ميدفيديف يحذّر من “حرب نووية” حال هزيمة روسيا في أوكرانيا
حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف، الخميس، من أن “هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية قد تشعل حرباً نووية”، في إشارة إلى الحملة العسكرية التي تشنها بلاده في أوكرانيا.
وفي منشور على تليجرام للتعليق على دعم حلف شمال الأطلسي “الناتو” للجيش الأوكراني، كتب ميدفيديف حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “القوى النووية لا تخسر أبداً في صراعات كبرى يتوقف عليها مصيرها”، وفق ما أوردت وكالة “رويترز”.
من جانبه، قال سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف، الأربعاء، إن الجيش الروسي سيدمر أي أسلحة ترسلها دول غربية إلى القوات الأوكرانية.
وعندما طُلب منه التعليق على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس بشأن احتمال قيام قوات كييف بمهاجمة القرم بأسلحة أميركية، أجاب: “ينبغي أن تصبح الأمور واضحة للجميع: أياً كانت الأسلحة التي يوردها الأميركيون أو الناتو لنظام (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي، فسوف ندمرها. هذا ما حدث خلال الحرب الوطنية العظمى، وهذا ما سيحدث الآن”.
وأضاف أن “ظهور دبابات تحمل رموزاً نازية على أراضي الاتحاد السوفييتي السابق يوجهنا بشكل قاطع إلى الإطاحة بنظام النازيين الجدد في أوكرانيا، وخلق ظروف طبيعية في المنطقة لعلاقات حسن الجوار بين الشعوب” وفق ما نقلته وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن المكتب الإعلامي للسفارة.
وشدد على أن “تزويد أوكرانيا بالأسلحة، سواء من قبل الولايات المتحدة أو دول الناتو الأخرى، لن يؤدي إلا لزيادة الخسائر البشرية بين السكان المدنيين، وسيخلق صعوبات إضافية في الجمهورية السوفيتية السابقة”.
ومضى أنتونوف، قائلاً: “فكروا في رسائل (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين… من المستحيل ببساطة هزيمة الاتحاد الروسي. النصر سيكون لنا”.
“أعمال إرهابية في روسيا”
واتهم أنتونوف الولايات المتحدة بأنها “تضغط” على كييف، لارتكاب ما وصفه بأنه “أعمال إرهابية” في روسيا، قائلاً: “نلاحظ أن خطاب المسؤولين الأميركيين أصبح أكثر عدائية”.
وأضاف: “(مسؤولو) وزارة الخارجية الأميركية، من خلال تصريحاتهم المنفصلة عن الواقع بأن (شبه جزيرة القرم هي جزء من أوكرانيا)، وأنه يمكن للقوات المسلحة الأوكرانية استخدام أسلحة أميركية لحماية أراضيهم، في الواقع، يدفع نظام كييف لارتكاب أعمال إرهابية في روسيا”، وفق ما أوردت وكالة “تاس”.
ونقلت الوكالة عن أنتونوف قوله: “عند سماع مثل هذه التصريحات من واشنطن، سيشعر المجرمون في كييف مرة أخرى بالتساهل الكامل. وستتفاقم مخاطر تصعيد الصراع”.
وأشار إلى أن الصحافيين الأميركيين: “يدعمون هذا الموقف من الإدارة (الأميركية)، ويبررون هجمات نظام كييف على شبه جزيرة القرم”.
واختتم بالقول: “يقال إن منظومة إطلاق الصواريخ المتعددة هيمارس، وفي المستقبل مركبات المشاة القتالية “برادلي” يمكن أن تشارك في الهجوم باتجاه القرم. ويعتقد المعلقون بسذاجة أن روسيا لن ترد على الضربات على أراضيها”.
رؤوس نووية
وعلى صعيد التجهيزات العسكرية الروسية، نقلت وكالة “تاس”، الاثنين، عن مصدر دفاعي لم تحدده، قوله إن روسيا أنتجت أول رؤوس حربية نووية لتزود بها طوربيد “بوسيدون” الخارق، لاستخدامه في غواصة بيلجورود النووية.
وأضاف المصدر: “صُنِعت أولى ذخائر بوسيدون، وستتسلمها غواصة بيلجورود في المستقبل القريب”.
وأعلن الرئيس فلاديمير بوتين لأول مرة عما سيُعرف باسم طوربيد “بوسيدون” في عام 2018، قائلاً إنه نوع جديد تماماً من الأسلحة النووية الاستراتيجية مزود بمصدر طاقة نووية خاص بها.
وفي كلمته في عام 2018، قال بوتين إن مدى الصاروخ غير محدود وبوسعه العمل في أقصى الأعماق بأضعاف سرعة أي غواصة أو صواريخ أخرى.
وكتب خبير الغواصات الأميركي إتش آي ساتون، على موقعه الإلكتروني، في مارس الماضي: “هذا الطوربيد النووي الضخم فريد من نوعه في تاريخ العالم. بوسيدون هو فئة جديدة تماماً من الأسلحة. سيعيد تشكيل التخطيط البحري في روسيا والغرب، ما يؤدي إلى متطلّبات جديدة وأسلحة مضادة جديدة”.
وأفاد تقرير أعدّته خدمة أبحاث الكونجرس الأميركي، في أبريل الماضي، بأن طوربيدات “بوسيدون” تستهدف أن تكون أسلحة انتقامية، مصمّمة للردّ على عدوّ، بعد هجوم نووي على روسيا.
وأضاف أن غواصة “بيلجورود” ستكون قادرة على حمل 8 طوربيدات، في حين يقلص خبراء حمولتها، إلى 6 طوربيدات.