حاتم علي المبدع في كل الفصول.. بقلم الاعلامية سفانة الديب
حاتم علي .. عراب الدراما العربية .. المشبع بعمق الإحساس والثقافة والإبداع والاختلاف ، صاحب الأحلام الكبيرة والأثر الباقي في كل الفصول وعلى طول الأيام ، كان وجعه تغريبة حملته من الجولان السوري المحتل مسقط رأسه ، ليبدأ رحلة مسيرة العطاء والفن ، نقش فيها اسمه بماء من ذهب في سلسة من الإبداعات المتتالية التي لاتنسى .
علي ممثل وكاتب ومخرج تلفزيوني وسينمائي سوري بدأ حياته بالكتابة المسرحية وكتابة النصوص الدرامية والقصص القصيرة ، حصل على إجازة في الفنون المسرحية من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق / قسم التمثيل 1986 .
بدأ حياته الفنية كممثل مع المخرج هيثم حقي في مسلسل دائرة النار 1988، ثم توالت مشاركاته في الأعمال الدرامية ، جسد شخصيات مختلفة تتنوع بين الادوار التاريخية والبدوية إلى الشخصيات المعاصرة بأنماط متعددة . وله لوحات كوميدية عديدة مع الفنان ياسر العظمة .
ومع تطوره في العمل واكتسابه الخبرة وصل إلى مستوى يكاد أن يوصف فيه بالفنان الكامل والشامل ، حيث عمل وراء الكاميرا وأمامها في أعمال ضخمة .
توجه إلى الإخراج التلفزيوني في منتصف التسعينات ، حيث تألق وأبدع وتميز وقدم عدد كبير من الأفلام التلفزيونية الروائية الطويلة وعدداً من الثلاثيات والسباعيات ، وفي مرحلة متقدمة قدم مجموعة هامة من المسلسلات الاجتماعية والتاريخية ، ومن أهم ما أخرجه على مستوى الأعمال التاريخية ، الرباعية الأندلسية ، صلاح الدين الأيوبي ، الزير سالم ، الملك فاروق ، عمر ، أما اجتماعيا فكان له بصمة لاتنسى من سفر إلى مرايا والفصول الأربعة إلى أحلام كبيرة وندى الأيام ، وكان للقضية الفلسطينية حصة الأسد من أعماله فتوجها بالتغريبة الفلسطينية محققاً انتشاراً عربياً كبيراً ومؤثراً، وأصبح من نجوم الصف الأول على الصعيد الإخراجي ، فكانت عدسات الكاميرات تتحدث بعيون حاتم علي وتنقل لنا أجمل الصور وأغناها ، وفي أحيان كثيرة أقساها وأكثرها وجعاً .
رحل حاتم علي عن عمر يناهز 58 عاما إثر إصابته بنوبة قلبية عام 2020 ، ذلك الإنسان الذي أبدع وأتقن وأبدع والذي حفر في ذكرياتنا أسمى وأرق الأعمال الدرامية ، موثقاً ماحدث ومالم يحدث .. لروحك السلام .