مصادر استخباراتية: ألمانيا تعمق نفوذها بالعراق
وكالات – القاهرة:
أفادت مصادر استخباراتية بأن ألمانيا تعمق نفوذها بالعراق عبر شركتين، أحدهما بريطانية والأخرى ألمانية، مشيرة إلى تمويل وكالة التنمية الألمانية GIZ لبرنامج مساعدة العراق في مكافحته لغسيل الأموال والتحقيقات الخاصة باسترداد الأصول المنهوبة.
وذكرت المصادر، في تقرير نشره موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي وترجمه “الخليج الجديد”، أن الوكالة اختارت شركتين لوظيفة التحقيق المالي، هما “آدم سميث” البريطانية و”إنتليسيس” الإماراتية، ما يدعم مساعي حكومة رئيس الوزراء العراقي “محمد شياع السوداني”، التي دأبت على الدعاية لجهودها في مكافحة غسل الأموال واستعادة الأصول، مع مصادرة 2.6 مليون دولار في 3 يناير/كانون الثاني من الأموال العامة المفترضة.
وأضافت أن حكومة “السوداني” بحثت في الخارج للحصول على المساعدة في هذا الصدد، حيث تقوم الحكومة الألمانية ووكالة التنمية، الممولة من الاتحاد الأوروبي، بمساعدة بغداد في عملياتها ضد غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وتعمل GIZ في العراق منذ 2014 وبوجود دائم في بغداد منذ 2018، وتشارك بالفعل في إعادة بناء البلاد ، حيث يشمل عملها تحسين الحوكمة، ويرأسها “ثورستن شيفر جومبل”، النائب السابق لرئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD).
وأبرمت الوكالة عقدا بقيمة 389 ألف يورو لمساعدة العراق على تنفيذ المعايير الدولية في مكافحة غسل الأموال وكذلك تعزيز مؤسساته المالية ووضع إجراءات خاصة بذلك، بما يجعله أكثر قدرة على إجراء تحقيقات مالية معقدة لاستعادة الأصول.
ولإنجاز هذه المهمة الكبيرة، تخطط GIZ لتوظيف شركتي التحقيقات المالية، البريطانية والإماراتية، في إطار عقد مقاولة من الباطن، بحسب المصادر.
والمصري “ماهر أبو غالي”، المدير التنفيذي في صندوق النقد الدولي، هو مؤسس “إنتليسيس” الإماراتية، الذي شارك بالفعل في تحقيقات مالية بالعراق، وأدار ورش عمل مع البنك المركزي للبلاد.
وعقدت الشركة الإماراتية، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، مؤتمرا، في دبي، حول غسل الأموال بالشراكة مع جهاز شؤون الشرطة العراقية، بحضور وكيل وزارة الداخلية العراقية لشؤون الشرطة “محمد محمود”.
وكان من بين حضور المؤتمر دير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية العراقية “سعد معن” ومدير مكتب غسيل الأموال بالبنك المركزي العراقي “نزار ناصر”.
أما “آدم سميث” فحصلت، تحت إشراف مديرها “جالبا باتيل” الذي عمل سابقًا في وزارة التنمية الدولية البريطانية، على موطئ قدم في العراق بعد سقوط نظام “صدام حسين” عام 2003، ومنذ ذلك الحين نفذت العديد من المهام لتقديم المشورة للدولة العراقية بشأن الحكم. كما تعمل في كردستان العراق حيث تشارك في تدريب قوات الأمن بالإقليم (البيشمركة).
وتوسع مهمة GIZ نفوذ ألمانيا في العراق بعد أن عملت شركة ألمانية أخرى، هي “موناخ”، على دعم الأمن في انتخابات 2021.
وتشير المصادر إلى أن برلين تسعى إلى تحسين مناخ الأعمال المتدهور في العراق، واقتناص فرصة عدم وجود معايير دولية بشأن غسيل الأموال في البلد العربي، ما خنق طموحات شركات أوروبية أخرى، مثل مجموعة تشغيل المطارات الفرنسية ADP، التي قدمت عرضا للحصول على عقد تشغيل لمطار الموصل.