وأوضح قرار الحكومة أن الهدف من الإجازة “تجنب الازدحام وعرقلة حركة السير” للوفود المشاركة.
كما لم تتحدد كذلك الملفات المطروحة على طاولة نقاش الوزراء العرب، بينما كشف مصدر دبلوماسي من وزارة الخارجية بطرابلس أن ملفي الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية وتداعيات ملف الحرب الأوكرانية على الساحة العربية، من الملفات الأساسية في الاجتماع.
يشار إلى أن وزارة الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة “فتحي باشاغا” عبرت عن استغرابها من استضافة حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية لاجتماع وزراء الخارجية العرب في طرابلس.
واعتبرت وزارة خارجية حكومة “باشاغا”، في بيان الجمعة، أن “الاجتماع يأتي مخالفاً لصدور مقرر داخلي في الدورة 158 للجامعة ينص على تكليف الأمانة العامة بإعداد دراسة قانونية حول صلاحية ترؤس الجلسة المشار إليها”.
ومنذ مارس/آذار 2022، تتصارع على السلطة في ليبيا حكومة برئاسة “فتحي باشاغا” كلفها مجلس النواب في طبرق (شرق)، مع حكومة الوحدة بقيادة “عبدالحميد الدبيبة” المعترف بها دوليا، والتي ترفض تسليم السلطة إلا لحكومة يكلفها برلمان جديد منتخب.
ولحل الأزمة، أطلقت الأمم المتحدة مبادرة تقضي بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة (نيابي استشاري) للتوافق على قاعدة دستورية تقود البلاد إلى انتخابات تعثر إتمامها أواخر 2021 بسبب خلافات داخلية.